بعد التعرف على السوق وكيفية عمله والمخاطر المترتبة على التداول وما يمكن تحقيقه من هذا السوق وذلك من خلال الاطلاع على المواقع المتخصصة، تأتي الخطوة التالية وهي اتخاذ الشخص القرار بأن يصبح متداولًا في سوق الفوركس، لكن هناك عدد من التحضيرات على المتداول القيام بها قبل بدء الرحلة وهي كالآتي:
تحديد رأس المال المُستثمر:
على المتداول قبل بدء الرحلة تحديد رأس المال المُستثمر، وهو مبلغ من المال يتم إيداعه لدى الوسيط المالي لبدء عمليات التداول (البيع والشراء)، ويجب أن لا يؤثر هذا المبلغ الذي تمَّ تخصيصه للاستثمار على التوازن المالي للفرد، بحيث يكون هذا المبلغ فائضًا عن الحاجة وألا يلجأ إلى الاستدانة أو أخذ القروض لبدء التداول، ذلك أن هذا السوق مخاطره عالية وقد يتسبب في ضياع رأس المال المُستثمر، أما بالنسبة للمبلغ المطلوب إيداعه لدى شركة الوساطة المالية فهو متفاوت من شركة إلى أخرى، فهناك شركات يكون الحد الأدنى للإيداع لديها 1000$ وأخرى 100$ وهناك 5$، لذا على المتداول اختيار الوسيط المالي بما يتوافق مع متطلباته.
الوسيط المالي:
يعد اختيار الوسيط المالي الموثوق من أهم الأمور التي يجب على المتداول أخذها بعين الاعتبار عند تحضيراته لرحلة الفوركس، ويجب التأكيد على التحقق من الوسيط المالي لتجنب الاحتيالات، وهناك العديد من المواقع المتخصصة في هذا المجال تقوم بتزويد زوار الموقع بأسماء الوسطاء الموثوقين، ومعظم شركات الوساطة تُقدم للمتداولين لديها "مدير حساب" وهو الشخص الذي يُقدم النُصح للمتداول ويكون معه في البداية حتى يتعلَّم هذا المجال، ومن النصائح التي يقدمها مدير الحساب الرافعة المالية، وهي أداة تمكن المستثمر من التداول بمبالغ كبيرة باستثمار مبلغ بسيط، والرافعة المالية سيف ذو حدَّين لأنه كلما زادت الرافعة المالية زادت نسبة المخاطرة، وهناك العديد من الأمور التي سيقوم مدير الحساب بتزويدها وتعليمها للمتداول مثل منصة التداول والهيدج والسواب ...إلخ، لكن إذا قام المتداول بالتسجيل الإلكتروني لدى وسيط خارج دولته سيقوم بتعبئة البيانات واختيار نوع الحساب لوحده إن أراد أو بإمكانه طلب التواصل معه وسيم التواصل معه سريعًا.
منصَّة التداول:
بعد تحديد رأس المال المُستثمر واختيار الوسيط على المتداول أن يكون متمكنًا من منصة التداول التي سيقوم من خلالها بعمليات البيع والشراء، فمنصة التداول عبارة عن برنامج يتيح للمتداول دخول الأسواق سواء من خلال المنصة الخاصة بأجهزة الحاسوب أو الهواتف الذكية، بحيث تمكن هذه المنصة المتداول من الدخول إلى حسابه بالطريقة التي يراها مناسبة أو الإثنين معًا وذلك من خلال رقم الحساب وكلمة المرور الخاصة برقم الحساب اللَّذان يتم أخذهما من الوسيط المالي عند الاتفاق والإيداع، ومن خلال منصَّة التداول يمكن للمتداول الاطلاع على حركة الأسعار اللَّحظية والقيام بعمليات التحليل الفني وتحديد أوامر جني الأرباح ووقف الخسائر.
الحساب التجريبي:
بعد الانتهاء من الإجراءات السابقة، يُنصح بالبدء بحساب تجريبي وهو عبارة عن حساب وهمي دون أي مخاطر وهو يتيح للمتداول القيام بكافة عمليات البيع والشراء دون مخاطر على حسابه الرئيسي، ويفضَّل أن يكون مبلغ الحساب التجريبي مماثل للمبلغ المُستثمر، فمن خلال الحساب التجريبي سيتعرف المتداول على طبيعة حركة الأسواق والعوامل المؤثرة على حركة السوق.
نصائح سريعة:
- على المتداول قبل فتح أي صفقة أن يكون على علم بالمصطلحات التي يتم استخدامها في هذا المجال منها، الدببة والثيران، الفجوة السعرية، اتجاه السوق، الدعم والمقاومة...إلخ.
- عدم إهمال الأجندة الاقتصادية، وهي الأخبار المؤثرة على السوق مثل قرارات الفائدة ونسبة البطالة...إلخ، إذ في حال لم يُعر المتداول إهتمامًا للأجندة الاقتصادية قد يتفاجأ بحركة عنيفة في السوق دون معرفة السبب، لذا يجب الاطلاع على الأجندة الاقتصادية قبل البدء بأي عملية تداول.
- من أهم الأمور التي يجب أخذها بالاعتبار أن سوق الفوركس ليس حقل بترول، فالكثير يظن أن بدخوله سوق الفوركس سيصبح من أصحاب المليارات بين ليلة وضحاها وهذا تفكير المُقامر، هذا لا يعني أن العائد على الاستثمار سيكون شحيحًا بل يعتمد على رأس المال المُستثمر وفن إدارة رأس المال، ويجب الابتعاد عن الطمع الذي سيقود إلى الإفلاس لا محالة.
- عدم الأخذ بكافة التوصيات كمُسَلَّمات، واسمها توصية أي إما أن تأخذ بها أو لا، لذا من الضروري أن يكون المتداول على علم بالتحليل الفني للأسواق المالية كي يتمكَّن من المقارنة بين تحليلاته والتوصيات.