في هذا المقال سأشرح طريقة عمل نظام التداول في الفوركس ، وأضلاعه الأربعة ، الشركات - المتداول - مزودي السيولة - مروجي الأخبار؟
منذ عام 2006 وانا اعمل في هذا المجال ، وقابلت وتعاملت مع مئات المتداولين وعشرات الشركات ، وسافرت إلى عقر دار الصنعة ، قبرص، لندن، نيويورك.
واني اجزم ان اكثر جملة سمعتها في حياتي من المتداولين هي : ( كيف علموا النقطة التي ستخسر فيها محفظتي ) واظن ان هذا حدث مع معظمكم ، كثيرا ما تخسر على آخر نقطة أو اثنتين أو خمسة نقاط ثم يرتد السوق مرة أخرى ، ولكي تعلم كيف يحدث ذلك كل مرة، فيجب ان تعلم كيفية عمل النظام، وعندها ستتعلم كيفية النجاة.
أيضا سأجيب في هذا المقال على سؤال يراود الكثيرون ، لماذا لم يعد السوق كسابق عهده ، فمثلا نعلم أن أي عملة ترفع سعر الفائدة ترتفع، وأي عملة تخفضها تنخفض، وكذلك مع باقي البيانات، السوق دائما ما يخالف المنطق وهذا عكس بداياته.
عزيزي متداول الفوركس، نظام عمل سوق الفوركس يتكون من أربعة أضلاع رئيسية وهي:
1- الوسيط، وهي شركات الفوركس التي تقوم بفتح حساب من خلالها وتقوم بالتداول والايداع والسحب.
2- المتداول، وهو أنت، وأنت عزيزي لست مجرد متداول، أنت جزء من 400 مليون جزء وهو حجم متداولي السوق.
3- مزودي السيولة، وهي البنوك (الليكويدتي بروفايدرز) والذي يتعاقد معه الوسيط ليقدم له الأسعار والرافعة المالية.
4- مروجي الأخبار ، وهي المواقع الاليكترونية المختلفة التي تبث اخبار السوق والتحليلات والتوقعات.
وان اخطر ضلعين هنا ليس الوسيط وليس المتداول ـ بل هما مزودي السيولة ومروجي الاخبار.
- اولا الضلع الأول - كيف يعمل مزود السيولة؟!
مزود السيولة هو بنك، بنك كبير، بنك لديه القدرة على منحك 100 و 200 و 500 و 1000 و 2000 ضعف أموالك ليتيح لك التداول بسيولة أكبر، وهو سلاح قوي لكن ذو حدين.
مزود السيولة يزود الوسطاء ( شركات الفوركس ) بالأسعار والمال، لكنه أيضا وفي المقابل يحصل على كنز ثمين واداة مرعبة الا وهي البيانات.
في العالم أجمع لا يوجد اكثر من 50 مزود سيولة يمتلكون أموالاً ضخمة ، وكذلك بيانات ضخمة ، ويتعامل معك عزيزي المتداول كنوع من أنواع الأرقام، هم يعلمون جيداً وبدقة متناهية ، اين تتجه السيولة ، فعلى سبيل المثال اليورو يهبط وبقوة، ونزل الى أسعار مغرية ، يقوم المتداولون بالشراء وبأحجام مختلفة ، كل تلك البيانات عزيزي القارئ لدى مزود السيولة والذي يمنحك الأسعار، يعلم ان هناك اقبالا شديدا على اليورو مثلا ، فيدخل بالسوق الفعلي ليبيع اليورو ليهبط، ويهبط، ويهبط، وتخسر انت أموالك.
إن العلاقة بينك وبين مزود السيولة هي علاقة عداء واضحة ، اذا ربحت انت خسر هو، واذا خسرت انت ربح هو، ولكنه يملك سلاحا فتاكا، يملك عدد اللوتات المفتوحة ومتوسط أسعارها، ويملك المال اللازم ليحرك السوق ضدها.
وهكذا الإجابة ، كيف يعلمون أني سأخسر في هذه النقطة ، ببساطة لان عندهم متوسطات شراء القطيع .
السلاح الذي زودك به مزود السيولة وهو الرافعة المالية ، قد يكون في حالات نادرة للغاية سببا لثرائك، ولكن في الغالب الأعظم من الأحوال هو سبب رئيسي في خسائر هائلة لمجمل المتداولين.
لذا اذا أحببت أن تفلت رقبتك من تحت سيف مزود السيولة ، فعليك ان تستخدم الرافعة المالية في أقل الحدود، وألا تعطي فرصة أبدا للسوق أن يضعك بين فكيه.
- ثانيا الضلع الثاني - مروجي الأخبار
وتلك هي المواقع الإخبارية الاقتصادية المختلفة المهتمة بشأن تلك التجارة ، تبث لك الاخبار والتقويمات والتحليلات والآراء والتوقعات، وغالباً ما تكون تلك التوقعات مدفوعة الاجر من مزودي السيولة والذين في الحقيقة يمتلكون معظم تلك المواقع.
فمثلا كثيراً ما قرأنا وقتما كان البتكوين ب 70 الف دولار انه على عتبة المائة الف بل والمائتين بل والمليون ، وهكذا في كل العملات والسلع الرائجة ، فإن رأيت اجماعاً في تلك المواقع ان عملة ما او سلعة ما او سهم ما سيخترق عنان السماء عليك أن تلوذ بالفرار ولا تقترب منه ، فهي علامة قاطعة ومؤكدة على ان هذا الشيء سينهار.
لذا عزيزي المتداول انصحك بثلاثة نصائح لكي تربح دائما وتتجنب الخسارة والتصفير.
أولا: استخدم الرافعة المالية في أضيق الحدود ، وفي حال استخدمتها فلا تستخدم أكثر من 10% من قيمتها.
ثانياً : لا تنجرف وراء الأخبار الرنانة بصعود ذلك وانهيار ذاك .
ثالثا : اجعل من الاتجاه صديقاً لك ، سر معه فلن يخذلك
كريم راغب - محلل فني