هل الاستثمار في صناديق المؤشرات هو استثمار مثالي؟

حقيقية أن يعمل لأجلك أكبر مديري التنفيذ لدى أكبر الشركات في العالم يمنحك شعورا رائعا، ليس فقط المديرين. بل أيضا موظفي الشركة من مهندسين، محللين، عمال خط الإنتاج، مندوبي مبيعات وإلخ، جميعهم يستيقظون ويذهبون إلى أماكن عملهم كل يوم من أجل زيادة أرباح الشركة التي أنت شريك فيها وتحمل أسهمها.

إن الاستثمار في صناديق المؤشرات سيمنحك أيضا الاستقرار النسبي كونك تستثمر في مجموعة شركات بدلا من الاستثمار في الأسهم الفردية بحيث إنك بذلك تحقق واحد من أهم عناصر النجاح في الاستثمار ألا وهو عنصر التنويع.

تحقيق عنصر التنويع: صناديق المؤشرات تمنح المستثمرين القدرة على تنويع استثماراتهم من خلال شراء مجموعة أسهم لشركات مختلفة الأمر الذي يؤدي إلى خفض المخاطر، فحتى في حال كان الأداء المالي لشركة معينة أقل من التوقعات فممكن أن لا تتأثر محفظتك بشكل كبير.

بالإضافة، إذا أردنا أن نوسع عنصر التنويع حيث لا يشمل فقط توزيع استثمارك بين عدة شركات، بل ليشمل عدة قطاعات مختلفة فهذا سيمكنك من إنشاء محفظة متينة وصلبة أكثر، وهذا أيضا يقودني إلى الاستثمار في صناديق المؤشرات التي تحاكي أداء أكبر 500 شركة مدرجة في الولايات المتحدة أي صناديق التي تحاكي مؤشر SP 500.

الأداء التاريخي لسوق المال

اثبت سوق المال الأمريكي قدرته المستثمرة على التعافي من كل الأزمات التي واجهته على مر التاريخ، بل واستطاع دائما الوصول باستمرار إلى مستويات وأسعار عالية جديدة مع تحقيق متوسط عائد سنوي 10 % وذلك خلال المائة عام المنصرمة.

في أول ثلاثينيات القرن الماضي حدثت أخطر أزمة اقتصادية في تاريخ سوق المال وقد أُطلق عليها اسم "الكساد العظيم"، في عام 1929 وصل مؤشر SP 500 إلى أعلى ذروة عرفها حينه وهي 31.86 نقطة، لكنه انخفض إلى أدنى مستوى له ووصل إلى حوالي 4 نقاط في عام 1932، وماذا حدث بعد ذاك؟ بعد عدة سنوات تعافى المؤشر بقوة، ووصل إلى مستوى جديد بلغ حوالي 100 في الخمسينيات.

أزمة النفط في سبعينيات القرن الماضي، أزمة الدوت كوم في بداية سنوات الألفين، الركود الاقتصادي في 2008-2009، أزمة الكورونا والأزمة التي نعيشها حاليا. بمعدل كل عشر عاما تطل علينا أزمة جديدة وكل مرة باسم جديد، الأزمات كانت وستكون، بل هي مطلوبة أحيانا.

اقتصاد العالم، إلى أين؟

أن الاستثمار في صناديق المؤشرات التي تحاكي مؤشر SP 500 هي تعبير عن الثقة في اقتصاد العالم ككل. هنالك عدة أسباب التي تجعل أكبر رجال ونساء الاقتصاد متفائلين في قدرة الاقتصاد العالمي على النمو:

التوسع الاقتصادي: هو جزء طبيعي في عالم البيزنس والأعمال، يمكن للاقتصاد أن يمر بمراحل انكماش وازدهار، لكن على المدى الطويل الاقتصاد يميل دائما إلى النمو.

النمو السكاني: عندما يزداد عدد البشر سيزداد الطلب على المنتجات والسلع مما يدفع الاقتصاد إلى النمو.

التقدم في التكنولوجيا والقدرة الإنتاجية: سيؤدي الابتكار والتقدم التكنولوجي إلى زيادة القدرة الإنتاجية والكفاءة مما سيدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.

زيادة التجارة العالمية: عندما تصبح الدول أكثر تواصلا مع بعضها البعض، تزداد التجارة بينها الأمر الذي سيؤدي إلى ازدياد النشاط والنمو الاقتصادي.

رفع مستوى المعيشة: السيارات سوف تستمر في التطور، والأدوية سوف تتحسن أكثر مع تقدم الأبحاث، ضيفا على ذلك أن ازدياد الطلب لن يكون فقط على المنتجات الاستهلاكية الأساسية إنما على المنتجات والخدمات ذات الطابع الكمالي (كماليات).

طالما أن جميع أو بعض هذه الأمور موجودة لا يوجد أي سبب للاعتقاد بأن عجلة الاقتصاد سوف تتوقف عن الدوران إلى الأمام.

إذا، هل الاستثمار في صناديق المؤشرات هو استثمار مثالي؟ كل، لأنه ببساطة لا يوجد استثمارا مثاليا. كل استثمار يحمل في طياته خطورة معينة، لكن نشر استثمارك بين مجموعة كبيرة من الشركات وكذلك نشره بين 11 قطاع عمل مختلف موجود داخل مؤشر SP 500 هو برأيي استثمار حكيم.

ملاحظة: المقال يعبر عن آرائي الشخصية فقط، يجب عدم اعتباره كتوصيات للقيام بأي عمل استثماري، إمكانية الخسارة قائمة.

تحياتي

قصي محاميد