أوهام سوق الأسهم التي تقودك للخسارة

تم النشر 23/10/2023, 08:52
DX
-

 

لاشك أن أغلب من يدخلون سوق الأسهم تكون نيتهم الأكيدة هو تحقيق الكثير من الأرباح، ولكن يجدر الإشارة هنا أن الغالبية العظمى ممن يدخلون هذا السوق يفشلون بتحقيق أهدافهم، حيث يثار هنا التساؤل عن الأسباب التي قادت لهذا الفشل، فنجد أن المتداولون يلقون باللوم على العديد من الأسباب بدون أن يكونوا هم من ضمن تلك الأسباب في أغلب الأحوال. 

 

تعتبر أهم الأسباب والتي تؤدى بالكثير من المتداولين بسوق الأسهم للخسارة هو السيطرة لبعض من الأوهام على أفكارهم، والتي تقودهم بالنهاية لخسارة الأموال بدل من تنميتها، وسوف نتناول فيما يلي أهم تلك الأوهام:

مسيطرون على السوق صعب هزيمتهم 

عندما سأل وارن بافيت من قبل من أحد المستثمرين بسوق الأسهم الأمريكي عن هل هناك مسيطرون على السوق، فرد بافيت عليه قائلاً ولماذا تقوم باستثمار أموالك في البورصة ولاتقوم بالبحث عن مصادر استثمارية بديلة، وذلك بدلاً من الشكوى من قواعد لعبة تراها بالنسبة لك غير عادلة. 

وهنا قال بافيت العبارة الشهيرة له أن أسواق الأسهم لاتشابه علم الصواريخ، عبر إشارة إلى أن الجميع من الممكن لهم الإتقان لقواعدها ولكن شدد أن الأمر يلزم جهد بالتأسيس وكذلك في المتابعة، وأنه على المستثمر التقييم حول ما إذا كانت استثماراته كبيرة بما يكفي بحيث يخصص لها تلك الأوقات أم لا.

تشير الدراسات في هذا الإطار أن أكثر من 70 بالمائة من المتعاملين بسوق الأسهم ينظرون إليها وذلك بوصفها ألعاب صفرية، أو مايعرف ب zero sum game بمعنى الاستمرار في المغامرة بالأموال على الرغم من التعدد بالمؤشرات الخاصة بالخسارة، وذلك لأنه لايرى مخرج إلا بالارتداد للسهم والذي يتمسك به. 

ونرى أنه بشكل عام فإن السيطرة لتفكير المؤامرة على المتداولين يؤثر عليهم بشكل سلبي، حيث أنه من المؤكد أن أسواق الأسهم قد تشهد بعض من التلاعبات، فنجد أن هناك العديد من الطرق للتعامل معها والتي يجب أن يعرفها المتداول، ولكن السيطرة لفكرة وجود عوامل خارجة عن سيطرتهم تؤذي أكثر من 80 بالمائة من المتعاملين بالسوق، وذلك لأنهم ينسبون الفشل لغيرهم كما أن المفارقة كذلك أنهم ينسبون لأنفسهم النجاح. 

 

البعض من المعرفة أفضل من الجهل المطلق 

الدراسات تفيد أن الغالبية العظمى من الذين يخسرون أموالهم بأسواق الأسهم هم ممن يعرفون بعض القواعد الخاصة بالاقتصاد والارتباط بين الشؤون الاقتصادية والمالية، بل أن الكثير منهم يطالعون نشرات اقتصادية وأخرى هي خاصة بقواعد التعامل بالأسواق، وأن بعضهم يقضي أوقات بالاستماع لمحللين الأسواق بشكل مستمر. 

ونجد أن كثيرا ما يكون الجهل التام بالقواعد السوقية دافع لمحاولة أخذ الاستشارة والتنويع في الاستثمارات، ما بين أسواق الأسهم والاستثمارات الأكثر استقرار مثل استثمارات مباشرة وكذلك العقارات. 

 

عندما يرتفع السهم بقوة فإنه سوف يعود وينخفض لاشك أن للمنحنى الصاعد أو المنخفض تأثيران على المتداولين، حيث نجد أن الأول يعتبر أن النسبة العظمى أي قرابة 80% لايرون للمنحنى الصاعد انكسار، كما أنهم لاينتظرون الارتفاع للمنحنى الهابط ولو ظهرت بعض الدلائل على قرب ذلك. 

