انخفضت أسعار النفط لليوم الثاني على ضوء المؤشرات على أن مخزونات الخام الأمريكي وإنتاج النفط الصخري سوف تستمر في التوسع، وهذا بعد ان تعززت أسعار النفط الخام نحو أعلى مستوى في 8 أسابيع على أثر التفاؤل بالمحادثات التجارية.
تراجعت عقود النفط الخام أكثر من 1% خلال الجلسات اليوم الصباحية، وهذا بعد انخفاضها بنسبة 1.2٪ يوم أمس الاثنين.
كذلك تراجع نفط برنت دون مستويات 61.80 أكثر من 0.9% بجلسات اليوم، وهذا أيضاً مع تراجع العقد الآجل بنسبة 1.4٪ أمس الإثنين ليغلق على 62.44 دولار للبرميل.
معضلة النفط الصخري!
أصدرت الحكومة الأمريكية تقريراً يتوقع زيادة الإنتاج من النفط الصخري، ووفقاً لتقرير الحفر الصادر عن إدارة معلومات الطاقة أظهر انه سوف يرتفع الإنتاج في حقول الصخر الأمريكي الرئيسية بمقدار 49 ألف برميل يومياً إلى 9.13 مليون برميل يومياً في ديسمبر.
أيضاً مع استقرار مخزونات الخام في الولايات المتحدة عند أعلى مستوى في أربعة أشهر أظهرت تقديرات وكالة بلومبرج انه من المحتمل أن تكون مخزونات قد زادت بمقدار 1.5 مليون برميل الأسبوع الماضي، وبهذا سيكون ذلك هو التقدم الأسبوعي الرابع.
معضلة الحرب التجارية!
الأسواق العالمية في وضع ثابت حساس لأي تطورات في التجارة بعد شهور من المفاوضات التي تتابع عن كثب، وهذا ما نراه مع كل إيجابية تعزز أسعار للنفط.
أثر تراجع وتيرة المحادثات التجارية بالسابق بين واشنطن وبكين على أسعار النفط التي هبطت بنحو 14٪ عن ذروتها في أبريل.
لم يتحرك النفط الخام فوق مستوى 60 دولاراً للبرميل منذ منتصف سبتمبر وسط إشارات متضاربة حول ما إذا كان أكبر اقتصادين في العالم ومتى سينهيان الطريق المسدود.
كما أزال مديري صناديق التحوط رهاناتهم بأن النفط الخام سينخفض بأسرع وتيرة في 16 شهراً حيث ساعدت آفاق هدنة الحرب التجارية وتباطؤ عمليات التنقيب في الصخر على انتعاش العقود الآجلة.
حيث بلغ متوسط معدل التقلبات للنفط الخام بمقدار 36٪ على مدار 12 شهراً الماضية مقارنة بـمقدار 25.7٪ في العام السابق.
ان التحولات السريعة في المعنويات بشأن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والعقوبات التي فرضها البيت الأبيض واشتداد التوتر في الشرق الأوسط والمضاربات حول حدود إنتاج "أوبك" التي قد تآكلت جميعها هذا العام.
مع ذلك، نقدر أن ضعف الطلب المرتبط بتأثير الحرب التجارية يمثل 70٪ من الانخفاض وان الإمدادات الوفيرة هي المسؤولة عن البقية.
بشكل عام,
حسبما تظهر بيانات المنظمة سوف تتوسع مخرجات "أوبك" من المنافسين بأكثر من ضعف الاستهلاك العالمي في عام 2020 مع زيادة الزيادة المستمرة في زيت الصخر الأمريكي بإمدادات جديدة من البرازيل وبحر الشمال.
تشير بيانات المجموعة إلى أن الإمدادات من خارج "أوبك" من المقرر أن تتوسع بمعدل ضعف الطلب العالمي العام المقبل، وبذلك تخاطر بفائض جديد حيث المخزونات في طريقها للتضخم في النصف الأول من عام 2020.
حيث يعوق الاقتصاد الهش الاستهلاك بينما تتدفق الإمدادات الجديدة من الولايات المتحدة والنرويج والبرازيل.
فمن المرجح أن يشكل معضلة لمجموعة "أوبك" وحلفائها من منتجين النفط اذا استمر هذا الاتجاه حتى النصف الاول العام المقبل .
مع توقعات طويلة الأجل نشرت يوم 5 نوفمبر خفضت المنظمة التوقعات بشأن كمية النفط التي ستحتاج إلى ضخها خلال السنوات القليلة المقبلة مع استمرار نمو النفط الصخري الأمريكي.
لذلك سيكون هناك خطر من أن الاستراتيجية الحالية تأتي بنتائج عكسية من خلال دعم الأسعار وتشجيع الاستثمار في منافسي "أوبك".
إذاً لابد من اتخاذ إجراءات أكثر صرامة واضحة عندما تجتمع "أوبك" وحلفائها في فيينا يومي 5 و 6 ديسمبر، والذين يمثلون حوالي نصف المعروض العالمي.
بينما يتمثل التحدي المتمثل باجتماع "أوبك" في ديسمبر الشهر المقبل سيكون في الإعلان عن تخفيضات أعمق في أن بعض الأعضاء لا يزالون غير متوافقين في حين أن البعض الآخر لا يلتزم بالمثل.
لكن قد نرى سعي قوي من قبل المملكة العربية السعودية اكبر أعضاء "أوبك" للعمل على خفض أكبرللانتاج لتعزيز اسعار النفط.
حيث هذا يعزز تحركها نحو طرح عملاق النفط السعودي "أرامكو" للإكتتاب، وهو ما تحتاجه لرفع أسعار النفط لضمان نجاح الإكتتاب خلال الفترة القادمة.
للمزيد بما يخص هذا الإكتتاب وضحناه بمقالتنا السابقة بمدونة شركة اوربكس، ويمكنك الإطلاع عليها بالضغط على العنوان التالي (عملاق النفط السعودي “أرامكو”، والاكتتاب المنتظر!).
أما على الصعيد الفني، مازلنا عند توقعاتنا التى ذكرناها في مقالتنا السابقة نحو صعود أسعار النفط الخام نحو مناطق 61 دولار للبرميل، وهذا ما قد نراه مع حفاظ السعر على تداولاته الأسبوعية أعلى مستوى 54 دولار للبرميل.
- يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).
تويتر:
Abdelhamid_TnT@