قلصت الأسهم في آسيا خسائرها وانتعشت العقود الآجلة في الولايات المتحدة، وهذا بعد أن انخفضت الأسهم الأمريكية أكثر من غيرها في عام 2019 بعد أن تجاوز سعر صرف الدولار مقابل اليوان مستوى 7. حيث اتخذت الصين خطوات لتحقيق الاستقرار في اليوان بعد أن وصفته إدارة ترامب بأنه مناور للعملات.
بعد أن وضحنا في مدونة شركة أوربكس بمقالتنا السابقة تلك أثر التصعيد بالحرب التجارية (نظرة شاملة بعد إشعال “ترامب” جحيم الحرب التجارية من جديد!) حيث يعتبر مستوى 7 لليوان حاجز نفسي قد يدفع البنك الشعبي الصيني للتحرك.
كانت عملات الأسواق الناشئة عرضة بشكل متزايد للمخاوف من أن الصين تستخدم اليوان كسلاح في حربها التعريفية المتصاعدة مع الولايات المتحدة. حيث تعمقت نسبة الدولار مقابل اليوان في الخارج مقابل أقرانها من عملات الأسواق الناشئة إلى مستوى قياسي.
وشهدت الأسواق بعد تصعيد ترامب للنزاع التجاري تراجع الأسهم والعملات في الأسواق الناشئة بسبب القلق من أن استمرار الصراع بين القوى العظمى، والذي سيؤثر على النمو الاقتصادي العالمي. بينما ارتفعت أصول الملاذ بما في ذلك الين الياباني وسندات الخزانة الأمريكية والذهب.
البنك الشعبي الصيني يتحرك!
فبعد التراجع الحاد باليوان الصيني ومهاجمة وزارة الخزانة الأمريكية الصين يالتلاعب بالعملة. أعلن يوم أمس رئيس البنك الشعبي الصيني "يي جانج" بأن بلاده لن تستخدم اليوان كأداة للتعامل مع النزاعات التجارية. وقال يي في بيان "إنني على ثقة تامة بأن اليوان سيظل عملة قوية على الرغم من التقلبات الأخيرة وسط حالة عدم اليقين الخارجية".
لكن عقب الإعلان هاجمت الإدارة الأمريكية من جديد ووصف الرئيس "دونالد ترامب" بالعملة في تغريدة على تويتر انخفاض قيمة اليوان البالغ 7 لكل دولار أنه تلاعب.
ليتحرك البنك الشعبي الصيني اليوم الثلاثاء لتحديد سعر صرف اليوان بشكل أقوى مما كان متوقعاً، وحد من سعره المرجعي اليومي عند 6.9683 مقابل الدولار. في حين أن إصلاح اليوان قد قدم بعض الارتياح للمستثمرين فإن أكبر اقتصادين في العالم لا يزالان عالقين في دوامة متبادلة ولا نهاية لها في الأفق.
قرر البنك الشعبي الصيني أن يبيع 30 مليار يوان (4.2 مليار دولار) من سندات هونج كونج يوم 14 أغسطس وفقاً لبيان صادر عن بنك الشعب الصيني اليوم الثلاثاء. هذه الخطوة عادةً تستنزف السيولة في الخارج مما يجعل من المكلف خفض العملة الصينية.
النفط,
تراجع النفط مع تصاعد التوترات في الحرب التجارية حيث قد تؤدي الرسوم الجمركية المرتفعة إلى انخفاض الطلب إلى حد يجعله يفوق المعروض في السوق مما يضعف الأسعار ويعيق الاستثمار في عمليات الحفر.
حتى هذه اللحظة فإن العقوبات المفروضة على إيران وفنزويلا إلى جانب تخفيضات الإنتاج لدى أوبك قد عزلت المنتجين الأمريكيين من النزاع التجاري المستمر. لكن الحرب التجارية العميقة بين الولايات المتحدة والصين ستؤدي في النهاية إلى خفض إنتاج وصادرات الخام الأمريكية.
أغلق أمس مؤشر النفط الدولي أقل من 60 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ ما يقرب من شهرين. كما منذ تصعيد ترامب للتعريفات الجمركية تراجع النفط بشكل حاد، وتراجع النفط الخام أكثر من 5% نحو أقل مستوياته منذ منتصف يونيو. أيضاً تراجع نفط برنت أكثر من7 % نحو أقل مستويته منذ يناير الماضي.
فبعد أن تسبب إصلاح اليوان الصيني في تهدئة أعصاب المستثمرين عكس النفط من تراجعاته بعض الشئ بجلسات اليوم، وهذا بعد أن انخفض النفط مع الأصول الخطرة الأخرى بما في ذلك الأسهم والنحاس مع سماح الصين بإنخفاض اليوان الحاد تعزيز المخاوف من حرب العملة.
بشكل عام،
في الوقت الذي حصلت فيه أسعار النفط على دعم من سعر صرف اليوان، وهذا الصعود قد يكون محدود. حيث إن المخاوف بشأن انخفاض الطلب ستستمر في التأثير على الأسعار بسبب التوترات بين الولايات المتحدة والصين.
هذه التعريفات الإضافية وتلك المفروضة بالفعل تخلق رياح معاكسة للطلب العالمي على النفط بمقدار 100 مليون برميل في اليوم. هذا يعتبر مصدر قلق أكبر بكثير من التهديدات بعرقلة تدفق النفط الخام عبر مضيق هرمز، والذي يمثل حوالي عُشر هذا الحجم وفقاً لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها وكالة بلومبرج.
أيضاً إذا قررت الصين تحدي العقوبات الأمريكية والبدء في شراء الخام الإيراني فقد تنخفض أسعار النفط بشكل أكبر.
أما على الصعيد الفني، نرى أنه يجب أن يحافظ النفط الخام على أغلاق أسبوعي أعلى مستوى 54.00 دولار للبرميل الذي قد يعزز من مكاسبه مرة أخرى للعودة لمستويات 60 دولار للبرميل. بينما إذا شهد النفط الخام إغلاق يومي ما دون مستوى 54 قد يضع الضغط على الأسعار نحو التراجع لمستوى 50 دولاراً للبرميل.
Abdelhamid_TnT@