هل نتذكر معا كم من مرة دعمت مستويات الـ 1680 إعادة الصعود للذهب، ولكن ضمن أي شروط وعوامل. في الواقع أن استخراج الذهب والذي يبدو مكلفا تلك الأيام مقارنة بعام مضى، تبدو هي الأخرى أحد عوامل دعم صعود الذهب، فارتفاع أسعار البترول أثر على مصروفات النقل، بينما أتي التضخم المستمر ليؤثر كذلك على رسوم التأمين اللازمة لنقل الذهب إلى مرحلة التصنيع والتي عادة ما بعيدة بعض الشئ عن مناطق الاستخراج. ولعل من الطرافة أن نجد من نصح ببيع الذهب دون التأني وإلقاء نظرة على المستجدات.
فبينما اقترب الذهب من مستويات التصحيح العميق حول 1680 كان الدولار يسجل قمة لم يلمسها منذ سنوات حول 109 نقطة، ورغم ذلك لم نجد تراجع أدنى منطقة الدعم التي عولنا عليها للذهب. حاليا لدينا المزيد من العوامل الداعمة على المدى المتوسط والمنظور لصعود الذهب والدخول في دورة صعود هائلة حيث يبدو أن التضخم لم يصل إلى ذروته بعد وهو أحد العوامل الداعمة للذهب، بينما تأتي المخاوف وهي أهم ما يتغذى عليه الذهب، تأتي من كل مكان، الحرب الروسية، التوتر في المنطقة الصينية، وكذلك مخاوف الانهيار والركود.
ولعل ما يبقي على مسيرة الصعود هادئة وبطيئة هو شح السيولة المتجهة للمؤشرات العالمية حاليا لكنها مؤقتة حيث ستصل تلك المؤشرات قريبا لمستويات يفضل حائزوها التخلي عنها على خلفية المخاوف من الركود وشح الطاقة وينقلون حيازاتهم للذهب، بعد أن تراجعت عوائد السندات الأمريكية إلى المنطقة الحرجة الفاصلة بين العائد الحقيقي والعائد المتآكل نتيجة لتنامي التضخم.
من خلال الفيديو المرفق نضع سيناريو دورة الصعود الحالية وأهدافها والمناطق المنتظرة لممارسة بعض التصحيحي قبل استكمال الصعود، تابع الفيديو بعناية ودون تلك المناطق جيدا لأن هذا السيناريو لدورة الصعود قد يتحرك أسرع من توقعاتنا كثيرا.