مقدمة:
تقريبا 36 ساعة تفصلنا على إعلان الرئيس القادم للولايات المتحدة، حرب طاحنة على الرئاسة كما لم نراه من قبل، فهل ينتصر ترمب الداعم للشركات والقطاعات الرأسمالية الكبرى مع العلم أن هذا الدعم متبادل؟ أم ارادة الشعب وممثلي لجان الانتخابات واستطلاعات الرأي.
الرسم البياني التالي يظهر تقدم جو بادين على ترمب في استطلاعات الرأي:
أما في الجدول االتالي فيظهر شعبية ترمب في الولايات المتحدة الأمريكية و التي تظهر أكثر من 52 بالمئة غير موافقون عليه و 44 بالمئة موافقون عليه.
المصدر موقع fivethirtyeight.com
نظام الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية:
ببساطة عدد الأصوات غير مهم إن لم يحصل المرشح على أصوات اللجان الانتخابية، وهذ اللجان عبارة عما يلي:
435 لجنة من مجلس الكونغرس
100 لجنة من مجلس الشيوخ
3 لجنات من ممثلي العاصمة واشنطن
بإجمالي مجموع 538 ممثل أو لجنة انتخابية
هناك ولايات ضخمة لها عدد لجان ضخم على سبيل المثال كاليفورنيا 55 لجنة وتكساس 38 لجنة ونيويورك 29 لجنة، تتولى كل ولاية بنفسها مسؤولية تنظيم وادارة عملية الانتخابات، وتعتبر هذه اللجان هي المرحلة الأخيرة والحاسمة والتي تحدد الرئيس القادم.
في انتخابات 2016 كسبت هيلاري كلينتون الأصوات بفرق 3 مليون صوت ولكن ترمب كسب الرئاسة في عدد اللجان الانتخابية والتي حسمت الأمر في الساعات الأخيرة.
ببساطة أكثر يحتاج الرئيس إلى الفوز ب 270 صوت من اللجان الانتخابية المذكورة أعلاه ومن يحصل على أغلبية أصوات الناخبين في إحدى الولايات، يحصل على جميع أصوات أعضاء المجمع الانتخابي الممثلين لهذه الولاية.
حركة الأسواق وقت الانتخابات:
ببساطة كما أسلفنا أعلاه فإن بعد إعلان فوز أي مرشح في ولاية معينة فإن السوق يتحرك بقوة، هناك 50 ولاية في الولايات المتحدة، ولا تظهر النتائج في وقت واحد ولا وقت معين وعليه تحرك السوق قد يحصل في أي لحظة وأي وقت دون سابق انذار.
أمّا اتجاه السوق فغير معروف وغير محدد في حالة ترجيح كفة أي مرشح على الآخر ولا يوجد من يمكنه الجزم بأن فوز ترمب مثلا سيرفع الأسهم والمؤشرات بقوة كما يقول ترمب وكما يقول آخرين.
وللتضليل فإن الإعلام يتكلم باتجاه والسوق قد يتحرك وغالبا في الاتجاه الآخر وأكبر دليل على ذلك انتخابات 2016 بين ترمب وهيلاري كلينتون، حيث أظهر الاعلام أن الأسواق ستسقط بمجرد استلام ترمب الحكم، ولكن هل حصل ذلك؟
الذهب فنيا وأساسيا وسيكولوجيا:
كان صعود الذهب لمستويات 2075 ضربا من الجنون ولا يوجد الكم الكافي من الأسباب التي دعته لهذا الصعود و خير دليل على ذلك هو عدم قدرته بالتمسك بمستويات أعلى من 2000 دولار للأونصة أكثر من يومين و عاد لمستويات ما دون الـ 2000 دولار و لم يصعد مرة أخرى رغم أن موجة اصابات كورونا الثانية أقوى بكثير من الأولى و تداعياتها أكثر بكثير ورغم كل التصعيد في مسألة التجارة العالمية وخلافات الصين و أميركا و اتهامات أميركا للصين في جائحة كورونا و بداية اغلاقات حكومية جديدة و مشاكل خروج بريطانيا , كل هذه الأسباب لم يستفد منها الذهب فلماذا قد يصعد في فترة الانتخابات الأمريكية , وان حدث و صعد فغالبا سيكون السبب هو الخلافات التي قد تحصل في الانتخابات , مع العلم بأن أغلبية المحللين و العامة يتوقعون ارتفاع للذهب وقت الانتخابات فإن هذا غالبا لن يحصل وان حصل فلن يكون بارتفاع قوي و ثابت و هذا ليس تأكيدا من طرفنا إنما هو ببساطة دراسة لتفكير صانع السوق .
ماذا لو تكررت قمة 2011؟
إذا حدث وتكررت وغالبا ما سيحدث لاحقا أننا سنرى التاريخ يعيد نفسه في حركة الذهب في قمته سنة 2011 بعد أن صعد لمستويات 1925 ظن الجميع وسعّره بين 1600-2000 ولكن بعد 4 سنوات خسر تقريبا ما يعادل نصف قيمته وهبط لمستويات 1050 دولار للأونصة الواحدة.
وعليه إذا تكرر السيناريو السابق فمن الطبيعي أن نصل إلى مستويات 1450 و1375. لذلك الاستثمار طويل الأمد في الذهب يصلح عندما يهبط الذهب بقوة ويصبح سعره رخيصا، أي ببساطة لا تشتري الغالي حتى يرخص، نحن لا نتحدث عن ارتفاعات 100-200 دولار لأن المستثمر لا يراها مسألة تستحق المخاطرة من هذه الأسعار لأنه قد يمر عليك سنوات حتى يعود السعر لك مرة أخرى.
الذهب في قناة فنية هابطة:
الرسم السابق يوضح تداولات الذهب داخل قناة فنية هابطة ولتتحرر من الاتجاه الهابط يحتاج اختراق 1925 والثبات أعلى 1935 وما دون ذلك أي اختراق يحصل في يوم الانتخابات لا يمكن التعويل عليه لأنه قد يكون اختراقا كاذبا ويعود الذهب للهبوط مرة أخرى.
أزمة البترول:
ما كنا نعتبره مستحيلا منطقيا قد حدث، هل من المعقول أن يصل سعر البترول إلى 36 دولار بالناقص؟
أي تحت الصفر، انه أمر مضحك نعم، لكنه قد حدث.
حذار من اغلاقات قادمة للحكومات ولا تستبعد أن نعود لمستويات 20 أو 10 دولار، لا يحتاج الموضوع إلى تحليل فني وخصوصا هذا الأسبوع، فقط تجنب أي عملية شراء لأنه إذا كان هناك سبب واحد للشراء فإن هناك أكثر من عشرة أسباب أن يكون للبيع. وان أي عملية شراء قد يفكر فيها أي مستثمر يجب أن تقوم على أساس مضاربي فقط وأن يوجد وقف خسارة لنزيف هبوطه لأنه إذا هبط فلن يرحم.
لمتابعتنا :
على اليوتيوب فقط ابحث عن محمود إدلبي في اليوتيوب
لمتابعتنا بشكل دائم على تلغرام انضم لقناتنا عبر الرابط :
https://t.me/MahmoudEdelbi
أو من خلال تويتر medelbi81
ملاحظة:
هذا المحتوى مجرد آراء وتحليلات المؤلف واجتهاد شخصي وليست توصيات مباشرة، فإن أصبنا ادعوا لنا. وإن أخطئنا فاعذرونا.
القرار النهائي يعود للمستثمر والمضارب في تحديده الاتجاه.
...