تعرضت المؤشرات الأمريكية لضغوط بيعية قوية مع استمرار الفيدرالي الأمريكي في رفع الفائدة بوتيرة سريعة للسيطرة على معدلات التضخم التي تستقر بالقرب من أعلى مستوياتها في 40 عام.
وقد بلغت معدلات الفائدة في الوقت الحالي 3.25% مقابل 0.25% ببداية العام الجاري، بعد أن قام الفيدرالي برفع معدلات الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال اجتماعه الأخير والإشارة إلى الاستمرار في تشديد السياسة النقدية حتى نهاية العم الجاري.
وقد أظهرت البيانات الصادرة يوم الجمعة الماضية، ارتفاع مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي وهو المقياس المفضل لدى الفيدرالي الأمريكي لقياس معدلات التضخم، ارتفاعه بنسبة 0.3% على أساس شهري وبنسبة 6.2% على أساس سنوي أي أعلى بكثير من هدف الفيدرالي قرابة المستوى 2%.
ويلاحظ أن مؤشر Dow ومؤشر S&P 500 قد سجلا أقوى هبوط شهري منذ مارس 2020 مع إغلاق مؤشر Dow يوم الجمعة الماضي أسفل المستوى 29000 لأول مرة منذ نوفمبر 2020، فقد تراجع مؤشر Dow بنسبة 8.8% خلال شهر سبتمبر في حين فقد مؤشر S&P 500 9.3% من قيمته وهبط مؤشر Nasdaq بنسبة 10.5%.
كما يلاحظ أن مؤشر S&P 500 يجري تداوله على نحو منخفض بنسبة -25% من أعلى مستوياته التي سجلها في يناير الماضي، وتخطي الهبوط النسبة 20% يعني أن الاتجاه العام أصبح هابطًا.
من ناحية أخرى، يلاحظ أن مؤشر Dow قد أغلق لأول مرة أسفل المتوسط المتحرك لإغلاق 200 أسبوع منذ 2010 (باستثناء عام الكورونا) مما يدعم النظرة السلبية على المدى الطويل.
كما سجل مؤشر Dow خسائر فصلية للربع الثالث على التوالي والتي تعد المرة الأولى منذ الربع الثالث 2015 بينما سجل كلًا من مؤشر S&P 500 ومؤشر Nasdaq ثلاثة أربع سنوية سلبية لأول مرة منذ 2009.
ومع بداية الربع الأخير من العام وتأكيد الفيدرالي الأمريكي في الاستمرار في رفع الفائدة للسيطرة على التضخم دون الالتفات إلى الأضرار التي قد تحدث للنمو الاقتصادي فمن المتوقع أن نشهد المزيد من الضغط البيعي على كافة المؤشرات الرئيسية.
في حال شهدت الأسواق تعافي أو تصحيح صاعد فسوف يكون تعافي مؤقت سببه بعد الأخبار الإيجابية ولكن ستعود المؤشرات للهبوط مرة أخرى.