USD/JPY: ثمّة قلقان رئيسيان يقضّان مضجع تجار أزواج الين: هل تدعم شهية المخاطر هذه التجارات المبنية على فروقات الفوائد المقدّرة بأكثر من قيمتها الفعلية وهل سيواصل بنك اليابان تكتيكه القاضي بدفع العملة على الإنخفاض؟ أحاطت الشكوك بهذه الصعيدين خلال الأشهر السابقة، إذ تدهورت العلاقة القائمة بين الأصول الحساسة ازاء المخاطر وتراجع المصرف المركزي عن تهديداته بملاحقة التضخّم بأي ثمن. مع ذلك، تزايدت شهية المضاربة في الأسبوع المنصرم مع تقدّم أزواج الين بقيمة تتراوح بين 3.1 و1.2% (الأسترالي/ين الى الكندي/ين). ووسط ترقّب صدور قرار فائدة بنك اليابان هذا الأسبوع، من المقدّر هيمنة موجة من القلق والتذبذبات.
في بنيتها، أزواج الين هي من التجارات المبنيّة على فروقات الفوائد. لو لم تكن العلاقة الإستثمارية هذه قائمة، لما نجحت الحكومة اليابانية والمصرف المركزي في تخفيض العملةبهذا الشكل. مع ذلك، في ميزان المخاطر/المكاسب هذا ثمّة اختلال حادّ. في حين لا يزال عمود "المخاطر" متدنٍ للغاية (هوى مؤشر تذبذبات الفوكس الى قاع أربعة عشر شهرًا في الأسبوع السابق)، عمود "المكاسب" هو أضعف بكثير . بالنظر الى فوارق العائدات القريبة الأجل على هذه الأزواج، نجد أنّ النطاق لا يزال يتداول على مقربة من قيع تاريخية.
مع ذلك، عوائد الفوركس هذه غير الجاذبة تمّ استكمالها من خلال الحصول على أي شيء وكلّ شيء قابل للإرتفاع خلال دورات السوق الصاعدة. سواء صنّفنا ذلك من خانة الإفراط غير المنطقي أو الخطر المعنوي أو مجرّد سوق صاعدة؛ استفادت أزواج الين بما يقارب 15 الى 43% خلال الأشهر الثمانية عشرة السابقة. في الأسبوع المنصرم، بلغت علاقة الأجل المتوسط القائمة بين الدولار/ين ومؤشر النيكاي 225 0.66 على أساس دراسات العشرين يوم- ما يعني أنّ الإثنين يسيران في نفس الإتّجاه ووفق الوتيرة عينها بشكل عام.
وفي حين ضئيلة هي فرص خسارة الين ارتباطه بإتّجاهات المخاطر التقليدية، ثمّة قلق حقيقي يحيط بعافية الإتّجاه نفسها. إنّ المستويات المتدنية استثنائيًا للتذبذبات الكامنة وبلوغ معايير الأسهم الأميركية ذروات تاريخية تناقض الآفاق الاقتصادية المتلاشية والإستعمال المفرط للرافعة المالية. تتمثّل المخاطر الملموسة أكثر التي تهدّد الهدوء المهيمن بالأوضاع السائدة في أوكرانيا، الى جانب الودائع الصينية والسياسة النقدية الأميركية.
وإذ نرصد عن كثب وبكلّ حذر اتّجاهات المخاطر المحتملة، سيتمّهذا الأسبوع اختبار متطلّبات مختلفة لإستمرار تقدّم الدولار/ين: التزام بنك اليابان بمحاربة التضخّم بواسطة الحوافز. وفي حين حافظ المصرف المركزي على قيمة 75 مليار دولار شهريًا، قد لا يكون هذا البرنامج غير المحدود كافيًا لتوليد الموجة الصعودية التالية. عند إدراج هذا البرنامج في بادىء الأمر، برز معظم التقدّم المحرز في الفترة التي سبقت الإعلان. ومن ثمّ بدأ هذا الواقع ينهار عقب الإعلان. في الأسابيع الماضية، تردّدت الى مسامعنا بعض الأقاويل المحيطة بقيام الساسة بكلّ ما يلزم لكي يبلغ التضخّم الهدف المنشود، ولكن يبدو وكأنّ هنالك نوع من الشعور بالإرتياح حيال بلوغ تلك الأهداف ضمن الإطار الزمني المحدّد. في حال صحّ ذلك، ما من حاجة إذًا الى تعزيز الحوافز.
وفقًا لتوقعات العائدات والخبراء الاقتصاديين، من المستبعد إدخال الساسة تلك التغييرات في الإجتماع القادم. بالتزامن مع مساعي التيسير الكمّي الأولى وانتهاء السنة المالية وزيادة الضرائب، من المحتمل اللّجوء الى توسيع دائرة الحوافز في أبريل. مع ذلك، في حال كانت خطوة مماثلة وشيكة، نتوقع بروز نوع من التحذيرات- سواء أكان صريحًا أم ضمنيًا- في لقاء هذا الأسبوع. تشمل الأحداث المحفوفة بالمخاطر الأخرى التي ينبغي مراقبتها مسح ثقة الأعمال للفصل الأوّل وأرقام الميزان التجاري لشهر يناير.
USD/JPY الرسم البياني" title="USD/JPY الرسم البياني" width="474" height="242">