سأقوم بتعويض الخسارة في هذه الصفقة، لن أدع الفرصة تهرب مني هذه المرة، خسرت أربع صفقات ولا بُدَّ من أن تُصيب هذه المرة، لن أنهي اليوم قبل تعويض ما خسرته، كل هذا وأكثر يدور في ذهن المتداول عند تعرُّضعه للخسارة خلال تداولاته، والسبب الرئيس لهذا هو الحالة النفسية للمتداول، فالحالة النفسية للمتداول لها الأثر الكبير على صفقاته، ففي حالة الربح يكون المتداول هادئًا ومنضبطًا في قراراته، أما في حالة الخسارة فيكون المتداول متوترًا ومُتخبّطًا في قراراته والتي ستقوده بكل تأكيد إلى مضاعفة الخسائر، وقد يتحول المتداول من حالة الهدوء والانضباط إلى حالة التوتُّر والتَّخبُّط وذلك بسبب الثقة المفرطة بالنفس والتي بسببها يظن أنه أحكم سيطرته على السوق وأن لا منافس له في التحليلات وأن الخسارة بعيدة عنه، لتأتيه الصَّدمة بمحو الأرباح التي جناها بسبب قراراته المتسرعة بل ومحو جزء من رأس المال ويتحَّول يومه من ربح إلى خسارة، لتبدأ رحلة استنزاف المحفظة جرَّاء القرارات العشوائية، ويجب على كل متداول إزاحة العواطف جانبًا عند البدء في التداول، وسيتم استعراض بعض العوامل الرئيسة التي تؤثر على الحالة النفسية للمتداول ومنها:
الطمع والجشع
يعد الطمع والجشع من العوامل الرئيسة المؤثرة على نفسية المتداول، وذلك لطمعه بجمع أكبر قدر من المال من أسرع وقت ممكن راميًا بعرض الحائط قدرة محفظته، كأن يقوم أحد المتداولين الذي يمتلك بمحفظته مبلغ 500$ بفتح صفقة شراء أو بيع بحجم عقد "Lot Standard" والتي تساوي النقطة الواحدة فيها 10$، فلو تحرك السوق بعكس توقعاته 30 نقطة فقط يكون قد خسر مبلغ 300$ أي أكثر من نصف محفظته، بينما كان بإمكانه تخفيض هذه المخاطرة لو قام بالتداول على حجم عقد "Mini Lot" والتي تساوي النقطة الواحدة فيها 1$ أو "Micro Lot" التي تساوي النقطة الواحدة فيها 10¢، وبالتالي تخفيض الأثر النفسي الناجم عن خسارة مبلغ كبير يصعب تعويضه بسرعة مقارنة بالرصيد المتبقي، لذا على المتداول أن يحدد هدفه من النقاط المُستهدفة يوميًا بما يتوافق مع قوة محفظته، وعدم الطمع والجشع بجني الأرباح طوال اليوم، لأن طمعه قد يحول الأرباح اليومية إلى خسائر وبالتالي سينتقل إلى المرحلة التالية من الحالة النفسية للمتداول والتي يجب تجنبها أيضًا وهي:
تعويض الخسائر
الإنسان بطبعه لا يحب الخسارة، لكن على المتداول أن يُعطّل هذا الطبع في نفسه أثناء التداول قبل أن يقوده إلى خسارة تلو الخسارة وتجنُّب تحدي السوق، لأن الحالة النفسية للمتداول ستقوده إلى التخبُّط في اتخاذ القرار الصائب وتصبح قراراته عشوائية الهدف منها تعويض ما لحق به من خسائر، في هذا الحالة يجب التَّوقف عن التداول مباشرة وعدم فتح أي صفقات جديدة كي لا تتضاعف الخسائر بسبب القرارات العشوائية والانتظار حتى اليوم التالي، فيبدأ يومه الجديد بنفسية جديدة ويكون التوتر والاندفاع قد زالا منه وينظر إلى السوق بعقلانية والتي سوف تقوده بكل تأكيد إلى تعويض ما خسره خلال الفترة التي يراها مناسبة بشرط أن تكون معقولة، أما أن يكون متداول كان في حسابه 1000$ وأصبح 300$ ويريد تعويض مبلغ ال 700$ بيوم واحد أو حتى أربعة فهذا تفكير غير سليم سيمحي ما تبقى من المال، وبشكلٍ عام على المتداول تجنُّب التداول عندما تكون حالته النفسية سيئة لأن حالته النفسية والمزاجية ستنعكس على تداولاته، فهذا السوق بحاجة إلى التركيز والهدوء والصبر والانضباط والتي باجتماعها سيتم تعويض الخسارة بشكلٍ تدريجي.
نصائح سريعة:
- حافظ على كل دولار جنيته من تداولاتك ولا تفرط به بسهولة، فالمبلغ الذي ربحته لم يأتي بسهولة بل كان نتيجة سهرك وتعلمك وتحليلاتك، لذا حافظ على ما كسبته من خلال إدارة رأس المال.
- لا تصل لمرحلة اللامبالاة بما تبقى في محفظتك وخسارة ما تبقى من مال، ولا تقُل لنفسك "أنا الغَريقُ فما خَوفي من البَلَلِ" أي أنك خسرت ولا بأس لو خسرت ما تبقى في المحفظة.
- تذكَّر أن قليلٌ دائم خيرٌ من كثير منقطع، فلو فقدت أكثر من نصف محفظتك لا تغامر بما تبقى بعقود كبيرة وبشكل عشوائي، بل تداول بعقود صغيرة وبما يتوافق مع محفظتك وستراها تنمو خلال الأيام.
- عند جلوسك على منصة التداول إجلس وتجهَّز وابتعد عن الملهيات والمشتتات كأنك في عمل رسمي تحاسب عليه، فالفوركس عمل وليس لهو.