المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 24/11/2020
الأسواق تكافح بعد وصولها إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق
بدأت مقالي الذي نشرته تحت عنوان (الأسواق تخترق) بالفقرة التالية:
"إذا كنت تحب التقلبات، فإن الأسبوع الماضي كان مناسباً لك. يوم الإثنين، أدى إعلان شركة فايزر (NYSE:PFE) إلى ارتفاع الأسواق بشكل صارخ. ولكن بعد ذلك، تلاشى الارتفاع في نهاية اليوم. مقارنة بأعلى مستوياته التي سجلها في سبتمبر، ارتفع السوق بنسبة 0.50٪ فقط اليوم. وكما قلت، إذا كنت تحب التقلبات، فلقد حصلت على جرعة جيدة منها".
وبعد ذلك بأسبوع، وتحديداً يوم الاثنين الماضي، كان يمكنني تكرار نفس الفقرة الافتتاحية مع تعديلات بسيطة:
"إذا كنت تحب التقلبات، فإن الأسبوع الماضي كان مناسباً لك. يوم الإثنين، أدى إعلان شركة موديرنا إلى ارتفاع الأسواق بشكل صارخ. ولكن بعد ذلك، تلاشى الارتفاع في نهاية اليوم. مقارنة بأعلى مستوياته التي سجلها في سبتمبر، انخفض السوق بنسبة 0.65٪ اليوم. وكما قلت، إذا كنت تحب التقلبات، فلقد حصلت على جرعة جيدة منها".
الرسم البياني لمؤشر (إس إن بي 500) منذ بداية العام
الأهم من ذلك، أنه لمجرد وجود مؤشر (إس إن بي 500) في مناطق ذروة الشراء Overbought، وتوسعه فيها، وانحرافه بعيداً عن المتوسطات طويلة الأجل، فإن ذلك لا يعني ذلك بالضرورة أنه سيكون هنالك تصحيح فوري. فمثل هذا الأمر بحاجة إلى محفز. توفر ظروف ذروة الشراء وقوداً للتصحيح، لكنها لا تضمنه. (سنناقش المحفز المحتمل في فقرة "تحديث لـ تمركز المحفظة" أدناه)
ولكن، بعد أن بدأ "التسريب" البطيء في السوق خلال الأسبوع الماضي، أصبحنا نقترب من إشارة "البيع". وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، تبين لنا أنه من المفيد أن تكون حذراً أكثر بقليل، في مثل هذه المرحلة.
الرسم البياني اليومي لمؤشر (إس إن بي 500)
علاوة على ذلك، ومع تسجيل مؤشر (عدد الأسهم التي تتداول حالياً فوق المتوسط المتحرك لـ 200 يوم) أعلى مستوى له على مدى الـ 5 سنوات الماضية، فإن تصحيحاً قصير الأجل قد يتبع، لأن هذا ما يحصل في أغلب الأحيان عندما يرتفع هذا المؤشر إلى قيم قصوى.
الرسم البياني الأسبوعي لصندوق SPY الاستثماري المتداول المرتبط بمؤشر (إس إن بي 500)
وكما كنت قد كتبت في مقال بعنون "الثيران تتوحش"، ارتفعت المعنويات الصعودية بعد الانتخابات الرئاسية، على الرغم من ارتفاع حالات الإصابة بفايروس كورونا، وعودة عمليات الإغلاق إلى عدد من الولايات الكبرى، وغياب التحفيز.
التدفقات المالية الداخلة لسوق الأسهم 2008 – 2020
وفي الوقت نفسه الذي يندفع فيه المستثمرون، فإن المطلعين Insiders (من هم على علم بالشؤون الداخلية للشركات)، يقومون بالبيع.
نسبة تداولات المطلعين Insiders
لهذه الأسباب، سنواصل التوصية ببعض الحذر من خلال إدارة مخاطر نشطة لمحفظتكم الاستثمارية، حتى يتم عكس بعض التجاوزات في الأسعار.
المعنويات آخذة في الارتفاع
كما أشرنا، لم تتحسن "المعنويات" المحلية فحسب، بل أظهرت بيانات SentimenTrader أن المعنويات قد ارتفعت إلى أقصى الحدود حول العالم أيضاً. ومن ذلك، فإننا نقتبس:
"لقد تحركت أسواق الأسهم في الغالب في اتجاه واحد فقط منذ مارس: إلى الأعلى. ونظراً لأن التراجعات المتعددة التي شهدناها على طول هذا الطريق كانت تفتقد إلى العمق، فإنه لم تتح لنا الفرصة أن نصل إلى التفاؤل الشديد. ونتيجة لذلك، وصلت المعنويات في جميع أنحاء العالم الآن إلى مستويات مرتفعة. فعلى سبيل المثال، وصلت نسبة الأموال الذكيةالأموال الغبية إلى -0.69، وهي واحدة من أقل قراءات هذا المؤشر على مدى تاريخه".
