بعد الصدمة الجيوسياسية الأولية من الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، تراجع الذهب إلى ما دون مستوى 1900 دولار للأوقية.
شهد سوق الذهب تقلبات في الأسعار بحوالي 100 دولار خلال جلستي التداول الأخيرتين من تعاملات الأسبوع الماضي حيث تفاعلت الأسواق مع الأزمة في أوكرانيا.
يجب أن يكون المستثمرين على أتم الاستعداد لمستويات عالية من التقلب في المستقبل مع فرض عقوبات جديدة في عطلة نهاية الأسبوع تشمل عزل البنوك الروسية عن نظام سويفت الذي يربط بين المؤسسات المالية حول العالم.
لقد تحول تركيز سوق الذهب بعيدًا عن التضخم وسياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الجغرافيا السياسية والأزمة في أوكرانيا.
بصرف النظر عن التوترات الجيوسياسية، فإن الأخبار السارة للذهب هي إعادة تسعير عدد زيادات أسعار الفائدة التي سيشهدها الاقتصاد الأمريكي هذا العام في ضوء الحرب في أوكرانيا.
على سبيل المثال، كانت أغلب المؤشرات والتقارير تشير إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في مارس، والذي كان احتمالا بنسبة 80٪ قبل ظهور التوترات الجيوسياسية، وتراجعت التوقعات الآن إلى 24.8٪ فقط.
ما نتوقعه إجمالا هو أن البنوك المركزية قد تظل محافظة على سياسة التيسير لفترة أطول مما كنا نعتقد من قبل. من المؤكد أن هذه الفكرة ستدعم الذهب. حيث أن البنوك المركزية لا تريد التخلي عن السيولة عندما تكون التقلبات مرتفعة. لا شك في أنهم يريدون مواجهة التضخم القوي، لكنهم لا يريدون انهيار الاقتصاد أيضًا.
البيانات الهامة للمشاهدة في هذا الأسبوع
بعيدا عن المواجهات العسكرية الروسية في أوكرانيا، ستولي الأسواق اهتمامًا وثيقًا لشهادة رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام اللجنتين المصرفيتين في مجلسي النواب والشيوخ في هذا الأسبوع.
أدى تعليق "باول" المتشدد عقب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يناير الماضي إلى ارتفاع توقعات رفع أسعار الفائدة في السوق مع وجود فرصة قوية لزيادة أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في الأسواق المالية. ونعتقد أنه سيكون أكثر حذرًا في هذا الأسبوع بالنظر إلى توتر الأسواق المالية، ومن المرجح أن يعزز هذا التوقعات بزيادة سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط في مارس.
على صعيد البيانات، سيكون تقرير الوظائف غير زراعية الأمريكي يوم الجمعة مهمًا للمراقبة، حيث يتوقع أغلب الخبراء زيادة بنحو 438 ألف وظيفة في فبراير. أما يوم الثلاثاء فسوف نتابع قراءة مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي ISM. ويوم الأربعاء؛ تقرير الوظائف الأمريكي ADP، وشهادة باول أمام مجلس النواب الأمريكي، ثم سيلقي بشهادة أخرى أمام مجلس الشيوخ يوم الخميس.
التحليل الفني
توقعت يوم الاثنين الماضي أن تشهد أسعار الذهب ارتفاعات في البداية ثم تعود للانخفاض وبالفعل شاهدنا الذهب يتخلى يومي الخميس والجمعة بسهولة عن مستويات 1900 دولار.
أنهى الذهب تعاملات يوم الجمعة الماضي عند مستوى 1889 دولار، منطقة الدعم القادمة عند 1870 – 1849 دولار الأونصة.
الحفاظ على إغلاق يومي اعلى من مستوى 1849 دولار الأونصة يعني فرص شراء جديدة نحو مستويات المقاومة 1910 – 1970 دولار لأونصة.
إيناس امقديش
