المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 27/8/2019
مرت نيتفليكس بعام عصيب. فخلال العام الماضي هبطت الأسهم هبوطًا أعمق من باقي أسهم المجموعة التكنولوجية، منها: آبل، وأمازون.
وتراجع الأسهم هذا دفع المستثمرين للتساؤل حيال ما إذا كان ما يحدث فرصة شراء، أم إشارة تشاؤمية تنذر بمستقبل مظلم لعملاق خدمات بث الفيديو، بعد ما تمتعه برالي قوي على مدار العقد الماضي، تجاوز خلاله الأسهم التكنولوجية الأخرى.
لا يسهل الإجابة على سؤال المستثمرين هذا، بالنظر لسرعة تغير سوق البث الترفيهي. ولكن اختلاف وحيد هو ما يثير قلق ثيران نيتفليكس، وهو: إخفاق استراتيجية الشراء والتمسك، أو الشراء عند الانخفاض في تحقيق أهدافها.
على سبيل المثال، ما زالت نيتفليكس غارقة في دوامة سلبية لخمسة أسابيع، بعد إصدار تقارير أرباحها، الذي أدى لتراجع قوي على أسهمها. فتراجعت الأسهم بنسبة تزيد عن 19% منذ ذلك الحين، على العكس من حالات الانخفاض السابقة، التي جذبت الثيران فورًا، ليستفيدوا من الشراء لدى الانخفاض. أغلقت الأسهم أمس عند 294.98 دولار، بارتفاع 1.2%، بعد أربعة أيام متتالية من الخسائر.
إذن، ما سبب بقاء المستثمرين على أطراف السوق، وعدم خوض غماره؟ في وجهة نظرنا، تعكس الدورة المنخفضة تلك التحديات على المدى القصير، التي تواجه الشركة، ويخشى المستثمرون المنافسة المتزايدة القوة.
نبدأ مع أرباح نيتفليكس. تراجعت الشركة تراجعًا عميقًا في الربع الأخير، عندما أخفقت في الارتقاء للتوقعات في السوقين المحلي والعالمي. جاء تقرير أرباح الشركة للشهر الماضي أرقام دلت على: تراجع أعداد المشتركين نظير مبلغ مالي في الولايات المتحدة للمرة الأولى، بالمقارنة مع الربع الأول. كما قالت الشرمة إن صافي المشتركين الجدد حول العالم كان 2.8 مليون. بينما توقعت وول ستريت ارتفاع هذا الرقم لـ 5 مليون.
في الظروف العادية، لم تكن تلك البيانات السلبية لتجلب كل هذا التشاؤم حول الربع الثاني، فهو ربع ضعيف، وسيمر، إذ تنتج الشركة محتويات قوية، والإنتاج مستمر، وتجاوزت توقعات المحللين في الماضي.
تباطؤ نمو أعداد المشتركين
فقدت الشركة كثير من المشتركين في بعض الأقاليم بعد رفعها أسعار الاشتراك.
وبالنسبة للعديد، أظهرت تلك البيانات الحد الأقصى الذي يمكن أن تصله نيتفليكس فيما يتعلق برفع قيمة الاشتراك، وعدم إمكانية استخدام تلك الطريقة في تجسير الفجوة بين العوائد والنفقات. ولكن يعني هذا أيضًا أن طريق الشركة نحو الأرباح ليست ممهدة، كما احتسب عديد المحللين، خاصة في وقت تفقد فيه نيتفليكس الكثير من النقد، وتلجأ للاقتراض بقوة لتنتج محتوى جديد.
دفعت صدمة تقرير أرباح الربع الثاني المستثمرين نحو التفكير بجدية حيال المنافسة. فأعلنت شركة والت ديزني (NYSE:DIS) إطلاق خدمة البث الترفيهي، نظير قيمة اشتراك شديدة الانخفاض، 12.99 دولار شهريًا، مع برامج مناسبة للعائلة، وبث حي للألعاب الرياضية، ومكتبة واسعة من برامج ديزني التليفزيونية.
كما تقف آبل على بعض خطوات من إصدار خدمة البث الترفيهي الخاصة بها، آبل تي في+، فمن المنتظر خروجها للضوء في نوفمبر، وسعر الاشتراك الشهري 9.99 دولار، وفق بلومبرج. ولم تكن أي تي آند تي لتتخلف عن السباق، ومعها كومكاست، وإن بي سي يونيفرسال، وتهدف كل الشركات للقضاء على احتكار نيتفليكس للسوق.
لا يمكن الاستهانة بتهديد تلك المنافسات القوية على المدى القصير، ولكن هذا لا يعني أن الشركة فقدت قاعدتها الجماهيرية تمامًا. في واقع الأمر تتباين الآراء في مجتمع المحللين حول وضع الشركة، وما يعكسه سعر الأسهم في الوقت الراهن.
وكتب محللو غولدمان ساكس في مذكرة صدرت عمّا قريب لهم: "بينما تنفق نيتفلكيس الكثير على المحتوى، والتوزيع، والاشتراكات، والتسويق، وهذا ما يزيد عدد المشتركين لمستويات تفوق ما يقدره المحللون، يصل مستوى الربح النقدي بالشركة لنقطة محورية، وما زلنا نؤمن بقدرة الأسهم على تحقيق أداء متفوق."
خلاصة القول
لم تواجه نيتفليكس في رحلة صعودها أي معوقات خلال العقد الماضي. ولكن مع زيادة المنافسة، وارتفاع النفقات، وما تواجه من ركود في السوق المحلي، يبدو أنه من الصعب على عملاق البث الترفيهي الاستمرار على نفس النهج. ويلزم السوق رؤية عودة نمو المشتركين للحياة مرة أخرى خلال النصف الثاني من العام.