مؤشر ثقة الأموال الذكيةالأموال الغبية
أما التفاؤل على المدى المتوسط، فلقد سجل إحدى أعلى قراءاته على الأطلاق، عند 83.
مؤشر التفاؤل على المدى المتوسط
والأهم من ذلك، كما ناقشنا في مقال يوم الثلاثاء الماضي، فإن هنالك العديد من المؤشرات التي تُظهر أن التفاؤل يخترق إلى الأعلى بشكل متزامن على عدة مقاييس.
مؤشرات التفاؤل الاجمالية
اشتر الإشاعة وبع الخبر
لخص جيفري ماركوس أفكارنا جيداً في تقريره الصباحي ليوم الاثنين، والذي أرسله إلى مشتركي خدمة (RIA Pro):
"كان الارتفاع الأخير مدفوعاً بدعم من صعود الأسهم التي كانت خاسرة سابقاً، وحدث جزء كبير منه بعد إعلان شركة فايزر بتاريخ 9 نوفمبر عن بيانات لقاحها التي كانت إيجابية للغاية. لقد كانت الحركات السعرية منذ هذا التاريخ مثيرة للغاية، لدرجة أنها دمرت العديد من النماذج الإحصائية"
أما جون كويجلي، الذي يدير 3.8 بليون دولار من أموال عملاءه، فلقد كتب أن الأمور التي حدثت، كان يجب ألا تحدث أبداً من ناحية إحصائية. فبعد القيام بالحسابات الرياضية اللازمة، توصل كويجلي إلى أن ما حدث في ذلك اليوم، يحدث مرة واحدة تقريباً كل:
5،944،505،312،905،660،000،000،000،000،000،000،000،000،000،000،000،000،000،000،000،000،000،000،000،000 يوم في سلسلة عوائد موزعة بشكل طبيعي (وفقاً لتقرير لـ بلومبرج المنشور بتاريخ 13 نوفمبر).
كم تساوي هذه المدة بالضبط؟ إنها تعادل تقريباً
• 1 في كل 1.629 × 10 ^ 76 سنةّ
أو
• مرة واحدة في 1.2 × 10 ^ 66 مضروبة بعمر الكون.
زلزال هائل في التداولات الكمية (الـ كوانت)
"في سوق تديرها جزئياً النماذج والآلات والمتداولون اليوميون، ربما لا يجب أن يكون هذا مفاجأة. فليس من قبيل المصادفة أن نرى أن الحركات بحجم 6 انحرافات معيارية أو ما فوق ذلك قد أصبحت أكثر مما كانت عليه تاريخياً."
هكذا غرد سيم كارسان، مؤسس شركة (إيجيا كابيتال مانجمنت).
هذا ليس سوق الأسهم الذي كان والدك يعرفه.
ويختتم جيف بسؤالين:
1. هل نمط الأداء النسبي الحالي مستدام؟
و
2. هل يجب أن نتوقع الآن المزيد من الأحداث المُزلزلة والغير متوقعة إحصائياً؟
كانت إجاباته بسيطة:
1. ربما لا.
و
2. بالتأكيد.
إذاً، أنت تقول أن "الانهيار" قادم؟
لا، ليس هذا ما أقوله، أو حتى ألمح له، أو حتى أقترح احتمالاً بسيطاً له من بعيد.
كما قلت في (برنامج الاستثمار الحقيقي) الذي أقدمه عبر الانترنت:
"لسبب ما، أصبحت الأسواق أكثر تحزباً من السياسة نفسها فـ "الثيران" و "الدببة" على حد سواء قد قاموا بـ "التباعد الاجتماعي" قدر الإمكان".
عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، فإن كونك إما "صعودياً" أو "هبوطياً" يضر بعائداتك على المدى الطويل. أن تحصر نفسك في "معسكر" واحد، سواءً هذا أو ذاك، سيمنعك من تقييم البيانات التي قد تتعارض مع وجهة نظرك. وفي علم التمويل السلوكي، يسمى هذا "التحيز التأكيدي".
