تتجه الأنظار خلال اليوم نحو اعلان البنك المركزي الأوروبي قراره بشأن برنامج شراء الأصول الذي أطلقه منذ نحو عامين ونصف اشترى خلالها المركزي قرابة ثلاثة تريليون يورو من السندات
وتشير التوقعات إلى أن البنك من المحتمل أن يبدأ بتقليص مشترياته من 60 مليار يورو شهرياً إلى 30 مليار ليمهد الطريق أمام تعديل أسعار الفائدة لاحقاً.
ويواجه المركزي تحدياً كبيراً في ارتفاع العملة الأوروبية والتي سجلت مكاسب فاقت العشرة بالمائة منذ مطلع العام الجاري أمام الدولار، في الوقت التي لا تظهر فيه مؤشرات التضخم على النمو نحو تحقيق المستويات المستهدفة لدى البنك.
ومن المحتمل أن يشكل تقليص البرنامج إلى تسارع قيمة اليورو أمام سلة من العملات مما يزيد الضغوط على توقعات التضخم والتي تشكل المعضلة الأساسية لدى المركزي الأوروبي والذي أطلق برنامج شراء السندات من أجل منع انزلاق منطقة اليورو نحو ركود التضخم.
ومن المحتمل أن يسجل انهاء برنامج شراء السندات دفعة قوية للعملة الموحدة في ظل التراجع الأخير بفعل أزمة التوتر الجيوسياسي في اسبانيا بعد استفتاء إقليم كتالونيا بالانفصال.
في حين تحمل تصريحات رئيس المركزي الأوروبي ماريو دراغي خلال المؤتمر الصحفي الذي يعقب بيان السياسة النقدية إشارات واضحة حول تحركات البنك خلال الفترة القادمة، وعما إذا كان سوف يعطي تلميحات حول توقيت تعديل أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة.
وتخلى الدولار عن بعض من مكاسبه التي سجلها منذ بداية الأسبوع في ظل التكهنات بتعيين حاكم جديد للمركزي الأمريكي يميل في اتجاه تشديد السياسة النقدية، ليتأثر الدولار في موجة جني أرباح بعد بيانات إيجابية من الاقتصاد الأمريكي.
وتماسك الذهب حول مستويات 1275 دولار بعدما لامس أدنى مستوياته في نحو أسبوعين ونصف بفعل توقعات باختيار جون يلور ليصبح الحاكم للاحتياطي الفدرالي وهو الذي يدعم تشديد السياسة النقدية
ودفعت البيانات الإيجابية من الاقتصاد البريطاني إلى تعزيز الإسترليني مكاسبه ليتحرك قرب مستويات 1.3250 دولار بعدما أظهرت القراءة الأولية لنمو الناتج الإجمالي البريطاني خلال الربع الثالث بواقع 0.4% بأفضل من التوقعات التي كانت تشير الى نمو بواقع 0.3%
وعززت البيانات من التوقعات بأن يشدد بنك إنجلترا سياسته النقدية ويعدل أسعار الفائدة لأول مرة في نحو عشر سنوات خلال اجتماعه في الأسبوع المقبل.
جورج البتروني