أشرت في التقرير الفني أمس عن الذهب " الذهب الآن - فرصة شراء أم استمرار الهبوط ؟! " إلى وضعية شراء مثالية، بأهداف مضاربة تبدأ من 1700 مرورا بـ 1720 وحتى 1750، والتي هو في الطريق إليها الآن.
لمن يبحثون عن أسباب الارتفاع فيما وراء التحركات الفنية، يمكنك مراجعة التقارير والأبحاث التالية:
- اتجاهات الذهب القادمة - للاستثمار متوسط وطويل الأجل
- أسعار الذهب فى مواجهة التضخم، دراسة شاملة لتطورات العلاقة والأسعار المتوقعة
فنيا:
مازال الذهب مرشحا لمزيد من الصعود.
فمازال مستوى 1750، المقاومة القوية في طريق الصعود، أول المستهدفات الحالية. والتى بالوصول إليها يمكن الاستقرار فنيا على استمرار الاتجاه الصاعد على المدى القصير والمتوسط، والذي يمتد من 1850 وحتى 1950.
يؤكد هذا الرأي الإشارات الفنية الإيجابية على الخرائط الرسومية "شارت" للفترات من 4 ساعات واليومي.
- مؤشر "Stochastic" تقاطع ممتاز على 4 ساعات وهو ما يمثل تأكد التقاطع فى النطاق الزمني الأقل للتمهيد للتقاطع فى النطاق الزمني الأكبر، وهو التالي، اليومي.
وبالفعل حدث التقاطع، مما يشير إلى توجه الحركة السعرية لمزيد من الصعود مقابل الدولار. وبالطبع فهو يشير إلى ركوب الثيران الموجة الحالية، وسيطرتهم على السوق.
- مؤشر القوة النسبية "RSI" أيضا أعطنا إشارات إيجابية قوية في كلا النطاقين الزمنيين، 4 ساعات واليومي.
ففي نطاق 4 ساعات اخترقت إشارة المؤشر المستوى 50 صعودا، مما يعطى إشارة إيجابية للتوجه لأعلى.
وفي اليومي نلاحظ ارتداد المؤشر لأعلى بعد حالة من التشبع البيعي أوصلته لمستوى 30.
--- يفشل سيناريو الصعود بالإغلاق أسفل 1680
هل تعتبر هذه إشارة لنهاية هبوط الذهب؟
من وجهة نظر التحليل الفني، فإن تأكيد الاتجاهات لا يمكن إلا بعد تخطى القمم السابقة، بتكوين قمم جديدة أعلى.
وهذا ما يدخلنا في إشكالية، وخلل كبير، مفاده أن التحليل الفني يتأخر في إعطاء الإشارات، أقصد الإشارات الأكيدة على تغير الاتجاه، وهو أمر يطول شرحه.
وهنا ينبغي بنا العودة للتحليل الاقتصادي، أو الأساسي كما تعرفون.
والذي من وجهة نظري الشخصية، ويوافقني في هذا كثير من المحللين الاقتصاديين، فإن الوضع الحالي مختلط، غريب.
فرغم زيادة المعروض النقدي، والذي تفاعلت معه كل المعادن بالارتفاع، يظل الذهب والفضة الوحيدين خارج المنظومة!!!
فهما السلعة الوحيدة التي تواجه ضغوطا خفية من الفيدرالي الأمريكي لمصلحة الدولار، ومن المؤسسات ذات الصلة، العاملة بالاستثمار في أسواق المال.
حيث يتم سحب السيولة من الذهب عمدا، لإبقاء الذهب ضعيفا أمام الدولار.
ربما الأيام القادمة تفضح هذا المسلك الملتوي، لإبقاء الدولار قويا، وعدم انهياره رغم طباعة تريليونات لم نعد قادرين على عدها، في حالة شاذة تخالف كل قواعد المالية والاقتصاد!!
لكن المبشر لمشترى الذهب، هو أن نفس المسلك، سيكون المرشح القوى للتخلص من الدولار الذي لم يعد يساوي 10% من قيمته الحقيقية، عندما يضرب التضخم القادم بقوة، مع ارتفاع السيولة غير الطبيعية، كل أركان الحياة.
لا يمكن أبدا الاستمرار في زيادة المعروض النقدي، وإلا أدى ذلك إلى الإفلاس الحتمي.
حتما ستتوقف العملية في وقت ما، وحينها لن يكون للسيولة قيمة، ولا أي دور فعال، في مواجهة الارتفاع الجنوني في الأسعار والتضخم.
وتلقائيا سيفقد الدولار قيمته المصنوعة، ويعود لقيمته الحقيقة دون 10% من قيمته وربما أقل بكثير مع التيسير الكمي الذي لم يعد له سقف كمي أو زمني!
كما أن سلوك البنوك المشين وقت الأزمات، النابع من الجشع، والنهم في امتلاك المال، والذي وقعت به حوادث متعددة في وقت الكساد العظيم في العشرينيات، وفي 2007 وحاليا لدينا شواهد بدأت تلوح بالأفق، سيسرع من التخارج من أسواق المال والتوجه للأصول التاريخية الرزينة... الذهب والفضة ووو
ولعل ما يحدث حاليا هو رد فعل مبكر لذلك!
تحياتي
أتشرف بمتابعتكم