المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 26/12/2019
وصلت أسعار النفط لأدنى مستوياتها في 2019، كان ذلك عند بداية العام. عندها سجل خام غرب تكساس الوسيط 42.52 دولار للبرميل، بينما سجل خام برنت 49.93 دولار للبرميل، واليوم يحوم كلاهما حول مستويات 60 دولار للبرميل.
1.لا قفزات سعرية قوية
يبدو أن الزيادة المقدرة بـ 20 دولار للبرميل أمر جلل، على الأرجح. إلا أنه لو نظرنا إلى تحركات النفط على إطار الصورة الأكبر، سيضحي ارتفاع 20 دولار ليس بالأمر العظيم، في ظل: العقوبات على إيران وفنزويلا، والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
إذن، لم كانت الأرباح محدودة؟ يمكننا تقديم شرح من خلال تفصيل الأحداث الكبرى في السوق هذا العام.
2.الخوف من هبوط الطلب
لقت قصة الخوف من هبوط الطلب صدى قوي في السوق هذا العام. فأينًا كان ما حدث -من هجمات الطائرات المسيرة (الدرون)، أو هجمات على مضيق هرمز- فالخوف من الركود العالمي أبقى على أسعار النفط تحت المراقبة، مما يمنعها من ارتفاعات قوية.
وتعززت تلك المخاوف بتصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وسيل نتائج المؤشرات الاقتصادية السلبية المتدفقة من أوروبا، ومن آسيا، وأمريكا الشمالية. والآن، تراجعت حدة توترات الحرب التجارية بعض الشيء، مع احتمالات توقيع الاتفاق التجاري في بداية 2020، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط.
3.وصول الإنتاج الأمريكي لمستويات قياسية
العامل الثاني الأكثر أهمية في إبقاء أسعار النفط دون ارتفاع قوي: الإنتاج الأمريكي من النفط الخام. فوفق إدارة معلومات الطاقة، وصل الإنتاج الأمريكي إلى رقم قياسي عند 12.8 مليون برميل يوميًا الشهر الماضي.
ورغم تراجع عدد منصات الحفر والتنقيب عن النفط، والأوضاع المالية الأكثر تحديًا التي تواجه شركات التكسير الهيدروليكي، وصل الإنتاج إلى أرقام قياسية. ويعزى ذلك إلى تركيز جهود الحفر على المناطق الأكثر غنى، والأقل تكلفة. كما دخلت خطوط أنابيب جديدة للعمل، وأحرزت تقدمات في الحلول الكيمائية المستخدمة في الحفر.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن الإنتاج الأمريكي سيصل متوسطه لـ 13.2 مليون برميل يوميًا في 2020، ولكن يؤمن أغلب المحللين أن هذا شديد التفاؤل، بسبب تسارع وتيرة التدهور المالي، مما سيحد من نمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي في 2020.
أي أن تلك الخطورة مرشحة هي الأخرى للزوال.
4.فاعلية قرارات الأوبك
حاولت أوبك والشركاء الحد من إنتاج النفط في 2019، لرفع السعر، ولكن تلك الجهود اتسمت بعدم الفاعلية. فكانت السعودية هي الدولة الوحيدة التي تلتزم بتخفيض أعمق من الحصة المخصصة لها، بينما عمدت دول أخرى إلى انتهاك الحصص المخصصة مرارًا، وهي: العراق، ونيجريا، وروسيا.
والتزمت أوبك+ (أوبك والحلفاء) بتخفيضات أعمق للإنتاج للربع الأول من العام المقبل. ومجددًا تعهدت السعودية بتخفيض أكبر من حصتها، ولكن روسيا ستنتج حصة تفوق حصتها. ورغم سياسات الأوبك، يظل السوق عصي على الاستجابة لها في 2019، ويحيط بها مزيد من الشك في 2020.
5.أقصى توتر وقع في الشرق الأوسط عجز عن رفع السعر كثيرًا
تعرضت منشأتي بقيق، وخريص إلى هجمات إرهابية في سبتمبر من العام المشرف على النهاية، وتوقف الإنتاج النفطي كلية من المنشآت. ورغم ارتفاع الأسعار لفترة مؤقتة، عادت الأسعار لمستويات ما قبل الهجوم، عندما نجحت أرامكو (SE:2222) في استعادة الإنتاج بأسرع مما كان مقدر.
ولم يكترث السوق كثيرًا لتلك التهديدات، رغم أن بعض المحللين رأوا أن تلك فرصة لتداول النفط على علاوة مخاطر جديدة. ليظل الآن لدينا: نمو المؤشرات الاقتصادية الضعيف، وضعف الطلب على النفط، والتهديدات الجيوسياسية، وتلك المخاطر لن ينتبه السوق خلال الربع الأول من 2020 على الأقل.