خلال الأسبوع الماضي ومع بداية هذا الأسبوع ظهرت بعض ملامح التفاؤل بأن الأزمة الائتمانية وصلت أوجها وقد اقترب وقت انتهائها. هذا ما يعتقد المتداولون في الأسواق المالية بعد أن أعلن البنك المركزي البريطاني بأنه سوف يقوم بفصل إستراتيجية تخفيض الفائدة لدعم النمو الاقتصادي وإستراتيجية مساعدة القطاعات المصرفية وقد كان الفيدرالي الأمريكي قد قام بهذه الخطوة سابقا ً وظهرت بيانات الشركات المالية بنتيجة أفضل مما كان ينتظر المتداولين سماعه في تقرير أرباح الربع الأول من هذه السنة .
أصبح البعض يقوم ببيع ممتلكاته الاستثمارية من الذهب للاستثمار في سلع في الأسواق المالية ذات عائد مرتفع أكثر. فمع توقع المتداولين بأن الأزمة الائتمانية قد تكون قد انتهت اتجه هؤلاء المستثمرون إلى متاجرات في العائد . حيث ظهرت بتصريحات من عديد من الشخصيات في (JPMorgan) بأن السيناريوه الأسوأ للأزمة الائتمانية قد يكون قد مر بسلام .
إن ذلك كان سبب التداولات التي تركت الذهب في مستويات قريبة من 900 دولار للأونصة الواحدة . فتلك المناطق يتقابل عندها الطلب والعرض بكثافة حيث يقوم الراغبون بالتحول إلى استثمارات أخرى ببيع الموجودات من الذهب عند تلك المستويات مقابل أن يتم تلبية الطلب عند تلك الأسعار من قبل تجار المجوهرات وبعض المستثمرين الذين ما زالوا متشائمين بخصوص الوضع الاقتصادي في العالم .
رغم استقرار سعر برميل النفط عند أسعاره التاريخية فوق 116 دولار للبرميل الواحد في عقود تسليم حزيران إلا إن ذلك لم يواجه طلب كبير على الذهب . حيث اعتبر النفط بحد ذاته بعقوده الآجلة سلعة استثمارية ذات عائد مجدي بالنسبة لسرعة تحرك سعره . من هنا بقي الذهب يتأثر فقط بارتفاع تكاليف السباكة والتنقيب مما جعل الأسعار في مستويات جانبية رغم البيع الكبير الذي يتعرض له أحيانا ً . فتداول سعر أونصة الذهب يوم أمس بين أعلى سعر 928.15 والذي حققه إثر موجة قوية من ضعف الدولار مقابل اليورو سببت بيعا ً واسعا ً على الدولار الأمريكي وأدنى سعر 910.50 والذي وجد سعر الذهب عندها طلبا ً كافيا ً ليغلق الساعة 00:00 بتوقيت غرينتش عند 915.20 مرتفعا ً من أدنى سعر بسبب تلك الطلبات .
خلال تداولات الجلسة الآسيوية هذا اليوم استمر الذهب بالتداول ما دون متوسط 20 يوم تداول بين أعلى سعر 917.35 والأدنى 912.70 في تداولات خفيفة نسبيا ً على الذهب بعد أن اتجه المتداولون الآسيويون إلى فتح استثمارات في سلع ذات عائد أكبر.
البيانات الأولية للشركات المالية الأمريكية والعالم كانت إيجابية بالنسبة إلى جمهور المستثمرين الأكثر تشاؤما ً والذين كانوا يتوقعون أن تظهر الخسائر أضعاف مضاعفة مما تم التصريح به. من جهة أخرى فالنتائج كانت أسوأ مما توقع المحللون الماليون وهذا لم يكن بالحقيقة يبشر خيرا ً ,المنازل الأمريكية في تدهور مستمر حتى إن البيانات الأخيرة التي صدرت كانت تهدد بالمزيد من الرهن العقاري الذي سوف يتحول إلى ديون عسيرة. وهذا ما يجعل هنالك بعض الشك بأن الأزمة الائتمانية لم تنتهي فعلا ً وهي مستمرة .
على المدى القصير يتوقع أن يبقى تأثير الاتجاه إلى استثمارات عائدية ظاهرا ً , لكن مع التوقع بأن الدولار ما زال يتجه إلى ضعف والاقتصاد الأمريكي قد يظهر نتائج سلبية جدا ً للربع الأول قد تمتد للربع الثاني بحسب ما أفاد به الفيدرالي الأمريكي فالتوقع المتوسط والطويل الأمد ما زال يشير إلى ارتفاع أسعار الذهب عندما يتحول التفاؤل تشاؤما ً حول الاقتصاد العالمي والقطاعات المالية فيه خصوصا ً مع استمرار ارتفاع تكاليف الطاقة الممثلة بارتفاع كبير جدا ً في سعر برميل النفط .