الوجه الآخر لأزمة الغاز

تم النشر 20/10/2021, 12:39

بلغت أزمة الغاز في أوروبا وآسيا مستويات خطرة على اقتصادات الدول، لتصل إلى المستوى الأحمر من أمن الطاقة، فقد تعدى الأمر مشكلة تذبذب في الإمدادات إلى كون أزمة نقص إمدادات الغاز مشكلة هيكلية، أحد أسبابها نقص الاستثمارات من المنبع الى المستخدم النهائي، بعيدا عن التأثير الواضح للطلب على الغاز على سوق النفط وارتفاع أسعار كل من النفط والغاز تزايدت الأثار السلبية لهذه الأزمة لتصيب الاقتصادات في قطاعين اساسيين على الأقل.

صناعة الكهرباء تأثرت بشدة بنقص الإمدادات في الغاز سواء في أوروبا أو في آسيا، ففي بريطانيا ارتفعت أسعار الغاز بنسبة 250% منذ يناير/كانون الثاني الماضي، بسبب انخفاض مستوى التخزين، نتيجة سحب كميات كبيرة منه لتجنّب برودة الشتاء الماضي القارسة، إضافة إلى ارتفاع الطلب على الطاقة من آسيا، وتراجع معدلات هبوب الرياح مما ادى الى تراجع الكهرباء المولدة من الرياح، ومنذ مطلع أغسطس/آب الماضي فقط، أعلنت 14 شركة إفلاسها بسبب ارتفاع سعر الغاز، وعدم القدرة على تمرير كل التكلفة الإضافية إلى عملائها.

أفلست 16 شركة من مزودي الغاز والكهرباء في بريطانيا وحدها في الوقت الحالي، وفي ظل المؤشرات الحالية حول إمدادات الغاز يبدو أن ضحايا هذه الأزمة من الشركات سيتزايد خاصة ونحن مقبلون على فصل الشتاء، ويظهر تأثيرها على القطاع المالي سواء في مواقف الدول من التساهل مع استمرار إفلاس الشركات في قطاع إنتاج الكهرباء وتوزيع الغاز أم أنها تقر إجراءات استباقية لحماية هذه الشركات، من جهة أخرى فإن تأثر القطاع المالي بهذه الاضطرابات سيظهر في إعادة تقييم مخاطر الائتمان وكذا سعر الفائدة طويل الأجل، في الوقت الذي تراجع فيه الكثير من الدول المتقدمة سياساتها النقدية.

القطاع الثاني الذي سيتأثر بأزمة الغاز الحالية وارتفاع اسعاره هو الالتزامات التي قطعتها الكثير من الدول في وقت سابق بشأن تقليل اعتمادها على مصادر الوقود الأحفوري خاصة النفط والفحم الحجري، حيث تحولت العديد من الدول إلى الفحم الحجري لانخفاض تكلفته بغرض إنتاج الكهرباء ويظهر أن هذه السلعة ايضا عرفت ارتفاعا في أسعارها وهناك صعوبات في الإمدادات.

ويمكن القول بأن تبعات هذه الارتفاعات ستستمر في المستقبل وكل هذا يجعل من سوق الطاقة سوق على درجة عالية من التذبذب، كما أن الاهتمام بالنفط في الوقت الحالي يجعله السلعة الأكثر موثوقية من حيث الوفرة للمستهلكين من جهة والأقل تلوثا من جهة أخرى كما أنه السلعة الأكثر جذبا للاهتمام المستثمرين والمضاربين.

كل هذا يدعم القول بأن أسعار النفط في طريقها إلى تجاوز عتبة 100 دولار قبل نهاية سنة 2021.

 

 



أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.