السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يكشف لنا علم نفس الأسواق المالية عن خطأ يقع فيه الكثيرون من المتداولين في أسواق الأسهم خاصة سوق الأسهم السعودية سماه علماء النفس خطأ الثقة المفرطة والمعروف عامة بالغرور فى التداول فكيف ينشأ الغرور؟
عندما يدخل المتداولون السوق وهو فى حالة صعود يربح المتداولون رغم أنهم اختاروا الأسهم بطريق تقليد القطيع أو أن الوسيط المالى قد رشح له هذه الاسهم او تلك او بأى طريق آخر، الصدفة والحظ هما السبب فى الربح، وإذا سألت المتداول الرابح ماذا يعنى السهم ؟ او ماهى مزايا الأسهم وعيوبها ؟ كيف تحلل السهم ماليًا أو فنيًا ؟ لا يعرف إلا القليل فقط الصدفة والحظ لعبوا دورهم فى الربح وقد يكون ربح كبير تسبب فيه فقط الحالة الصاعدة للسوق ككل وجعلت المتداول يربح ويكسب ثقة التداول
يجرب المتداول شراء أسهم أخرى ولازال السوق صاعد فيربح اكثر واكثر وهنا يكتسب ما سماه علماء النفس الثقة المفرطة أو الغرور
تأتى لحظة انتهاء الاتجاه الصاعد للسوق وتبدأ عمليات جنى الارباح ويبدأ السوق فى الانخفاض ومازال المغرور يثق بنفسه فيختار أسهما كعادته ثم ينصدم بالخسارة التى لم يعتاد عليها ولا يفيق ويوقف الخسارة بل يبحث عما يؤكد اختياراته للأسهم ويحب أن يسمع أي خبر أو معلومة أو تحليل يؤكد له أن قراراته سليمة وهذا خطأ نفسى آخر يطلق عليه خطأ التأكيد والتحيز
يبحث المتداول عن مخرج من الورطة وبدلا من الإنصات للحقيقة من جانب مستشار مالى امين تراه يتبع هواه ويبحث عن اى مصدر مجانى عام بدلا من أن يدفع للاستشارات ذات الامانه والرؤية والعلم
اعتاد المتداول على رؤيته النفسية من غروره وثقته المفرطة ولجأ إلى التحيز لقراراته وبخل على ذوي العلم والثقة، النتيجه احتفاظه بالأسهم الخاسرة ربما لشهور لأنه يكره الألم النفسى لخسارة لم يعتاد عليها
هذه حال معظم المتداولين في السوق الآن وهم نسبة كبيرة
الحل هو إيقاف الخسارة، التعلم، زيادة الوعي والعلم بالأسواق فالعلم أساس الربح والخسارة سهل تعويضها لكن الجهل يؤدي لمزيد من الخسارة وربما فقدان رأس المال.