فيروس كورونا عائق أمام الأسواق والإتفاق التاريخي من "أوبك +"!

تم النشر 13/04/2020, 21:28

بدأت الأسهم العالمية الأسبوع على قدم وساق حيث استعد المستثمرون لبدء موسم الأرباح الذي يتسم بعدم اليقين غير المسبوق حول تأثر الأرباح من جائحة فيروس كورونا.

ان عدم اليقين ما زال مرتفع بشأن ما ستظهره الأشهر المقبلة مع أرباح الشركات التي تجد صعوبة في فهم الوضع والتنبؤ بالمستقبل على المدى القصير.

حيث انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في حين شهدت الأسهم خسائر في اليابان وكوريا الجنوبية والصين، وبقيت العديد من الأسواق مغلقة بسبب عطلة عيد الفصح.

الأسهم الأمريكية تهبط مع بداية الجلسات الأسبوعية بعد ان اغلقت مع مكاسب بنسبة 10% الأسبوع الماضي

مع بدء موسم الأرباح للربع الأول بجدية هذا الأسبوع يأمل المستثمرون في الحصول على فكرة أفضل عن مدى الضرر، والذي قد يلحق بالأرباح العالمية في الوقت الذي يضرب فيه فيروس كورونا اقتصادات العالم.

تبدأ البنوك والشركات المالية الأمريكية في الإبلاغ عن أرباح الربع الأول بقيادة "JPMorgan" وبنك "Citigroup" وبنك "Bank of America" وشركة "BlackRock" ومجموعة "Goldman Sachs" وبنك "Wells Fargo".

كما ستصدر الصين الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، والإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة وأرقام البطالة يوم الجمعة.

ووضحنا بعض آثار هذا الضرر الإقتصادي المتوقع من خلال مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا تلك "تباين بالأسهم العالمية قبيل العطلة، والاقتصاد العالمي ما زال يعاني!".

الذهب الرابح الأكبر!

على صعيد آخر، لم يتغير الذهب كثيراً ويحافظ على مكاسبه خلال جلسة التداول اليوم الاثنين، ويحوم بالقرب من أعلى مستوياته منذ 7 سنوات.

حيث قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتفصيل حزمة تحفيز 2.3 تريليون دولار لتخفيف الضربة الاقتصادية من تفشي فيروس كورونا.

قد يعزز المكاسب الإضافية مع بدء موسم الأرباح بجدية هذا الأسبوع سيبحث المستثمرون أيضاً عن مدى الضرر الذي قد يصيب الأرباح العالمية.

الذهب يعود ليتداول قرب أعلى مستوياته منذ 2013 مع إستمرار أزمة فيروس كورونا بالربع الثاني

بتلك المستويات مازلنا نتوقع إستمرار المكاسب، ووضحنا ان أهداف االذهب هذا العام تستهدف 1800 دولاراً للأونصة من خلال مقالتنا السابقة منذ بداية مارس.

يمكنك الإطلاع على المستويات المرتقبة حالياً للذهب من خلال مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا الأخيرة "الذهب ما زال ضمن مسار 1800 دولار للأونصة، والأسهم العالمية تتنفس!".

إتفاق تاريخي من "أوبك +" ولكن؟

توصل أكبر منتجي النفط في العالم إلى اتفاق تاريخي لخفض إنتاج النفط العالمي، ووضعوا حد لحرب الأسعار المدمرة التي دفعت صناعة الطاقة إلى الركوع.

فبعد ماراثون مكالمات هاتفية ثنائية ومؤتمرات بالفيديو لوزراء من تحالف "أوبك +" ومجموعة العشرين توصلوا لاتفاق أخيراً لمعالجة تأثير الوباء على الطلب للنفط.

ارتفعت أسعار النفط الخام بما يصل إلى 8٪، وخام برنت أكثر من 5٪ لكنها قلصت بعض المكاسب السابقة.

حيث يتحول التركيز الآن إلى ما إذا كان الخفض سيكون كافياً في ظل التخمة الهائلة التي تستمر في النمو مع إغلاق فيروس كورونا للاقتصاد العالمي.

 النفط الخام ونفط برنت يفقدان مكاسبهما التي تحققت بعد إفتتاح الأسواق مع إعلان إتفاق

واتفقت أوبك وروسيا ودول أخرى منتجة للنفط يوم الأحد على خفض إنتاج النفط بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً بعد 4 أيام من المناقشات المكثفة.

وأعلنت "أوبك+" رغبتها في خفض الإنتاج 10 مليون برميل يومياً حتى شهر يوليو ثم 8 مليون برميل يومياً لنهاية العام، وإبتداءاً من أول 2021 قد يستمر الخفض بمقدار 6 مليون برميل يومياً لـمدة 16 شهر.

قال وزير الطاقة السعودي الأمير "عبد العزيز بن سلمان" إن السعودية والكويت والإمارات تطوعت بتطبيق تخفيضات أكبر من تلك المتفق عليها.

مما سيقلص معروض النفط من "أوبك+" فعلياً بمقدار 12.5 مليون برميل يوميا عن مستويات الإمداد الحالية.

فيروس كورونا عائق مؤقت أمام الإتفاق التاريخي!

نتيجة لتفشي فيروس كورونا الذي أصاب ما يقارب 2 مليون شخص وأودى بحياة أكثر من 114 ألف شخص على مستوى العالم قد أدى لإغلاق للشركات والحكومات.

