لم تؤثر بيانات سوق العمل التي صدرت بداية هذا الشهر على أسعار الذهب بشكل واضح، واتجهت الأنظار بعدها إلى بيانات التضخم التي ينظر إليها من جميع الجهات، وأيضا لم نشهد تأثيرا واضحا لها.
الآن نحن نقترب من نهاية العام 2021 ويبدو أن الحلقة الأخيرة من هذا الموسم سوف تشهد أحداثا درامية، من المنتظر أن تغير مستويات الذهب العرضية التي تتداول ضمنها.
قبل أن ندخل في تفاصيل الفيدرالي، وما الذي ننتظره من البروفيسور باول، يجب أن لا يغيب عن أذهاننا أن الذهب بدأ رحلته أمس الثلاثاء عند مستويات 1788، وهبط إلى مستويات 1767 وهو ما يمكن اعتباره بداية لعملية تسعير السوق لنفسه استعدادا للفيدرالي.
بيانات أمس الثلاثاء:
مؤشر أسعار المنتجين - يمكن اعتبارها سلبية بشكل واضح للدولار الأمريكي، وكان من المفترض أن تقدم الدعم الإيجابي لصعود أسعار الذهب، لكن ما حدث فعليًا هو عدم تأثير البيانات اطلاقا على معنويات السوق أو أسعاره. وذكرنا هذا الأمر بالأمس بشكل واضح -قبل البيانات بساعة ونصف- من خلال تحديثاتنا المستمرة ومتابعتنا للأخبار أن التأثير غالبا سوف يكون محدود، لأن الأنظار تتجه إلى الفيدرالي وحديث جيروم باول.
هل يسرق البروفيسور بريق الذهب؟؟
من تابع شهادتي جيروم باول وجانيت يلين أمام مجلس الشيوخ ومن ثم أمام الكونغرس يعلم تماما أهمية المؤتمر الصحفي في الغد ... وإذا كنت عزيزي القارئ لم تتابع الشهادة والتحديثات اللحظية التي قمنا بتغطيتها سوف أوضح لك السبب.
جيروم باول أو البروفيسور -اللقب الذي يناسبه تماما- لم يكتف بالتلميح إلى أهمية الاجتماع الأخير للفيدرالي، بل أنه أشار إلى ذلك بشكل واضح وصريح حينما قال:
"من المنطقي والمعقول مناقشة إنهاء عمليات شراء الأصول قبل بضعة أشهر من موعدها المحدد في اجتماع ديسمبر."
هذا التصريح كان مفصليا حينها، وضغط سلبا على الذهب بشكل واضح.
والآن نحن أمام لحظة الحقيقة ... هل سيصدر بيان الفيدرالي بهذه اللهجة المتشددة التي أشار إليها باول؟
بكل تأكيد باول لا يمكنه الانفراد برأيه، وليس هو اللاعب الوحيد هنا، لكن يجب الانتباه إلى أن باول يحظى بتأييد الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، والعديد من أعضاء الفيدرالي الذين صرحوا أيضا في خطاباتهم أنهم يتوقعون التشديد بوتيرة أسرع من المخطط الأساسي لها.
المتوقع:
1- بيان واضح من الفيدرالي حول تسريع عملية إنهاء شراء الأصول وذلك في محاولة أيضا للسيطرة على التضخم.
2- حديث أكثر وضوحا من جيروم باول حول المخطط الزمني للفيدرالي لإنهاء المرحلة الأولى.
3- قد نشهد تلميحات أو إشارات أكثر وضوحا من باول عن خطط رفع أسعار الفائدة.
النقطتين الأولى والثانية سوف تضغط على أسعار الذهب هبوطا 10-20 دولار.
أما النقط الثالثة إن وردت سواء في بيان الفيدرالي أو حديث باول سوف تضغط على أسعار الذهب بهبوط إضافي 10-20 دولار.
السيناريو الآخر:
1- بيان ضبابي من الفيدرالي وانتظار المزيد من البيانات.
2- عدم تسريع عملية انهاء شراء الأصول، وترك الأمور كما هي.
3- بقاء باول في حديثه بعيدا عن أي تصريح حول عملية الإنهاء، وبالتالي لا يمكن الحديث عن رفع أسعار الفائدة.
في الواقع يبدو هذا السيناريو مستبعدا، لكن ان حدث فأعتقد أننا سنشهد عزما إيجابيا للأسعار 10-20 دولار وذلك يعتمد على مدى الحيادية والضبابية التي سوف يعتمدها الفيدرالي ورئيسه.
أستطيع أن أسمع أفكارك عزيزي القارئ وهي تهمس لك أنك قرأت تحليلين سابقين حول هبوط الذهب لنفس كاتب هذا المقال، ولم تحدث ... ما يمكنني قوله هو أن الثالثة قد تكون القاضية، وصحيح أننا لم نشهد هبوطا للذهب، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أننا لم نشهد عزما إيجابيا حقيقيا أيضا، واستقرت الأسعار عند ذات المستويات تقريبا.
نستعرض سريعا الرسم البياني لأسعار الذهب
خلاصة القول فنيًا:
- كل ارتفاع في الأسعار هو فرصة مناسبة للبدء بمراكز البيع.
- المقاومة:
· نقاط المقاومة الرئيسية: 1778 / 1788 / 1797 / 1808
· نقاط المقاومة الفرعية: 1784 / 1793 / 1803 / 1817
- الدعم:
· نقاط الدعم الرئيسية: 1769 / 1753 / 1727
· نقاط الدعم الفرعية: 1759 / 1749 / 1739
- الميل العام لا يزال هابط.
- الأهداف الرئيسية عند المستويات 1720 / 1680 لا تزال تبدو قريبة وحينها سوف ننظر إلى سيناريو الأسعار مجددا.
وبالعودة إلى السؤال الذي طرحناه في العنوان الفرعي " هل يسرق البروفيسور بريق الذهب " شخصيا أعتقد أن الإجابة ببساطة هي " نعم ".
سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابعة
قناتي على التيليغرام
@GaithChannel
أو حسابي على تويتر
@GaithAboHilal
يسعدني دوما الرد على جميع أسئلتكم واستفساراتكم بأسرع وقت ممكن، ويسعدني قراءة تعليقاتكم وآرائكم والعمل بها حتى نصل سوية لمحتوى وأداء أفضل وهو ما يعود بالفائدة علينا جميعا.
حساب سويسكوت بنك تويتر
@Swissquote_ar
تذكير على هامش المقال:
. أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار المستثمرين وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.
. الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.
. لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.
. نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.