في عصر الكورونا والذي تشهد فيه أسواق المال والاقتصادات العالمية حالات اضطراب مستمرة فإن عملية استثمار الأموال والاحتفاظ بها أو طريقة استغلالها أصبحت تشغل الكثير من المستثمرين الذين لديهم فوائض مالية والحل إذا في الاستثمار والتداول، ولكن كيفية توجيه هذه الأموال هو مسار جدل دائم، البعض يلجأ لشراء العقار أو آخرون يفضلون الذهب وفئة تسعى لاكتناز العملات وغيرها من أوجه الاستثمار.
ووفقا لمقولة في الأزمات تصنع الثروات إلا أن بعض المستثمرين أصبحوا يخشون من هذه المقولة لعوامل كثيرة يأتي في مقدمتها الطبيعة الغير مسبوقة للأزمة التي يمر بها العالم حاليا واختلاف أزمة عن أخرى ممن سبقوا وكيفية التعامل معها، حيث تستغرق هذه الأزمة أوقاتا كثيرة لمواجهتها وإيجاد حلول لها لكن على الجانب الآخر ممن يعتقدون في هذه المقولة فهذه القاعدة مشروطة بكيفية اقتناص الفرص الكبرى التي قد تتيحها هذه الأزمة بشكل جيد ففي وقت الأزمات كثيرا ما تنخفض أسعار أصول استثمارية أو تستقر أو ترتفع ووسط هذه الموجة من التقلبات يفضل المستثمرون الاحتفاظ بالسيولة لمواجهة أي مخاطر وهناك من يقوم باستغلال النقد في اقتناص فرص استثمارية تتمتع بعائد مجز بمجرد انتهاء هذه الأزمة والرد الأمثل على الجانبين أن الأزمات تصنع التروات لمن يجيد اقتناص الفرص وليست قاعدة تنطبق على العامة.
ولكن عبر مختلف الأزمات التي مر بها العالم يظل الذهب من الملاذات الآمنة التي يمكن الاستثمار فيها والتي يلجأ إليها المستثمرون في مثل تلك الأزمات فعلى الرغم من أن العائد منه ليس كبير مقارنة بطرق الاستثمار الأخرى إلا أن السبب الوحيد للإلتجاء غليه هو الحفاظ على الأموال من عوامل التضخم وارتفاع أسعار السلع الأخرى كما أنه يعتبر الاستثمار الأكثر استقرارا فحتى إذا حدث هبوط في فترات من العام في سعره كما يشهد حاليا من تقلبات حادة صعودا وهبوطا غلا انه سيواصل الزيادة على المدى البعيد ولذلك يعتبر الاستثمار في الذهب هو الملاذ الامن لأصحاب رؤوس الأموال والأغنياء للحفاظ على ثرواتهم وقيمة أموالهم وحمايتها من عوامل التضخم وتقلبات الأسواق المالية الأخرى وتتنوع طرق وأنواع المتاجرة في الذهب بين الإدخار والاستثمار، لكن لابد على المستثمر أن يتعامل مع الذهب بطريقة صحيحة حتى لايتعرض للخسائر ويمكننا التأكيد على أن الذهب هو الوسيلة الأفضل والأكثر أمانا للإدخار على الأقل إن لم يكن للاستثمار والربح في الوقت الحالي، بينما تظل طرق الاستثمار الأخرى (الأسهم والعملات وحتى العقارات) في الوقت الحالي معرضة لتقلبات حادة لا يقدر المستثمر العادي على تحملها فالعالم الآن يتعرض لأزمة مركبة صحية واقتصادية لم يتعرض لها منذ ثلاثينات القرن الماضي فلايعلم أحد متى ستنتهي وما ستؤول إليه في الأيام القادمة وكل ذلك سوف يدعم الذهب مستقبلا.
الوجة الثاني للاستثمار بعد الذهب هو الأصول فهو أحد أوجه الاستثمار في وقت الأزمات حيث تملك الأصول تتميز بالاحتفاظ بقيمتها الأصلية مع الوقت ولا يتأثر بتدهور الحالة الاقتصادية.
الشكل الثالث هو السندات الحكومية حيث يعد الاختيار الأكثر أمانا على الإطلاق ولكن هو كذلك الأقل ربحا إذ أن الحكومات تعتبر الجهة الأكثر ثقة في السوق المالى والتي يضمن المستثمر استرداد قيمة السند لديها حتى مع تدهور الاقتصاد.
الشكل الرابع هو المضاربات السريعة على الأسهم في البورصة أي يعني استغلال التقلبات اليومية التي تحدث في الأسواق المالية بحيث يحدث الشراء والبيع في نفس الجلسة هذه الطريقة تحمل نسبة مخاطر عالية وبالتالي هي فقط لمن يتقنها ويعي اختيار السهم بعناية.
وفي النهاية لانستطع أن ننكر أن اتخاذ الأفراد قرار استثمار مدخراتهم في أوقات الأزمات أو حالة الركود أو الكساد الاقتصادي التي قد تصاحب الأزمات أمر في غاية الصعوبة ويختلف اتخاذ القرار من سوق لآخر ومن اقتصاد لآخر.