عندما ترى أن التداول ينهك أعصابك فأنت إما تملك معلومات ضحلة حول السوق لا تؤهلك للتعامل معه أو أنك ضمن بيئة ضحلة لا علاقة لها بالأسواق وكلا الأمرين أسوأ من بعضهما البعض
متى يلجأ الشخص لمدير حسابات؟
بدراسة تعود لمؤسسة ليجان الواقعة في باريس ، أن 75% من المتداولين الذين لديهم نية الاستثمار يعتمدون على أشخاص آخرين من أجل الاستثمار وإذا أتى الأمر للتداول فإن النسبة تصل في بعض المناطق إلى 80% بينما في أميركا إلى 87% وفي الشرق الأوسط تصل النسبة إلى 98%.
الأغرب لا ينتهي عند هذه النسب بينما الأمر حقيقية يصدم حينما تعلم أن واحد من كل عشر أخصائيين فقط يثبت كفاءته في هذا المجال هذا إن كان تم اختياره بشكل صحيح فرضاً.
العرف الاستثماري في المعتقدات الغربية ميال نحو الاستثمار في صناديق استثمارية تنوب عن الشخص بالعمليات التداولية ، بينما بكل أسف قد نرى في بيئة الشرق الأوسط أن الأمر برمته ميال نحو أشخاص لديهم شعبيتهم في المجال ، وهذا ما يقود إلى مصيبة أعظم من سابقاتها.
أنا هنا لا أقلل من أحد ، ولا أجعل الأمر أصعب من أن يدار لوحده ولكن كل ما في الأمر أني أعرض لك ما يبدو صحيحاً ، منطقيا وآمناً وركز على كلمة آمن.
إن اللجوء إلى هيئة معينة لإدارة الحسابات الاستثمارية أمر جيد ، وأكثر من جيد فقد يوفر عليم عائق المتابعة و البحث و التحري حول الحقائق ، وإن أردت الدقة أكثر فهو يوفر لك الوقت وهو الخيار الأسهل حقاً فنسبة كبيرة منا كسالى نتمنى متابعة الاستثمار لكن لا أحد منا يرغب في دراسة تقلبات هذا الاستثمار التي قد تؤول لدراسة أمور بالغة التعقيد تارة وتارة أخرى قد نظنها سراً مثل الاستراتيجية المثلى للمضاربة أو ما شابه .
أفضل النصائح حول إدارة الحسابات
حقيقة الأمر ليس بسر بتاتاً ولا علاقه له بالسر أساساً كل ما في الأمر أن الموضوع يتطلب البحث و الدراسة والكثير من الدراسة (طبعاً أنوه هنا أن تبتعد عن المحتوى الغير أكاديمي و العربي خصوصاً).
لكن إن كان ولابد أن تختار محفظة استثمارية ، أو جهة أو شخص معين لإدارة الحساب الخاص بك إليك مني حفنة النصائح تلك:
1. لا تعتمد على مواقع تطلب منك الإيداع دون وجود جهة بنكية تتعامل معها
ظهرت في الآونة الأخيرة مواقع استثمارية من قبيل أودع 100$ وستحصل على نسبة ثابتة قدرها القدر المعين وغالباً ما يكون لهذه المواقع نسب عالية من الربح لكن في الحقيقة ليست مستمرة .
2. لا تغرك النسب العالية من الربح
هناك من مديري الحسابات من يعدك بنسبة تتجاوز 50% شهرياً ، وهذا ما لا تحققه أفضل المحافظ و الصناديق الاستثمارية بأمريكا ، حيث تبلغ متوسط نسبة الربح لمحترف و هاوي المجال 5% شهرياً ( ننوه هنا أنه قد نرى أسابيع تتضاعف فيها الأرباح بنحو أكبر من ذلك إلا أن الموضوع لا يستمر)
3. تعامل مع جهات رسمية وإن كان صعب اطلب بيانات تاريخية لا تقل عن سنة
إن كان ولا بد أن تعتمد على جهة معينة لإدارة حسابات التداول أو المبلغ الاستثماري الخاص بك لا تعتمد على جهة ليست لها مكانة عريقة في المجال وأشهر من يدير المحافظ الاستثمارية هو منصة Vanguard الأميركية و التي لا تتاح سوى لحامل الجنسية الأميركية أو لمن أرصدته في البنوك لا تقل عن 20.000$ ونحن نركز على تلك المنصات التي تصدر صناديق استثمارية تتيح لك حساباً يمكن أن تتابعه بكل لحظة وليس شخصاً يدير لك حساباً .
طبعاً سأقوم قريباً بنشر أسماء لمحافظ استثمارية عالمية تتيح لمتداولي الشرق الأوسط المشاركة فيها.
وبحال رأيت الموضوع صعباً من حيث التعامل مع المحافظ الاستثمارية ولجأت إلى شخص ذو مكانة في هذا المجال فأطلب بيانات تاريخية لا تقل عن سنة ونص وركز على أن يكون الحساب حقيقياً
4. ركز على الاستثمار لا المضاربة
الاستثمار مقابل المضاربة
بنجامين في كتابه المستثمر الذكي يقول إن في كل مرة تقوم بالمضاربة فيها فأنت تختصر فرصة استثمار قوية قد تغير من مسارك في هذا المجال.
أما عن السبب فالأمر يعود إلى:
1. الاستثمار أكثر أماناَ من المضاربة
2. الاستثمار مربح أكثر وليس كما يبدو لك وهذا يمكن أن تقارنه بحسابك شخصياَ ، أو بمجرد المقارنة بين من اشتهر بالاستثمار وبين من اشتهر بالمضاربة ( راجع مقال الاستثمار مقابل المضاربة)
3. الاستثمار يتيح لك الوقت أكثر
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ لربما يكون الموضوع نفسياً بشكل بحت وقد تبقى المضاربة لك هي الأجمل وهذا صحيح فأنا أضارب لكني لا اعتمد على الموضوع من حيث المبدأ وإنما لمجرد تعزيز عملياتي الاستثمارية ، لذلك نصيحتي لك إن كان ولا بد فعليك بأهل الخبرة ومن هم كفؤ في هذا المجال.