لكي تكون مستثمراً ناجحاً على المدى الطويل، يجب عليك تقييم البيانات كما هي عليه، واتخاذ القرارات حتى لو كانت تتعارض مع وجهات النظر السائدة.
تخبرنا البيانات أن تقدم السوق الحالي قد تجاوز حدوده على المدى القصير. من وجهة نظر تاريخية، عندما تصل مقاييس "التفاؤل" إلى المستويات الأكثر تطرفًا، تشهد الأسواق تصحيحات قصيرة إلى متوسطة المدى، على الأقل. وأحياناً، أكثر من ذلك.
وهنا، ينبغي أن أقوم بتكرار النقطة الختامية التي تضمنها مقال الأسبوع الماضي:
عندما يخاطر الناس "قليلاً" ويحصلون على مكافأة مقابل ذلك، يتشجعون بعد ذلك على تحمل "المزيد من المخاطرة". كما يلاحظ زميلي فيكتور أدير: "الناس" الموجودين في "الحشود" لا يقدرون المخاطر التي يتعرضون لها، لأنهم محاطون بأشخاص يعتقدون أن السوق سيستمر في الصعود".
هذا هو الحال حالياً. الجميع مقتنع الآن بأن الأسواق لا يمكن أن تنخفض، بسبب سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي.
هل من الممكن أن يكونوا على حق؟ أم أن هذه المرة مختلفة؟
لسوء الحظ، فإن ما يحصل في العادة في ذات التوقيت تقريباً عندما يصبح "الجمهور" مفرطاً في التفاؤل، هو النتيجة غير المتوقعة.
وكما قال بوب فاريل ساخراً:
"عندما يتفق جميع الخبراء، يحدث الشيء الآخر في العادة".
تقييمات الأسهم مقابل قوة الدفع
كتب شريكي، مايكل ليبوويتز، مقالاً ممتازاً هذا الأسبوع عن تقييمات الأسهم والعوائد طويلة الأجل. وأنا أوصي بقوة بقراءة مقاله كاملاً، ولكن سأتحدث هنا عن النقطة الرئيسية فيه.
بغض النظر عن البيئة الاقتصادية، فإن تحمل المخاطرة الكبيرة وقبول العوائد البائسة يُشكل فكرة سيئة. متوسط العوائد المتوقعة لـ 10 سنوات من المقاييس الأربعة هو -0.75٪. عندما يتراجع بنك الاحتياطي الفيدرالي، سواء من تلقاء نفسه، أو بسبب التضخم، أو تباطؤ النمو الاقتصادي، أو عبء الديون الهائل، فإن التقييمات المبالغ فيها ستصبح أمراً مهماً حينها".
إجمالي العوائد المتوقعة
"بورصة نيويورك هي المكان الوحيد في العالم الذي عندما تقول اللافتة "أسعار مرتفعة كل يوم" يتوافد الجميع عليه. لو قامت محلات وولمارت باستخدام نفس اللافتة بدلاً من لافتتها التي تقول "أسعار منخفضة كل يوم"، فلن يدخل أحد" - بيتر بوكفار
الجري مع القطيع
كما ذكرنا، فإن "التقييمات" هي مؤشر سيئ "لتوقيت السوق". ومع ذلك، تخبرك التقييمات بكل ما تحتاج لمعرفته حول العوائد المستقبلية. وعلى المدى القصير جداً، فإن الأمر متعلق بـ "المعنويات" و "علم نفس القطيع" أكثر من أي شيء آخر.
وكما لاحظ زميلي دوج كاس في نسخة يوم الخميس من تقريره المسمى "مذكرات المال الحقيقي":
"مراراً وتكراراً، يتابع المتداولون والمستثمرون السعر بشكل آلي، وغالباً بشكل عاطفي، ويتجاهلون الفكرة البسيطة القائلة بأن أسعار الأسهم المرتفعة هي عدو المشتري العقلاني، وأن أسعار الأسهم المنخفضة هي حليف المشتري العقلاني".
في كثير من الأحيان، عندما ترتفع أسعار الأسهم، يبتهج المستثمرون ويتجاهلون عادة عواقب دخول السوق والشراء بسعر مرتفع أكثر وأكثر.
وفي كثير من الأحيان، عندما تنخفض أسعار الأسهم، يشعر المستثمرون بالخوف ويتجاهلون عادة عواقب الخروج من السوق والبيع بسعر منخفض أكثر وأكثر.
