أنهت عملات الملاذ الآمن الدولار الأمريكي والين الياباني تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع مقابل أغلب العملات الرئيسية الأخرى، في حين أغلق مؤشرات الأسهم العالمية على تراجع في إشارة واضحة على تراجع شهية المخاطرة، وسيطرة المخاوف الأسواق العالمية من موجة ثانية لتفشي فيروس كورونا والعودة إلى إجراءات الغلق وتشديد التباعد الاجتماعي.
في المقابل كان الدولار الأسترالي والنيوزيلندي وهما من عملات المخاطر من أكبر الخاسرين في سوق العملات، فبالإضافة إلى العوامل العالمية ا المذكورة آنفا، فإن التوقعات بأن يقوم البنكين الاسترالي والنيوزلندي بتخفيض معدلات الفائدة في شهر أكتوبر المقبل زادت من الضغوط على العملتين.
ولكن هناك بعض الشكوك وسط المتداولين حول هذه النقطة، كما أن استراليا تعتزم تخفيف القيود في مدينة ملبورن ما قد يعطي بعض الدعم للعملة الأسترالية.
هذا الأسبوع اتجاه الدولار الأمريكي مرتبط بشدة بالتطورات على الساحة السياسة الأمريكية، وحالة الانقسام الحاد التي بين الحزبيين الرئيسيين في البلاد حول برنامج التحفيز الاقتصادي الثاني، وقضية شغور منصب في المحكمة العليا والتي من المتوقع أن تتأجج مع بداية مناظرات السباق الرئاسي.
كما ستراقب الأسواق عن كثب مؤشرات الوظائف الأمريكية التي شهدت انتكاسة غير متوقعة الأسبوع الماضي وهو ما أثر سلبا على شهية المخاطرة وأعطى دعما للعملة الخضراء.
ديناميكية العزوف عن المخاطرة يمكن أن تزداد إذا لم يتمكن المشرعين في الكونغرس من إيجاد أرضية مشتركة وتمرير حزمة حوافز مالية جديدة.
في الأسبوع الماضي وفي شهادة أمام الكونجرس، حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من أن هناك مخاطر جمّة لعدم اتخاذ مزيد من الإجراءات التحفيزية قد تؤدي الى تقليل الإنفاق واحتمال فقدان الناس لمنازلهم، وهذه النظرة القاتمة سوف تزيد من خسائر الأسهم وارتفاع الدولار الأمريكي.
وفي هذا الإطار سوق تراقب الأسواق هذا الأسبوع، النقاشات حول مشروع حزمة تحفيز جديدة بقيمة 2.4 تريليون دولار - أقل من 3.4 تريليون دولار للمساعدة التي تم تمريرها في وقت سابق من هذا العام - تقدم بها الديمقراطيون.
قد يؤدي التوصل إلى أي شكل من أشكال التسوية إلى رفع المعنويات وبيع الدولار الأمريكي، على الرغم من أن الجدل الدائر حول شغور المحكمة العليا قد يعرقل المحادثات بين الحزبين.
مؤشر الدولار يدخل في حركة تصحيحية
بعد ستة أيام من الارتفاعات المتتالية أغلق مؤشر الدولار تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى المقاومة المكون من، تصحيح فيبوناتشي 23.6% عند 94.53، القاع السابق عند 94,64 وخط الاتجاه الهابط من القمة 103.
في الوقت الراهن، تعتبر هذه الارتفاعات في نطاق عملية التصحيح، التي قد تستمر في الأسبوع المقبل مع استمرار تفشي الوباء وتراجع شهية المخاطرة، واختبار مستوى المقاومة التالي سيكون 96.14 عند تصحيح فيبوناتشي 38,2 والمتوسط الحسابي 200 على الرسم البياني الأسبوعي.
الذهب يخرج من نطاق التداول الجانبي
منذ منتصف شهر أغسطس الماضي وسعر الذهب يتداول في نطاق عرضي محصور في حدود المستويين 1920-1979و اللذين يمثلان مستويات تصحيح فيبوناتشي للموجة الصاعدة من 1670 إلى القمة التاريخية القياسية 2075.
