النفط في ذروة الأزمة لم يرتفع بقوة، وعليك أن تعرف السبب

تم النشر 09/01/2020, 18:52
LCO
-
CL
-
2222
-

المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 9/1/2020

بدأ النفط عام 2020 بارتفاعات قوية من التوترات السياسية في الخليج العربي.

في بادئ الأمر، ظهر وكأن الأسعار لا تكترث للتذبذب السياسي، والتظاهرات في العراق، والتي كان قدرة على تعطيل الإنتاج النفطي العراقي، أو إعاقة عمليات النقل.

ولكن، برهن الإقليم على حدة التوترات فيه بتصعيد الولايات المتحدة حدة الصراع نهاية الأسبوع الماضي، ردًا على مقل أحد المتعاقدين الأمريكيين، وقصف السفارة الأمريكية، وتمثل الرد في اغتيال الجنرال الإيراني الأهم، قاسم سليماني، وأخيرًا، ليلة الثلاثاء الماضي، وجهت إيران صواريخها نحو قواعد عسكرية تستضيف جنود أمريكيين، ومعداتهم. وللآن، كل الإشارات من إيران، أو الولايات المتحدة تدل على وقف التصعيد.

وفي المقال هذا نفسر الأسبوع الرئيسية التي انتابت ردود أفعال أسواق النفط على الأحداث، وما يجب أن تنتبه له.

تحركات السعر تكشف الكثير

بداية جلسة الأربعاء، 8 يناير، في آسيا، قفزت أسعار النفط 4%، وخلال الجلسة الأوروبية خرجت الأنباء حول إطلاق إيران صواريخ باليستية على قواعد عراقية تستضيف قوات أمريكية بشمال العراق. بيد أن الهجمات الصاروخية لم يتولد عنها أي خسائر في الأرواح، وغرد ترامب بعدها إن كل شيء على ما يرام. عندها اتضحت الصورة، وعاد النفط أدراجه.

وحتى عندما كانت الأنباء تشير لكارثة على الطريق، فشلت الأسعار في الارتفاع بقوة، لأن السوق لم ير أن تلك الحرب ستندلع بين إيران والولايات المتحدة. إلى أن خرج ترامب ليخاطب الشعب في مؤتمر صحفي عند الساعة 19:00 بتوقيت مكة المكرمة من يوم أمس، وقال إن التوترات هدأت، وعندها كان هبوط النفط المدوي، بخاميه غرب تكساس وبرنت، نسبة 5%، خلال فترة الظهيرة الأمريكية.

الرسم البياني لتحركات خام غرب تكساس الوسيط الشهرية

ما نراه هنا:

أولًا: لم ير السوق احتمالية قوية للحرب، حتى بعد إطلاق إيران صواريخ باليستية على قواعد عسكرية.

ثانيًا، حديث الرئيس الأمريكي الهادئ، قتل أي شرارة للحرب.

تناولنا في سبتمبر الماضي مآخذنا على الهجمات التي تعرضت لها منشآت أرامكو (SE:2222) النفطية، وتوقع السوق عندها اندلاع الحرب، وتأثيرها على ملايين البراميل النفطية لفترة مستدامة. ولكن، لم ترتفع الأسعار قوية، لأن السوق لا يؤمن بأن الحرب ستندلع، أو أن أي ضرر سيمس النفط.

هبط النفط بحدة بعد حديث ترامب يوم الأربعاء، لأنه اقنع الأسواق بما كانت تستشعره منذ البداية، ألا حرب ستقع، أو الاحتمالية لها ضئيلة على أي حال.

حافظت إيران على صمتها بعد مقتل سليماني، حتى تشييع ودفن الجثمان، من يوم الجمعة إلى فجر الأربعاء، وعندها دارت التساؤلات، وظهرت حالة من عدم اليقين بين المحللين السياسيين حول رد إيران. تلك الأسئلة أثارت أعصاب السوق، ولكن الآن انكشفت الرؤية واضحة للوقت الراهن. وارتاحت الأسواق لعملية التصفية.

هل تقلل الأسواق من شأن المخاطرة الجيوسياسية؟

يعتقد محللون أن الأسواق لا تكترث للمخاطر الجيوسياسية، ولكن، عند مقارنة أحداث اليوم، بما وقع من أزمات في الشرق الأوسط سابقًا، سنرى اختلافًا كبيرًا يمنع تلك المقارنة من الأساس. يعود هذا إلى تغير أساسيات العرض والطلب الآن، ففي 1990، و2003، قبل حرب الخليج، والغزو الأمريكي للعراق، كانت أسعار النفط مرتفعة، وتظل مرتفعة بقوة.

المتغير في المعادلة الآن هو الإنتاج الأمريكي المتزايد نموه بقوة خلال العقد الماضي، والذي ضمن للولايات المتحدة أمن مصادر طاقتها، وهو ما لم تتمتع به الولايات المتحدة في 1960، ولم يعد إمدادها النفطي مرهون بالشرق الأوسط أو بأمنه (وهذا ما ذكره ترامب نصًا في كلمته يوم أمس). نتيجة لهذا، تظل أساسيات فائض المعروض قائمة بقوة الآن.

وحتى في ظل عوامل إيجابية مثل توقيع الولايات المتحدة والصين للاتفاق التجاري الذي سيسمح بتعديل الرؤية الاقتصادية العالمية، إلا أن النمو العالمي ما زال متراجعًا، وبالتالي الطلب على النفط. ويحاول محللون المقارنة بين الماضي، والحاضر، بينما أساسيات اللعبة تغيرت تمامًا.

أهم التهديدات الواجب مراقبتها

يبدو أن الصراع بين الولايات المتحدة وإيران تراجع، إلا أن مخاطر العراق ما زالت تهدد النفط.

إذ تمتد الصناعة النفطية العراقية بين الشمال، والجنوب من البلاد. وتصدر الحكومة الفيدرالية الكردية النفط إلى تركيا، ولكن أغلب مخارج النفط العراقي تقع في الميناء الجنوبي على الخليج العربي في البصرة. وبالنظر للتوترات السياسية لانخراط إيران بالعراق، والتي لم تحل إلى الآن، ربما يظل لهذا تأثير سلبي على الإنتاج النفطي والنقل.

وربما لن يتأثر النفط كثيرًا بالتوترات المحلية العراقية، إلا أن الحرب الأمريكية الإيرانية على الأرض العراقية لا يمكن إسقاطها تمامًا من الحسبان.

فتعد العراق أكبر خامس منتج للنفط حول العالم، وتنتج أنواع الخام الثقيل، الذي يرتفع عليه الطلب العالمي. ولو كان للصراع تأثير على الحقول النفطية أو موانئ التصدير، سيتضرر الإمداد النفطي العالمي.

أهم التحليلات اليوم من Investing.com:

الغاز الطبيعي: هل هذه إعادة لشتاء 2011/12؟

الأسهم الأمريكية تستكمل المكاسب القياسية في 2020، والأنظار تتجه لسوق العمل

الداوجونز يواصل رحلة الارتفاع والذهب ضمن مسار تصحيحي

ليس ملاذاً آمناً!!

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.