تراجعت أسعار الذهب في بداية الأسبوع وصولا إلى مستوى 1409 دولار لأونصة، حيث سيطرت ضغوط البيع على المعدن النفيس في منتصف الأسبوع بعد أن لامس مستوى 1438 دولار لأونصة.
كان من الطبيعي أن نشاهد عمليات جني أرباح على الذهب بعد ان وصل إلى أعلى مستوى له في 6 سنوات، وكان الذهب قد حقق أداءً شهريا هو الأفضل منذ ثلاث سنوات.
فضل المستثمرون بيع الذهب بعد خطاب حذر لمحافظ المجلس الاحتياطي الفدرالي “جيروم بأول” في الأسبوع الماضي، قال فيه أن البنك يتجه إلى تخفيف السياسة النقدية، لكن لا يجب المبالغة في التوقعات المتشائمة والمعنويات السلبية.
بصفة عامة، تتوقع الأسواق بنسبة تفوق 50% تخفيضا بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع البنك الاحتياطي الفدرالي في يوليو/تموز القادم.
على ما يبدو أن هبوط الذهب سيستمر على المدى القصير، بعد اجتماع يعتبر إلى حد ما “ناجحا” جمع ما بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ خلال اجتماع مجموعة العشرين يوم السبت الماضي.
حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه ونظيره الصيني شي جين بينغ قد اتفقا يوم السبت على عدم رفع الرسوم على الواردات الصينية في الوقت الحالي في حين ستشتري بكين المزيد من المنتجات الزراعية الأمريكية.
قد يساهم هذا في دعم شهية المخاطرة لدى المستثمرين وهو عادة ما يعتبر رياحا غير مواتية لصعود الذهب.
لكن علينا ألا ننسى أن هذا الأسبوع سيكون حافلا بجملة من البيانات الاقتصادية الأمريكية، التي ستقدم سيناريو أوضح لتوجهات السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفدرالي في الفترة القادمة، خاصة فيما يخص تخفيض أسعار الفائدة.
سنفتتح التقويم الاقتصادي الأمريكي يوم الاثنين بتقرير مؤشر مديري المشتريات الصناعي الصادر عن ISM على الساعة 17:00 بتوقيت السعودية، ومن المتوقع أن يظهر تراجعا مقارنة بالشهر السابق.
اما يوم الأربعاء في تمام الساعة 15:15 بتوقيت السعودية، فسيكون لنا موعد مع أرقام التغير في وظائف القطاع الخاص غير الزراعي الصادر عن ADP والخاص بشهر يونيو. والتقارير الأهم ستأتي يوم الجمعة، وهي أرقام الوظائف الرسمية في القطاع غير زراعي مع معدل البطالة والأجور في الساعة، وأي أرقام ضعيفة أو أسوأ من توقعات الاقتصاديين، ستنعكس سلبا على الدولار الأمريكي وستعزز التوقعات برؤية تخفيضين لأسعار الفائدة قبل نهاية هذا العام.
من المؤكد أننا لاحظنا منذ بداية العام استجابة أسعار الذهب للبيانات الاقتصادية الأمريكية والسياسة النقدية للفدرالي الأمريكي أكثر من تطورات التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. لذلك فإن أي هبوط للذهب ردا على الهدنة المؤقتة بين بيكين وواشنطن، قد يكون قصير المدى، وقد نشاهد صعودا سريعا للذهب في حال أظهرت البيانات الأمريكية المزيد من الضعف.
من الناحية الفنية، ارتفعت أسعار الذهب في بداية الأسبوع الماضي إلى مستوى 1430 دولار لأونصة، الذي أشرنا إليه في تحليلنا يوم الاثنين الماضي، وطالما أشرنا ان فشل الأسعار في الإغلاق اليومي أعلى من المقاومة يعتبر إشارة سلبية، لذلك شاهدنا الذهب يتراجع في منتصف الأسبوع، حيث أنه لم ينجح في الإغلاق اليومي فوق مستوى 1430 دولار لأونصة، رغم ملامسته لسعر 1438 دولار يوم الثلاثاء.
وفي حال استمر الهبوط وكسرت الأسعار مستوى 1398 دولار فإنه سيكون لدينا دعم هام عند 1364 دولار لأونصة، طالما أن الذهب يحافظ على إغلاق يومي أعلى منه فإن الثيران لازالت حاضرة بقوة وتدعم الصعود مجددا وفي وقت وجيز. في حين أن مستوى المقاومة 1425 دولار لأونصة. بيانات.نت