حركة الهبوط في الأسبوع الماضي توقفت عند خط الاتجاه الصاعد من القاع 1560، وبالقرب من المتوسط المتحرك 100 على الرسم البياني اليومي.
كسر مستويات الدعم هذه والإغلاق تحتها يعني المزيد من الهبوط نحو 1825 ثم 1765.
ثبات مستويات الدعم هذه يعتمد بدرجة كبيرة على شهية المخاطرة في الأسواق وقوة الدولار الأمريكي، وفي حالة تحقق هذا السيناريو عندها يمكن اعتبار أن هناك تغير في اتجاه حركة الذهب على المدى المتوسط إلى الهبوط.

نظرة محايدة على الدولار الأسترالي:
تراجع الدولار الأسترالي بحدة في تداولات الأسبوع الماضي بعد خطاب نائب محافظ البنك الاحتياطي الاسترالي جاي ديبيل ، والذي ألمح إلى المزيد من إجراءات التيسير النقدي لدعم الاقتصاد ومنها تخفيض أسعار الفائدة وتوسيع أحجام عملية شراء الأصول.
ولكن المحللون في الأسواق غير متفقين تماما على نقطة تخفيض الفائدة الأسترالية، ففي الوقت الذي يعتقد فيه بنك Westpac تحركات كبيرة الاحتياطي الاسترالي RBA في الاجتماع المرتقب في 6 أكتوبر تشرين الأول والتي تشمل تخفيض الفائدة وإجراءات أخرى.
فإن المحللين في كل من بنك أستراليا الوطني NAB وبنك الكومنولث الأسترالي CBA غير متأكدين تحرك الاحتياطي الأسترالي في الاجتماع المقبل، بل سوف ينتظر حتى شهر نوفمبر تشرين الثاني المقبل أين سيقوم بتوسيع برنامج شراء الأصول (السندات) دو المساس بأسعار الفائدة.
هذه الشكوك حول خفض الفائدة ن إضافة إلى إعلان الحكومة الأسترالية تخفيض قيود الإغلاق في ملبورن ثاني أكبر مدينة يمكن أن تعطي بعض الدعم للدولار الأسترالي مقابل باقي العملات الرئيسية قبل اجتماع السياسة النقدية المرتقب.
التحليل الفني الأسترالي دولار AUDUSD
من الناحية الفنية، ومقابل الدولار الأمريكي، السعر أنهى تداولات الأسبوع الماضي عند 0.7023 في حدود مستوى دعم قوي، محصور بين القمة السابقة عند 0.7030 والمتوسط المتحرك 100 يوم عند 0.7005، إضافة إلى تصحيح فيبوناتشي 61.8 عند 0.7016. كما هو موضح في الرسم البياني المرفق.
من المحتمل أن تنحصر التداولات الأسبوع المقبل بين مستويات فيبوناتشي الموضحة على الرسم، إلا في حالة حدوث تطورات قوية من جهة الدولار الأمريكي.
توقعات بمزيد من الهبوط لليورو مقابل الدولار:
تراجع اليورو بحدة مقابل الدولار الأمريكي في الأسبوع الماضي، ورغم احتمال رؤية بع الارتفاعات نحو الأعلى فإن ذلك سيكون في إطار عمليات التصحيح وجني الارباح. خاصة في ظل النظرة القاتمة الوضعية الوبائية في أوروبا وحالة عدم اليقين حول التعافي الاقتصادي في منطقة اليورو، إضافة إلى تراجع شهية المخاطرة التي تدعم العملة الخضراء بصفتها ملاذ آمن.
من الناحية الفنية الزوج أغلق عند 1.1627 بعد تمكن من كسر مستوى الدعم 1.1714، ومن المتوقع أن يجد بعض الدعم القوي في حدود 1.1535-1.1560 عند تصحيح فيبوناتشي 38.2.