" الرجل الذي يفهم المبادئ يمكنه أن يختار بنجاح أساليبه الخاصة ، أما من يجرب الأساليب فوراً ويغفل المبادئ سيقع حتماً في المتاعب "
رالف والدو
يقوم الاقتصاد على مبادئ الفطرة البشرية ، وهذا لأنه علم يدرس بمنتهى البساطة سلوكنا كبشر نحو خلق الثروة و تعاملنا معها ، متى نعطي لشيء قيمة ومتى نقول أنه لا قيمة لهذا الشيء.
على مر العصور الكثير حاول التبحر بمفهوم متى نعطي الشيء قيمة و متى يرتفع ، ومتى ينخفض ولماذا ، وكانت الكثير من النتائج تصب تقريباً إلى ذات السبب ولكن باختلاف الراوي ، من هذا كله لا بد أن تعلم مفهوم واحد باختلاف ثقافتك الاقتصادية وهو أنه ما إن أهملت المبادئ الاقتصادية لا يمكن قطعاً تفسير النتيجة.
قد تبدو للوهلة الأولى عبارة بديهية لكن تطبيقها على أرض الواقع قد يبدو أصعب كثيراً ، فحكومات تقع بفخ هذه العبارة فهي مثلاً تأمل كبح الأسعار وتعلم أن المبدأ الأساسي هو العرض و الطلب و وليس السقف السعري ومع ذلك تستخدمه.
وكذلك المستثمر قد يظن أن السوق لا يحكمه المبدأ الاقتصادي، ويظن أنه خاضع لتأثير الإعلام أو تأثير التغيرات المجهولة وبذلك يظن أنه عشوائي ، ومنه من يذهب إلى أنه قابل للتوقع ولكن بأدوات تأخذ الرقم وتنسى السبب لهذا الرقم كالتحليل الفني الذي لا يربط لك الغاية بالمبدأ.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
1. جولدمان ساكس (NYSE:GS) يخفض من احتمال وقوع ركود على مدار الأشهر 12 القادمة.
2. الفيدرالي بمرحلة انتقالية من خفض التضخم إلى بدء الحفاظ على سوق العمل بأعلى وتيرة له من أجل ألا يقع ببراثن الركود.
3. بدأ المستثمرون التحفظ حيال الأسهم ، العملات ، الدولار وهذا ما يقودنا إلى سوق يتميز بتداولات عرضية لحين وقوع الركود.
4. التهديد الأميركي لمحافل النفط الإيرانية رفع سعر النفط 10$ للبرميل الواحد وهذا يعد إيجابي لأسعار الذهب.
5. ميل التوقعات نحو أن الفائدة المستهدفة لعام 2025 هي 3.5% وهذا ما يجعل الأسعار ضمن مستويات لا تقل عن 2800$.
الخلاصة:
إن الركود هو الشبح الوحيد لبريق الذهب ، لكون الركود يشكل فترة شراء للأسهم مثالية و أكثر جاذبية من الذهب لأغلب المستثمرين الذين ينتظرون وقوع الركود لشراء الأسهم بأرخص الأسعار (ألم تسمع روبرت كيوساكي عندما قال أنه بنى ثروته في ظل أكثر الفترات ركوداً ).
لكن كون الفيدرالي يستميت في حربه نحو تحفيز سوق العمل فهذا يبعدنا عن الركود على الأقل سنة واحدة فقط ، لكنه يخيفني شخصياً أن الحكومة في كل مرة لا تقوم بحل المشكلة وإنما حقيقة تقوم بأجيل حلها ، وهذا ما يجعل المخاوف نحو المستقبل تكبر،
وهذا بحد ذاته يجعلني أقول أن الذهب مستمر بالصعود نحو 2800 – 3000 على أقل تقدير لكن فكرة أن يستقر بهذه المستويات مع وجود ركود يلوح بالأفق هي التي تخيف.
التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"
الطبيب صالح
1. تركزت عمليات الشراء الأخيرة للذهب من قبل صناع السوق وفقاً للفوليوم عند 2650 – 2630.
2. ارتفاع المتوسط السعري للذهب ، بطريقة NDM نحو 2481 ، وهذا ما يجعلنا نقول أن 2775 أصبحت ضمن الاحتمال الرياضي.
3. إن التداول العرضي للسعر بنطاق ضيق ذو ذيول طويلة بعد رالي طويل يشير إلى أن المنطقة الحالية هي منطقة جني ربح وليست تغير سعري.
4. إن الذهب في شهر 10 يتميز بالتداول العرضي.
5. إن الذهب في شهر 11 يتميز بالصعود.
6. إن خفض الفائدة ربع نقطة في كل مرة سيؤول إلى رفع الذهب 2% وكون الهدف لمعدلات الفائدة هو 3.5% فإن المتوقع من الذهب وفق الفائدة فقط هو 2850$.
الخلاصة:
أتوقع استمرار صعود الذهب نحو 2775 كأول محطة، شرط أن يغلق ثلاث إغلاقات سعرية متتالية أعلى 2650 ، وإلا قد نرى استمرار التداول العرضي حتى تنتهي الدورة الزمنية والتي من المتوقع أن تنتهي في تاريخ 17 من شهر أكتوبر ثم نتابع عملية الصعود بعد 17 ، وهذا الخيار الأرجح.
رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي المستثمر يبدو أن رالي الذهب لم ينتهي وإنما أرى أن السباق مستمر نحو 3000$ إلا أن نصيحتي هي أن يبقى الذهب المرجع التحوطي لك لا الأساس الاستثماري خصوصاً أن هناك الكثير من الفرص التي ستتشكل بمجرد صعود الذهب نحو 3000$ ، وهذا وفقاً لأبسط المبادئ الاقتصادية.
سنحاول ذكر هذه الفرص في مقال هنا أو على صفحتي على التويتر
X: @omarsyyah
المستشار عمر جاسم آل صياح