لهذه الأسباب لن يؤثر السحب من المخزونات على أسعار النفط

تم النشر 21/11/2021, 20:57

طلب الرئيس الأمريكي من دول أوبك وبالتحديد الدول الخليجية زيادة الإنتاج لوقف ارتفاع أسعار النفط ليس بالجديد فقد وقعت تفاهمات واتفاقات بين الرؤساء الأمريكيين والدول الخليجية في الكثير من المرات، وبغض النظر عن أسبابها فإن الإختلاف بينها وما قام به بايدن اليوم هو الطلب صراحة في وسائل الاعلام بالرغم أن المعتاد أن يكون ذلك سريًا، ويرى المتابعون لسوق النفط أن الأحداث والنقاشات يطغى عليها الطابع السياسي والاستراتيجي مقارنة بالمبررات الاقتصادية، والدليل على ذلك أن الرئيس بايدن لم يتحمل تغافل دول أوبك عن طلبه وسارع الى خطوة استثنائية من كل النواحي، هذه الخطوة هي السحب من المخزون الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، وطلبه أيضًا من كبار المستهلكين في العالم القيام بنفس الأمر، هذه السحب لا يخضع إلى أي مبرر معروف مرتبط بوجود ظروف وحوادث استثنائية تعيق الإمدادات، وإنما المشكلة هي رد فعل اتجاه ارتفاع الأسعار وهذه الحالة تثير المخاوف لدى الرئيس الأمريكي وهو مقبل على انتخابات حاسمة يمكن أن يكون لإرتفاع أسعار البنزين الدور الكبير في خسارتها، ومن جهة اخرى يرى البعض أن الولايات المتحدة من خلال تقديمها طلب زيادة الإنتاج من الدول الخليجية والسحب من المخزونات الاستراتيجية تسعى إلى الضغط على إيران للجلوس على طاولة المفاوضات بشأن الملف النووي، وربما يكون السعي للتطبيع معها هو الهدف من وراء المفاوضات.

ويرى الخبراء أن الطلب من الدول الخليجية تحديدًا، ليس لأن لديها طاقة إنتاجية فائضة فقط، ولكن أيضًا لأنها في المنطقة نفسها، وتنتج أنواعًا من النفط مماثلة لأنواع النفط الإيراني، أي أنه وبفرض وجود قدرة لدى الولايات المتحدة وكندا وأميركا اللاتينية على التعويض عن النفط الإيراني، إلا أن ذلك سيسبب مشكلات في سلسلة الإمدادات والتجارة الدولية، بسبب اختلاف المواقع الجغرافية؛ لهذا فإن الحل الأمثل هو تعويض دول الخليج عن انخفاض صادرات النفط الإيرانية، فإذا كان وقف ارتفاع أسعار النفط يسهل التعامل مع إيران ونتج عن حذفه تحقيق تقدم في الملف فإنهم يرون في هذه الحالة أن ارتفاع أسعار النفط هدد الأمن القومي.

في النهاية اذا ثبت فعلا أن السبب وراء جهود بايدن في كبح جماح أسعار النفط هو مقاربة جديدة للضغط أو دفع ايران الى الجلوس الى طاولة المفاوضات، وربما التخطيط للتقارب والتطبيع معها ففي النهاية سنشهد رد فعل قوي من قبل السعودية وحلفاؤها يمكن أن تكون نتيجته شرارة قوية في الأسعار وهذا سبب آخر جيوسياسي يضاف إلى الضغط على الأسعار باتجاه الصعود.

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.