مما تراجع استهلاك النفط في العالم بنحو 30% مع إصابة شلل بالقطاع الجوي والبرّي، والذي خفض ​​الطلب على البنزين ووقود الطائرات والديزل.

كما هدد ذلك مستقبل صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة، واستقرار الدول المعتمدة على النفط.

مع توسع حالات الإغلاق لإقتصادات دول العالم، وتزايد عدد القتلى وتفجر البطالة أصبح سوق النفط الآن أكثر قلقا بشأن الاستهلاك من العرض.

تراجع الطلب على النفط بأكثر من 30 مليون برميل يومياً بسبب جائحة فيروس كورونا

لذلك لم تستجيب أسعار النفط حالياً للإتفاق لأن الإتفاق لن يسري حتى بداية الأول من مايو بعد اتفاق دول "أوبك +".

هذا بعد ان زادت تلك الدول إنتاجها بشكل كبير خلال الشهر الماضي، والذي يضيف الضغط مع الاستمرار في إغراق السوق لمدة ثلاثة أسابيع أخرى تقريباً.

النفط الصخري الأمريكي مازال يعاني!

رحب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالاتفاق قائلاً إنه سينقذ وظائف في قطاع الطاقة بالولايات المتحدة.

لكن الاتفاق الذي توسط فيه يعتمد على تراجع حاد في النفط الضخري، ومن المرجح أن يؤدي إلى موجة من حالات الإفلاس وخفض الوظائف.

تغريدة الرئيس ترامب ورضاه للإتفاق التاريخي الذي سيساعد وظائف عديدة بقطاع الطاقة وشكره للسعودية وروسيا

وبدلاً من الموافقة على أي تخفيضات رسمية يعتمد ترامب على قوى السوق لخفض حوالي 2 مليون برميل يومياً من إجمالي الإنتاج الأمريكي بحلول نهاية العام.

حيث خفض منتجيين النفط الذين يركزون على الولايات المتحدة بالفعل أكثر من 27 مليار دولار من ميزانيات الحفر هذا العام، وبدأوا في وقف الإنتاج.

ذكرنا سابقاً التوقعات تشير أن حوالي 40٪ من منتجي النفط والغاز الطبيعي في أمريكا يواجهون الإفلاس خلال العام إذا ظلت أسعار النفط الخام بالقرب من 30 دولاراً للبرميل.

شركات النفط الأمريكية تواجه الإفلاس مع إستقرار أسعار النفط الخام دون مستوى 30 دولاراً للبرميل

وأنهم يتوقعون انخفاض أسعار النفط الخام الأمريكي في الأسابيع المقبلة مع امتلاء التخزين، ويمكن أن يشير هذا إلى نهاية بعض المستكشفين الصخريين الذين يغرقون في الديون.

حيث انخفضت الأسعار إلى ما دون 10 دولارات للبرميل في بعض مناطق الولايات المتحدة خلال شهر مارس بسبب انهيار الطلب، مع عرض درجة واحدة على الأقل بأسعار سلبية.

تراجع حفارات النفط الصخري الأمريكي بشكل حاد ما يقارب 26% مع إستمرار إنخفاض الأسعار وأزمة فيروس كورونا

بشكل عام,,

ان التخفيضات الطوعية على أنها لا تزال قليلة جداً ومتأخرة لتجنب اختراق سعة التخزين، وأن أسعار النفط المنخفضة أجبرت جميع المنتجين على المساهمة في إعادة توازن السوق.

قالت "أوبك+" أيضاً إنها تريد من منتجين من خارج المجموعة مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والنرويج خفضاً إضافياُ بنسبة 5% أو خمسة ملايين برميل يومياً.

أبدت كندا والنرويج استعداداً للخفض أما الولايات المتحدة يصعّب قانون مكافحة الاحتكار لديها التنسيق مع اتحاد منتجين مثل أوبك.

لكنها قالت إن إنتاجها سينخفض تلقائياً بما يصل إلى مليوني برميل يومياً هذا العام بسبب انخفاض الأسعار.

يوجد حوالي 700 مليون برميل مخزنين في البحر والبر، ومع التخفيض 10 مليون برميل قد يصطدم بالجدار في غضون أسبوعين.

لذا لإنهاء شهر مايو بسلام يحتاج السوق لتخفيض 5 مليون برميل إضافية سريعاً، وعلى الجميع الالتزام بحصته العادلة.

مع توقع انخفاض الاستهلاك وسط عمليات الإغلاق التي يسببها فيروس كورونا يرى العديد من المحللين أن وفرة من الخام ستستمر خلال هذا الربع.

لكن في نهاية المطاف إذا ما إلتزمت تلك الدول الموقعة على الإتفاقية بالنسب المحددة وأكثر من ذلك، وأنضم إليها بعد الدول الأخرى المعتمدة على مصادر الطاقة.

قد يعود النفط الخام للإستقرار أعلى مستوى 30 دولار للبرميل حتى نهاية أبريل، ولكن مخاطر الهبوط على المدى القصير تظل قائمة ومستوى الدعم الهام عند مستوى سعر 20 دولاراً للبرميل.

أما نفط برنت قد يعود للإستقرار أعلى مستوى 36 دولاراً للبرميل حتى نهاية أبريل، ولكن مخاطر الهبوط على المدى القصير تظل قائمة ومستوى الدعم الهام عند مستوى سعر 27 دولاراً للبرميل.

- يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).

- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على توتير: Abdelhamid_TnT@

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.