وبفضل هيكل السوق المتغير، حيث هنالك حجم أكبر للاستثمار الخامل منه للاستثمار النشط، فلقد تغيرت العقليات. يساعد هذا أيضاً في تفسير انتشار وشعبية الصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصة ETFs، واستراتيجيات التداول الكمية Quant، والمنتجات التي تتعبد عند مذبح زخم الأسعار. وفي جوهر الأمر: "يقيم المشترون في المناطق العليا، ويقيم البائعون في المناطق السفلى".
يمكن القول إن هذا التطور في هيكل السوق قد أدى إلى نشوء قاعدة من المستثمرين الأقل اطلاعاً في التاريخ، لأن برامج التداول الآلي والصناديق الاستثمارية المتداولة في البورصة لا تعرف شيئاً عن السعر، ولكنها تعرف كل شيء عن القيمة".
إن المشكلة هي أن التقلبات قد أصبحت "سيداً شريراً". وكما رأينا في شهر مارس، يمكن أن ينزل المصعد بسرعة. ومع تراكم المستثمرين في صناديق الاستثمار المتداولة، واستراتيجيات التداول الكمية، والخوارزميات التي تطارد الزخم، ستكون الأسواق أكثر عرضة للتقلبات الجامحة في المستقبل. عندما يحاول المستثمرون وروبوتات التداول "الخروج من المسرح" في وقت واحد، فإن الانخفاضات ستكون سريعة ومؤلمة، ودون سابق إنذار.
تحديث لـ تمركز المحفظة
يوم الاثنين الماضي، وبعد إعلان شركة موديرنا عن لقاحها مباشرة، قمت بالتغريد:
مهمتنا هي تعديل مخصصاتنا لجني الأرباح، وحماية رأس المال عندما يصبح ملف "العائد/المخاطرة" غير متوازن. خلال التداولات الأخيرة، قللنا من تعرضنا، من خلال زيادة حيازاتنا من السندات يوم الأربعاء الماضي، ثم عن طريق رفع مستويات السيولة اليوم الاثنين. كانت هذه هي النقطة التي أشرت إليها يوم الثلاثاء الماضي في تقرير الفيديو الخاص بي المسمى "3 دقائق".
محفز تراجع الأسعار
عندما تكون الأسواق مبالغ بها وممتدة بشكل لا يصدق، فإن كل ما هو مطلوب لإطلاق عملية تصحيحية قصيرة المدى هو "محفز".
بعد عيد الشكر، وحتى الأسبوعين الأولين من شهر ديسمبر، يجب على الصناديق المشتركة توزيع مكاسب رأس المال، والفوائد، الخاصة بالعام بأكمله. وكما هو مبين أدناه، يستحوذ مدراء الصناديق بعضاً من أقل الأرصدة النقدية في تاريخ السجلات، ويمكننا أن نرى الحاجة إلى البيع حتى تتمكن هذه المؤسسات الاستثمارية من الوفاء بتوزيعات الأرباح والعوائد والفوائد.
الأرصدة النقدية التي في حوزة مدراء الصناديق الاستثمارية
نحن نتعامل مع الاحتمالات
بينما يقرأ الكثيرون هذه المقالة على أنها "هبوطية"، إلا أنها في الحقيقة ليست كذلك.
بصفتنا مدراء محافظ، فإننا ندير مخاطر خسارة رأس المال مقابل إمكانية تحقيق العائد. بعبارة أخرى، "نحن نستعد للاحتمالات، لكننا نترك أيضاً مساحة للتكيف مع هذه الاحتمالات".
لا أحد يعرف على وجه اليقين ما يخبئه المستقبل، ولهذا السبب يجب علينا إدارة مخاطر المحافظ الاستثمارية وفقاً لذلك، والاستعداد للقيام برد فعل عندما تتغير الظروف.
أنا لست متفائلاً ولا هبوطياً. أنا أتبع مجموعة واضحة من القواعد التي تشكل جوهر فلسفة إدارة المحافظ لدينا. نحن نركز على الحفاظ على رأس المال والعوائد طويلة الأجل "المعدلة حسب المخاطر". والأهم من ذلك هو أنه لا يوجد أي نظام استثمار أو تداول مثالي، ولا يوجد أي شيء على الإطلاق ينجح "طوال الوقت".
وعلى الرغم من ذلك، فإن استخدام أي نظام أو استراتيجية، هو أمر سيعطي نتائج أفضل من "عدم وجود استراتيجية على الإطلاق".
15 قاعدة للمخاطر
كل شخص يتعامل مع إدارة الأموال بشكل مختلف.
هذه هي الطريقة التي نتبعها في ذلك.