Monday, December 15, 2008
تكاليف استئجار الذهب المضاربية تنخفض على معظم فترات السداد رغم ارتفاع سعر الذهب
تكاليف استئجار الذهب هي أحد أنواع التكاليف التمويلية التي تستخدم عند إتمام صفقات الاستئجار بشكل يشابه نظام التداول في الهامش إلا إنه يأخذ شكل الامتلاك المادي لكن امتلاك سعري لفترة زمنية محددة .
برغم ارتفاع أسعار الذهب إلا إننا نرى انخفاضا ً في معظم تكاليف الإيجار للذهب على الفترات الزمنية أقل من سنة بين انخفاض أقلّه 5.83% وانخفاض مقداره 17.30% بشكل متناقص للفترات بين سنة وشهر واحد , برغم ارتفاع سعر الذهب إلا إننا نجد بان مالكي الذهب الحقيقيون لا يرون بأن الذهب ذو جدوى اقتصادية إيجابية لحفظ النقد أو حتى الاستثمار السعري حتى في ظروف توقع الركود في الاقتصاد الدولي فيما المتداولون يتجهون للذهب على شكل استئجار للمضاربة السريعة التي في العادة تقل أزمانها عن زمن الاستئجار الطبيعي الذي في العادة لا يزيد عن سنة إلا إننا نجد أكثر أحجام التداول على عقود الاستئجار لفترة شهر واحد .
إن انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي وارتفاع سعر برميل النفط إلى جانب انخفاض شديد في عائد سندات الخزانة شكّل مسببات جيدة لانتشار مضاربات شرائية كبيرة على الذهب حافظت على السعر في مستويات فوق مستوى 800 دولار للأونصة الواحدة لكننا نجد فعلا بأن هذه المضاربات تتسم في المضاربة السريعة جدا ً حتى هذه اللحظة مما لم يسمح للسعر بأن يتعدى مستوى المقاومة الفنية 835 .
تداول سعر أونصة الذهب خلال الأسبوع الماضي بارتفاع ملحوظ جدا ً من مستواه الأدنى عند 758.50 ليحقق الأعلى عند مستوى 834.70 دولار للأونصة واستقر في تداولاته فوق مستوى 800 دولار للأونصة في تداولات نهاية الأسبوع الماضي . خلال تداولات هذا اليوم في الفترة الآسيوية تداول السعر في ضعف شديد جدا ً لكنه احتفظ أيضا ص في تداولات فوق 800 دولار متداولا ً بين مستوى 825.90 و 833.20 .
إن حقيقة انخفاض تكاليف إيجار الذهب إلى جانب عدم استجابة السعر لانخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي إلى جانب ارتفاع سعر برميل النفط يؤكد لنا بان معظم التداولات الصاعدة والطلبات الشرائية الكبيرة ما هي إلا مضاربات طبيعية وهذه المضاربات السعرية على الأنظمة الزمنية اللحظية في معظمها قد تمتد إلى بضعة أيام في القليل منها . إن انخفاض الطلب العالمي على المعادن الثمينة بشكل عام يشكّل عائقا ً أمام ارتفاع سعر الذهب .
لا نستبعد حصول بعض الارتفاع في سعر الذهب خصوصا ً لو تم اختراق مستوى 835 الفني والثبات فوقه إلا إن أي ارتفاع سوف نعتبره ارتفاع قصير الأمد على الأكثر إذ إن الاتجاه المتوسط الأمد مرتبط ارتباط وثيق في الركود العالمي وتوقعاته والذي ينبئ بانخفاض حاد في الإنفاق الاستهلاكي إلى جانب إن توقعات حصول حالة انكماش الأسعار ( Deflation ) تعطي سببا ً لأن لا يكون الذهب هو أحد أدوات الاحتياطي كملاذ آمن للحماية من الركود في الاقتصاد الدولي .