أما بالنظر للنسبة الباقية فإنها تدخل السوق على عكس الاتجاه، ولكن الغالبية لايستطيعون التحديد لنقطة الدخول الصحيحة، فيقومون بشراء سهم منخفض على أمل الارتداد صعوداً بدون الدراسة الكافية لعوامل الأسهم الأساسية والاتجاهات السوقية منه. 

ولقد قامت دراسة على المستثمرين الأكثر في الخبرة، والذين قضوا عام على الأقل بسوق الأسهم عبر المراجعة لتلك النظرية، فقد قدموا افتراضين للمستثمرين لكي يختاروا بينهم:

السهم الذي ارتفع بنسبة عشرة دولارات إلى 50 دولار في خلال عام. 

السهم الذي انخفض من مستويات خمسون دولار إلى نحو 10 دولارات في خلال عام. 

وهنا فقد تم منح المتداولين معلومات متطابقة عن الشركتين، ولكن مع الاختلاف النسبي ببعض الأرقام ومع البقاء للنسب واحدة، وقد تم مطالبتهما بالأختيار ما بين السهمين لكي يختاروا 76 بالمائة من المتداولين الأكثر في الخبرة، السهم ثاني وذلك على أمل في الارتفاع من جديد. 

نجد أنه في السوق الأمريكي على سبيل المثال فإن نحو أكثر من نصف المتعاملين يعتقدون بوصول المنحنى لأقل نقطة في خلال عام حيث أنه هو نقطة الشراء، أما في المقابل نجد أن بلوغ المنحنى مستويات قياسية في نحو عام هو نقطة البيع المناسبة كذلك. 

بالرغم من أن هذا الأسلوب لم يساعد 90 بالمائة من المستخدمين بتحقيق الأرباح بالسوق وذلك بسبب عدم دراستهم للسوق بشكل جيد، ولكن الاعتماد على التحليل لمستويات الأسعار فقط هو الشيء الجوهري، ولكنهم يظلوا في حالة من التمسك به بسبب الاعتقاد أنهم فقط لم يحالفهم الحظ في السابق وأن الأسلوب يكون فعال مع أخرين. 

أهم ما يفند تلك النظريات هي حقيقة أن الكثير من الأسهم لاتقوم باتباع هذا الشكل البياني بالصعود والارتداد بنسب معينة، وأن الرهانات المستمرة على الروح المعنوية للسوق فقط، وتعتبر مهمة ولكنها ليست منفردة كما أنها لاتؤدي لتحقيق النجاح بالسوق. 

 

الأموال الخاصة بالأسهم للتجربة 

 

 

إن الكثير من المتداولين عندما يقدمون على سوق الأسهم يظنون أنها عبارة عن تجربة وأنها سوف تكون محتومة بالزيادة لحصيلتهم المالية، وذلك بدون بذل الكثير من المجهود الحقيقي في البحث، حيث تشير الدراسات أن مايقارب من 60 بالمائة من المتعاملين بسوق الأسهم يتعاملون مع هذا السوق بأنه ما لو كان مكان لتجربة حظهم، وليس أنه سوق استثماري يقبل المكسب والخسارة. 

نجد أنه في هذا الإطار فإن كتاب سيكيولوجية المال يشير لدروس لاتقدر بمال عن الطمع والثروة والسعادة، وأن خرافات الكثير بسوق الأسهم جاءت من مفهوم الدخل السلبي، فبالرغم من أن المقصود به أنك تحصل على أموال دون أعمال يومية، ولكن هذا لايعني أنك سوف تحصل عليها بدون بذل مجهود كافي. 

كما أن مؤلف الكتاب مورجان هوزل أشار أن خرافات الحظ بسوق الأسهم تؤدي ب 70 بالمئة من المتعاملين فيه للحزن، وذلك لأن الشخص سوف يعتقد أن حظة غير جيد، وهذا الأمر هو ليس يدعى للسعادة وقد يستمر في الأمر بدون تغيير استراتيجياته، مع الحصد للخسائر لأنه وفي النهاية يجد أن الأمر كله هو محض للحظ. 

 

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.