في التحليل الأساسي للزوج كان السبب الرئيسي لانخفاضاته السابقة هو قوة الدولار الأمريكي، وسط تزايد التكهنات عن بدء مناقشة التناقص التدريجي لشراء الأصول من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع السياسة النقدية الكبير في قاعة جاكسون هول بوقت لاحق من هذا الأسبوع، وذلك بعدما ظهر في دقائق محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت سابق من الأسبوع الماضي إجماع الأعضاء على بدء التناقص التدريجي لشراء الأصول هذا العام، وهو ما يتبعه زيادة الفائدة على الدولار في وقت مبكر عن التوقعات السابقة.
ولكن وفي حديثه مع شبكة فوكس بيزنس نيويورك يوم الجمعة قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في دالاس روب كابلان (وهو مسؤول أكثر تشددًا في الاحتياطي الفيدرالي) إنه قد يعيد النظر في دعوته للبنك المركزي للبدء بسرعة في تقليص مشترياته الشهرية البالغة 120 مليار دولار من الخزانة والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري إذا بدا أن انتشار متغير دلتا من فيروس كورونا يؤدي إلى تباطؤ نمو الاقتصاد.
بعد هذا الحديث ذهب العديد من المحللين إلى أنه قد يرى الكثير من المستثمرين الآن إمكانية أن البنك المركزي يمكن أن "يعدل تفكيره".
وهنا حدث انخفاض محدود لمؤشر الدولار في بداية تداولات هذا الأسبوع على إثر تلك التكهنات، ويبدو أن هذا الضعف سيصاحب الدولار إلى نهاية الأسبوع حيث موعد اجتماع جاكسون هول، وهو ما سيؤدي حتماً لارتفاع زوج الإسترليني مقابل الدولار.
هذا السيناريو يؤكده لنا التحليل التقني للزوج والذي سنخصص الباقي من التقرير له فبرجاء تكملة التقرير للوصول إلى الصورة كاملة.
تقنياً تحدثنا في تقرير سابق لنا على أهمية مستوى المقاومة 1.3872 وعلى أنها فرصة قوية لبيع زوج (GBPUSD) لمراجعة التقرير السابق اضغط هنا.
وبالفعل وجدنا الزوج وقد تراجع كما توقعنا له بسبب الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، مع تكون دايفرجنس سلبي وقتها بمؤشرات القوة النسبية (ما يعني وصول مؤشرات القوة النسبية لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء بشكل مبالغ فيه مقارنة بحركة السعر)، كما كان يعاني وقتها بخروجه من نطاق قناة سعريه ظلت تحد تداولاته في السابق، مثلما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية).
استمر انخفاض الزوج طوال تداولات الأسبوع الماضي على اثر ثبات تلك المقاومة السابق ذكرها، إلى أن وصل للاستناد لمستوى الدعم المهم وهو المستهدف السعري الأول الذي تحدثنا عنه في السابق عند مستوى 1.3644، فهذا المستوى يمثل نسبة 38.2% من مستويات فيبوناتشي التصحيحية للموجة الصاعدة التي بدأت من القاع المتكون على مستوى 1.2675 وانتهت في القمة المتكونة على مستوى 1.4243.
هذا المستوى يعتبر مستوى محوري فهو يمثل قيعان سابقة للزوج، وأيضاً تزامن وصول الزوج له مع وصول مؤشرات القوة النسبية لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع، وبصورة مبالغ فيها مقارنة بحركة السعر، ما يوحي ببدء تكون دايفرجنس إيجابي بها، ما قد يدفع الزوج للارتفاع في محاولة منه لتعويض جزء مما تكبده من خسائر سابقة، وأيضاً ليحاول تصريف البعض من هذا التشبع البيعي.
ولكن في الخلفية من ذلك تظل نظرتنا السلبية على تداولات الزوج بالمدى القصير، لذلك فأي ارتداد صعودي للزوج نعتبره فرصة جيدة للبيع من جديد، ولهذا السبب دعونا نقرب أكثر وعلى فترات زمنية أقل لنرى أفضل مستويات هذا البيع.
بالنظر إلى الرسم البياني المرفق لفترة زمنية (60 دقيقة)، نجد أن الزوج نجح بتداولاته الأخيرة بالتخلص من الضغط السلبي للمتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 على المستويات اللحظية، وقد تزامن ذلك مع تخطيه لسقف تركيبة فنية إيجابية وهو نموذج الوتد الهابط، ما قد يدفع الزوج للمزيد من الصعود مستهدفاً أولى مستويات المقاومة عند 1.3725 وثاني وآخر تلك المستهدفات عند مستوى 1.3790.
لهذا واستناداً لكل ما سبق نتوقع ارتداد صعوداً للزوج خلال الفترة القادمة ليستهدف تلك المقاومات السابق ذكرها، عند وصول الزوج لهذه المستويات نجدها فرصة جيدة للبيع، ومن لا يريد المخاطرة ندعوه لانتظار كسر مستوى الدعم المحوري 1.3644، ليستهدف الزوج بعدها أولى مستهدفاته عند مستوى 1.3445 الذي يمثل نسبة 50% من مستويات فيبوناتشي التصحيحية السابق الحديث عنها، وثاني المستهدفات عند المنطقة الواقعة بين مستوى 1.3325 ومستوى الدعم 1.3274 الذي يمثل نسبة 61.8% من مستويات فيبوناتشي.