شهدنا الذهب يتراجع لأدنى مستوياته منذ 5 أسابيع ليصل الى مستويات 1860 دولار للأونصة أوضح لحضراتكم أسباب هذا التراجع:
أولا: رفض خطة التحفيز الامريكية وتم تأكيد ذلك من تصريحات ترامب بأنه لا مجال لتمرير حزمة التحفيز قبل الانتخابات الأمريكية ووعد بأن بعد الانتخابات في حالة نجاحه سيمرر خطة تحفيز كبيرة. وطبعا كما واضح فإن خطة التحفيز هو كارت سياسي حاول به الحزب الديمقراطي تعطيله لترامب حتى يظهر بصورة سيئة أمام الناخبين الأمريكيين يتجهون للتصويت لصالح بايدن.. ولكن في النهاية انعكس تأخير خطة التحفيز بالضغط على اسعار الذهب بالسلب.
السبب الثاني: وهو قوة الدولار الأمريكي والذي ارتفع الى مستويات 94 نقطة أمام سلة العملات وكما نعلم فان هناك علاقة عكسية بين الذهب والدولار الامريكي وبالتالي انخفض الدولار الأمريكي.
ثالثا: وهو أن البنوك المركزية تحولت إلى بائعة للذهب لأول مرة منذ عام 2010، حيث بلغ إجمالي صافي المبيعات 12 طناً ومئة كيلوجرام من السبائك في الربع الثالث من 2020، مقارنة بمشتريات قاربت 142 طناً قبل عام وذلك وفقاً لتقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي. وحسب التقرير فإن أكثر الدول مبيعا للذهب اوزبكستان ثم تركيا وأعلن البنك المركزي الروسي عن أول مبيعات فصلية للذهب من 13 عاما.
ننتقل للنقطة الرابعة وهو تعافي المؤشرات الاقتصادية الأمريكية ارتفع الناتج المحلي الاجمالي الى 33.1% في الربع الثالث مقارنة بانكماش 31.4% في الربع الثاني وهو يعتبر اعلى ارتفاع منذ ان بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تسجيل البيانات الاقتصادية كما انخفضت إعانات البطالة الأمريكية إلى 751 ألف طلب مقارنة بـ 791 ألف طلب الأسبوع الماضي مع ارتفاع ملحوظ في مؤشرات التضخم والتي هي المستهدف الأهم لدى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي فنحن أمام ارتفاع لمؤشر انفاق المستهلكين إلى 1.4% مع ارتفاع لمؤشر الدخل مقتربا من 1% بعد ما كان مؤشر الدخل الشخصي بالسالب الشهر الماضي للأمريكان ..
فطبعا كل هذه المؤشرات الجيدة اعطت اشارة للمستثمرين بأن هناك تحسن وتعافي للاقتصاد الأمريكي وبالتالي تم الضغط على بيع الذهب لأن هناك بوادر ومؤشرات جيدة ان الازمة الاقتصادية تحسنت. ولكن شهدنا ارتفاع للذهب في جلسة نهاية الأسبوع الي مستويات 1890 دولار للأونصة ويرجع ذلك الى الاقتراب من الانتخابات الامريكية يوم 3 نوفمبر بالإضافة الى انخفاض النفط الى مستويات 37 دولار لخام برنت و35 دولار لخام غرب تكساس خاصة بعد ارتفاع المخزونات الامريكية من الخام بارتفاع أكثر من المتوقع بكثير فكان المتوقع 1.5 مليون برميل ولكن جاءت المخزونات ب 4.3 مليون برميل بالتالي هذا يعطي اشارة على وجود ضعف في الاستثمارات والمشاريع حول العالم ويرجع ذلك إلى ارتفاع الإصابات بكورونا حول العالم واعلان المانيا وفرنسا واليونان الاغلاق من جديد بسبب ارتفاع الإصابات لديهم وارتفاع الإصابات اليومية لأكثر من 91 ألف إصابة في الولايات المتحدة الأمريكية.
. ننتقل الان الى توقعاتي فلو نظرنا على مستوى التحليل الفني فيوجد مستوى دعم هام وهو 1860 دولار للأونصة, لذلك اتوقع ان نرى مزيد من الصعود للذهب خلال الفترة القادمة بهدف مستويات 1920 دولار ثم 2000 دولار للأونصة لان مازال السبب الرئيسي لم ينتهي بعد وهو ازمة كورونا, مع العلم كما اؤكد دائما فان الاستثمار الذهب يجب أن يكون للشخص علم وخبرة بهذا المجال وان يكون على علم أن الاستثمار في الذهب هو استثمار متوسط او طويل الاجل وعليك بمتابعة التغيرات الاقتصادية والسياسية اول بأول وعدم الشراء بمبالغ كبيرة حتى تستطيع عمل متوسطات سعرية في حالة هبوط الذهب.
لمتابعتي على الانستجرام : mo3tyeconomy@