التحليل الفني:
بعد النجاح الذي حققه الذهب بالوصول الى مستوى 1930 كما حددته في التحليل السابق تراجع الزخم الصاعد وعاود الذهب التداول أدنى نقطة المحور عند سعر 1875 ودخل في قناة عرضية محصورة تكمن ما بين 1875 -1827 وطوال ما أن الأسعار تستمر بالتداول ضمن القناة العرضية سوف يظل الذهب في حيرة ولن يحدد مسار صريح الا بكسر او اختراق أحد أطراف القناة العرضية ولن يتمكن الذهب بالعودة إلى المسار الصاعد إلا باختراق مستوى سعر 1875 والثبات أعلاه فحينها سوف يعلن الذهب بدء رحلة استعادة بريقه مجددا واستهداف 1930-2000 على المدى المتوسط.
بينما إذا تم كسر مستوى سعر 1827 سوف يتعرض الذهب لمزيد من الضغط السلبي الذي قد يهوي بالأسعار إلى مستويات 1720-1725 على المدى المتوسط وحتى اللحظة ومن نظرة فنية لا يزال الذهب يسير في مسار عرضي محصور ويعتبر عالق ما بين المطرقة والسندان حتى يتم كسر أو اختراق أحد مفتاحي الاتجاه وهما 1875-1827 والموضح امامكم في الرسم البياني المرفق.
التحليل الأساسي:
سوف أوضح لكم اخواني الاعزاء توقعات الذهب وفقا للتحليل الاقتصادي (الأساسي).
لقد لاحظنا الأسبوع السابق تعرض الذهب لعمليات بيع كبيرة جدا أدت الى انخفاض اسعار الذهب وذلك بسبب قوة الدولار وبسبب ارتفاع عوائد سندات الـ 10 سنوات التي تصدرها الحكومة الأمريكية، إلى الأعلى بنسبة 4٪ يوم الجمعة وبـ 19٪ على مدار الأسبوع، وهي أكبر نسبة أسبوعية منذ الأسبوع المنتهي في 7 أغسطس، عندما أدى ارتفاع مماثل في السندات إلى القضاء على حركة الذهب الصاعدة فوق مستوى الـ 2,000 دولار سابقا.
ولكن بشكل عام الذهب لا يزال لديه احتمالية كبيرة في الصعود وذلك لعدة أسباب أهمها
ان الرئيس القادم جو بايدن ألمح إلى أن أول عمل له بعد استلام سلطاته سيكون إصدار شيكات تحفيز بقيمة 2,000 دولار لكل أمريكي تضرر من وباء كورونا.
كما قال بايدن أيضاً إنه يخطط لإقرار ما لا يقل عن حزمتي تحفيز شاملتين يمكن أن تضيف كل منهما تريليونات إلى الديون الفيدرالية الأمريكية، والتي تُقدّر على أنها قد وصلت إلى نحو 3.8 مليار دولار خلال عام 2020 مما قد يؤدي الى بدء زيادة الطلب والاقبال على ملك الملاذات الامنة الذهب من اجل التحوط من التضخم الذي قد ينشا نتيجة ضخ السيولة النقدية ولا ننسى أسعار الفائدة المنخفضة للدولار الأمريكي ضمن سياسة التعافي الذي ينتهجها الاحتياطي الفيدرالي والذي قد تسبب بزيادة الاقبال على الذهب في ظل الاستثمارات عالية المخاطر في الوضع الاقتصادي المنهك في زمن جائحة الكورونا.
وايضا لا نغفل تزايد تفشي حالات الاصابة بفيروس كورونا المتحور ذو السلالة الجديدة الذي ظهر في المملكة المتحدة وبدأ بالانتشار والتفشي في بقية الدول ويقال بحسب الدراسات أنه ذو انتشار أسرع من سابقه بخمس أضعاف مما ادى إلى فرض قيود جديدة في الدول وحدوث اغلاقات في حركة الطيران،
وما يجب ألا نغفل عن ذكره أخيرا اقتراب موعد تسليم السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية والذي قد يبدأ الرئيس ترامب في ممارسة لعبته الدرامية المعتادة بخصوص مغادرته من البيت الأبيض وهناك بعض المخاوف من ردة الفعل والذي قد يتحوط المستثمرين جرائها بالإقبال على الذهب كملك للملاذات الامنة.
وبشكل عام ومن نظرة اساسية لازال يعتبر الذهب هو الملاذ الآمن الوحيد على مر الزمن وبالذات في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة الذي على إثرها اهتزت اقوى اقتصادات العالم ولازالت تعاني حتى اللحظة.