ارتفعت الأسهم في جميع أنحاء أوروبا وآسيا إلى جانب العقود الآجلة للأسهم الأمريكية يوم الخميس، وهذا مع تحسن الرغبة بالمخاطرة بعد أن بدا أن أمريكا وإيران تراجعت عن صراع عسكري أعمق.
حيث عادت المؤشرات الأسهم الأمريكية لإستكمال المكاسب التاريخية للعام الثاني على التوالي، وهذا مع كلاً من مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ومؤشر "ناسداك 100" ومؤشر "داو جونز" نحو تحقيق مكاسب قياسية بجلسات اليوم الخميس.
كما تراجعت الملاذات الآمنة بشكل كبير بعد تصريحات يوم أمس للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي أظهر أنه لن يكون هناك تصعيد بعد الهجوم الإيراني على القاعدتين التابعتين للجيش الأمريكي في العراق.
تراجع الذهب بعد ان إرتفع أكثر من 50 دولاراً للأونصة هذا الأسبوع مع تصاعد الأحداث منذ بداية الأسبوع، وكذلك تراجع الين مقابل الدولار نحو أقل مستوياته في أسبوعين.
بالإضافة تراجعت أسعار النفط بعد هدوء الأحداث الجيوسياسية أيضاً مع الإطمئان من وفرة الأمدادات النفطية بعد النزاع الأمريكي الأيراني بمنطقة الشرق الأوسط، وهذا كما وضحنا في مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا تلك "أسواق النفط تتنفس الصعداء بعد الإطمئنان من وفرة الإمدادات!".
إذا استمر الهدوء الجيوسياسي النسبي فسوف يتيح للمتداولين التركيز على الأفكار التالية حول صحة أكبر اقتصاد في العالم، والذي سوف يوضح مع صدور تقرير سوق العمل الأمريكي يوم غداً الجمعة.
سوق العمل الأمريكي!
سيحصل المتداولون على آخر قراءة عن صحة الاقتصاد الأمريكي في 2019 من خلال تقرير الوظائف غير الزراعية، وهذا بعد أن فاق مؤشر التوظيف بالقطاع الخاص التوقعات يوم أمس الأربعاء.
ارتفع معدل التوظيف بالقطاع الخاص "ADP" بمقدار 202 ألف وظيفة خلال شهر ديسمبر عام 2019، وهو أكبر معدل منذ أبريل.
متجاوزاً توقعات السوق البالغة 160 ألف كما تم تعديل المعدل السابق في نوفمبر من مقدار 67 ألف إلى 124 ألف وظيفة.
أما مع تقديرات معدل التوظيف بالقطاع غير الزراعي المرتقب صدورها غداً سيكون من السابق لأوانه رؤية علامات على الإنتعاش في التوظيف في الصناعات المتأثرة بالتعريفة الجمركية، وهذا مع ترقب الإتفاق التجاري الأمريكي الصيني الأسبوع المقبل.
كما قد يشهد عام 2020 نمواً أقوى في الوظائف في مجال التصنيع وبعض الصناعات الأخرى مع توقيع الإتفاقية المبدأية لوقف الحرب التجارية.
تشير التوقعات لشهر ديسمبر تراجع ما يقارب 100 ألف وظيفة عن المقدار السابق في نوفمبر عند 266 ألف وظيفة.
هذا بعد تأجيل الإضرابات التي أطلقتها جنرال موتورز، والتي أثرت على التوظيف الصافي في أكتوبر وتضخيم مكاسب نوفمبر.
لكن في حالة ان أتت المكاسب أعلى من مقدار 200 ألف وظيفة قد يساعد على إبقاء معدلات البطالة عند مستواها الحالي 3.5%، وهو أفضل مستوى منذ نصف قرن.
حيث لا تزال وتيرة التوظيف فوق الاتجاه بما يكفي لخفض معدل البطالة، وهو مع تقدير الخبراء أن معدل البطالة سينخفض إلى 3.3٪ بحلول نهاية 2020.
على صعيد اخر، انجرف متوسط الدخل بالساعة إلى ما دون المستويات المرتفعة الدورية على الرغم من تباطؤ وتيرة النمو والتوظيف.
إلا أن ندرة اليد العاملة لا تزال كافية لمنع أي ضعف مادي لضغوط تكلفة العمالة، ومن المحتمل أن تكون بيانات الأجور في حالة جيدة.
هذا مع تسارع نمو الأرباح في الساعة حيث من المتوقع ان ترتفع على أساس شهري في ديسمبر إلى 0.3% مقارنة بالتقدير السابق عند 0.2%.
أما على أساس سنوي من المتوقع ان تظل عند نفس التقدير السابق في نوفمبر دون تغيير بمقدار 3.1%.
إلا أن نمو الأرباح الأسبوعي يبدو عالقاً إلى حد ما نظراً لإنخفاض متوسط ساعات العمل الأسبوعية خلال العام الماضي.
بشكل عام,قد يصمد سوق العمل بشكل جيد على نحو مفاجئ على الرغم من تباطؤ الزخم الاقتصادي في نهاية العام الماضي، وعدم اليقين سابقاً على الجبهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
لكن من المؤكد أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" وزملاؤه قد يكونوا سعداء للغاية بهذا التقرير المرتقب إذا أتى إيجابي، والذي قد يقدم بعض الأدلة على وجهة نظرهم بأن الاقتصاد في مكان جيد وليس هناك حاجة لخفض أسعار الفائدة مرة أخرى.
- يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).
تويتر:
Abdelhamid_TnT@