عاد المستثمرون إلى الوقوع في غرام الأسهم من جديد، وعاد قطاع التكنولوجيا الذي كان مسؤولاً عن تراجع الأسهم خلال الأسبوعين الماضيين إلى تصدّر المشهد وجرّ الأسواق نحو الأعلى. وفجأة لم تعد التقويمات مسألة مُقلقة، في حين بات تشديد الفدرالي للسياسة النقدية أقل إثارة لقلق المستثمرين. وبدا وكأنّ مقتنصي الفرص كان ينتظرون الفرصة المناسبة للدخول إلى الأسواق. ورغم أنّ العديد من المشاركين في الأسواق اعتبروا أسهم قطاع التكنولوجيا إمّا باهظة الثمن أو شبيهة بالفقاعة، بعد أن حلق قطاع التكنولوجيا على مؤشر (S&P 500) بواقع 22% منذ بداية العام وحتى 9 يونيو/ حزيران، إلا أنّ من غير المنطقي مقارنة هذا الرالي مع انفجار فقاعة التكنولوجيا في العام 2000. والأسهم الرائدة في هذا القطاع هي آبل، وآلفابيت، وميكروسوفت، وأمازون، وفيسبوك. حيث وصلت نسبة مكرر الربحية المجمّع المستقبلي لهذه الأسهم حالياً إلى 23.5، وهو أقل من نصف الرقم المسجّل في أكبر أسهم التكنولوجيا في 2000. كما أنّ الأرصدة النقدية تبلغ أكثر من 6 أضعاف الرقم المسجّل في 2000، في حين أنّ التدفقات النقدية تبدو في وضع أفضل بكثير. ورغم أن التقويمات الحالية لا تشبه تقويمات العام 2000، إلا أنّها تظل مرتفعة بالمقارنة مع المستويات التاريخية، ولكن بما أنّ الأرباح من المتوقع أن تواصل نموّها بوتيرة سريعة، فإنّ ذلك يبرّر التقويمات العالية جداً وبالتالي أي تراجع سيُنظر إليه بوصفه فرصة للشراء.