بعيدا عن الفوضى والصخب انتهت المناظرة الثانية والأخيرة بين دونالد ترامب وجو بايدن بمنطق وعقلانية وهدوء نوعا ما بخلاف المناظرة الأولى التي شهدت فوضى عارمة وتعد مناظرات هذه النسخة الاغرب في تاريخ المناظرات الرئاسية الأمريكية على الإطلاق تم مناقشة عدة مواضيع أبرزها كان أزمة كورونا والعنصرية والسياسة الخارجية والهجرة والتغير المناخي والفساد وقد تبادل المتنافسان التهم في كل موضوع تم تناوله أثناء المناظرة وسنذكر بعض النقاط التي تخص الجانب الاقتصادي وما يتعلق به من حديث المرشحين.
دونالد ترامب
- سأعمل على خفض الضرائب على عكس بايدن الذي يريد زيادتها.
- وافقت بالفعل على ثلاث مقترحات لحزمة التحفيز، لكن نواب الحزب الديمقراطي هم من يرفضون.
- سيكون لدينا لقاح قبل نهاية العام الجاري.
- لست مسؤولا عما حدث والصين هي المسؤول عن عدم احتواء المرض قبل انتشاره في دول العالم.
- لن نتجه إلى الإغلاق التام من جديد وسنعيد فتح المدارس.
- لن نسمح لإجراءات الإغلاق بالتأثير على الأنشطة الاقتصادية.
- زيادة الحد الأدنى من الأجور سيدفع الشركات إلى تسريح المزيد من العمال.
جو بايدن
- دونالد ترامب فقد السيطرة على فيروس كورونا.
- رفع الحد الأدنى من الأجور إلى 15 دولار في الساعة سيكون له تأثير جيد.
- سأجعل الصين تلتزم بالقانون الدولي.
- لن يخسر أي مواطن تأمينه الخاص في ظل إدارتي.
ولعلنا نركز في هذا الجزء على ما دار من نقاش حول موضوع الطاقة وفاعلية مصادر الطاقة المتجددة حيث كانت هذه النقطة الأكثر جدلا بين الطرفين حيث قال بايدن إن الاعتماد الكبير على النفط ينبغي أن يستبدل بالطاقة المتجددة وأجاب على سؤال ترامب هل ستغلق الصناعة النفطية؟ قال بايدن سأنتقل من الصناعة النفطية لأن الصناعة النفطية تتسبب في تلوث كبير بينما كان ترامب واضحا في هذه النقطة وتعهد بمواصلة دعمه لاستخدام الفحم والنفط واصفا الولايات المتحدة بأنها مستقلة في مجال الطاقة ولا يخفى على أحد أن لترامب الفضل في ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي بعد أن تراجع عن مجموعة من اللوائح المتعلقة بقطاع الوقود الأحفوري هذه الجزئية من المناظرة أرى أن لها ما بعدها في حال لو فاز جو بايدن بالرئاسة وما سيتبع ذلك من تأثير على أسعار النفط الخام.
ما حدث وسيحدث في قادم الأيام من أحداث مصاحبة للانتخابات الأميركية ترفع بشكل كبير المخاطر وتعزز من حالة عدم اليقين بشكل غير مسبوق في الأسواق العالمية خصوصا في حال حصل نزاعات محتملة وطعن بنتائج الانتخابات سيحدث تزاحم من قبل المستثمرين على الأصول الآمنة مثل الذهب الذي نستطيع ان نعتبره صديق حميم لأوقات الاضطرابات السياسية والاقتصادية.
شخصيا لا زالت أرى ضعف الدولار خلال الفترة المقبلة بغض النظر عمن سيفوز بكرسي الرئاسة في البيت الأبيض لعدة اعتبارات منها نية الفيدرالي الأمريكي الإبقاء على معدلات الفائدة منخفضة حتى عام 2023 ولا نية لرفعها حتى تسارع معدلات التضخم والوصول إلى مستويات التوظيف الكاملة وفي ظل تريليونات الدولارات التي تضخ لتحفيز الاقتصاد لا زلت أرى ان أسعار الذهب ستواصل الارتفاع على المدى المتوسط والبعيد لأنك عندما تطبع أموال بهذا الحجم وبأسعار فائدة صفرية يصبح الذهب من الأصول الجذابة جدا ولعل ما صدر عن مجلس الذهب العالمي مؤخرا كفيل بأن يخبرك بمدى الإقبال على حيازة الذهب في صناديق الاستثمار المتداولة.
في نهاية المطاف وفي بلد كالولايات المتحدة يشهد توترا شديدا وصراع انتخابي محتدم هناك فئة تسمى الناخبين المترددين من الممكن أن يقلبون أي مشهد كان في اللحظة الأخيرة لتبقى كل السيناريوهات مطروحة وستكون الكلمة الأخيرة والحاسمة في كل ما قيل في المناظرات والتصريحات للشعب الأمريكي.
اختم هذه التغطية للانتخابات الامريكية لعام 2020 بهذا القدر واكتفي بما قد ذكرته في الأجزاء الثلاثة متمنيا لجميع المستثمرين والمتداولين والأصدقاء التوفيق وأكرر تحذيري لهم للمرة الثالثة لا تثقوا باستطلاعات الرأي مهما كانت مكانة المؤسسة التي أصدرتها وموثوقيتها فهذه الانتخابات والظروف الحالية علمتنا ان لا نثق بالثوابت نتمنى عليكم التزم اقصى درجات الحيطة والحذر واليقظة في الأيام المقبلة وسنكون معكم في تغطية مباشرة يوم الانتخابات.
المحلل المالي والتقني
عبد الرحمن الأصفر