تسارع الين الياباني بشكل حادّ وسط الإفتقار التامّ للأنباء في السوق. لماذا يعتبر ذلك مهمًا وماذا يظهر لنا على صعيد التحرّكات المستقبلية للدولار\ين؟
يسعى الخبراء للحصول على تفسيرات حول سبب تسجيل الدولار\ين هبوط كبير بمقدار 50 نقطة أساسية في الفترة التي عادة ما يسودها الهدوء والتي تلي إقفال الأسواق في لندن. في الواقع يشير البعض الى ما يعرف "بتجارة الإصبع السمين" – حيث يضع التّجار من قبيل الصدفة عدد كبير على وجه الخصوص من الأوامر التي تدفع الأسواق الى التهاوي. مع ذلك، الحقيقة هي أبسط بكثير: تزايدت عمليات بيع الدولار\ين (شراء الين)، ولكن لا يبدو أي من ذلك عرضيًا.
هذه الحقيقة هامّة بما انّ كبار المضاربين عمدوا الى بيع الين الياباني بشكل كثيف (شراء الدولار\ين) مع بداية الأسبوع، وتشير تحرّكات الأسعار الأخيرة الى فقدان العديد منهم الصبر مع تلك المواقع والخروج منها. مع ذلك، يبدو الدولار\ين وكأنّه سيتداول بإتّجاه قيع النطاق إلاّ في حال بروز تحوّل هامّ في اتّجاه التداول.
سيقع التركيز على أرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي الياباني للفصل الثاني، بما أنّ هذه الأرقام الاقتصادية ستكون الأولى التي تشمل زيادة الضريبة على الإستهلاك. تشير التوقعات الى تسجيل الاقتصاد أسوأ فصل من النمو منذ الأزمة المالية العالمية. كما من المفاجىء الدلالة على أنّ بنك اليابان يظهر رغبة طفيفة في تيسير سياسته أكثر. مع ذلك، إنّ أي أرقام أسوأ من المتوقع ستدفع الدولار\ين الى الإرتفاع وسط تزايد الضغوطات التي تحثّ المصرف المركزي على التحرّك.
ارتفعت أسعار تذبذبات الين الياباني بشكل حادّ من القيع التاريخية الأخيرة وسط استعداد التّجار لنشوء تحرّكات أكبر بالمضي قدمًا. يعتمد تسجيل الين الياباني أم عدم تسجيله اختراقًا ملحوظًا لنطاقه الأخير بشكل كبير على البيانات الاقتصادية.
سيكون من الضروري أيضًا مراقبة التذبذبات في الأسواق المالية الأوسع نطاقًا وسط هبوط مؤشر أس أند بي 500 بشكل حادّ من الذروات التاريخية الأخيرة. قدرة الأسهم أو عدم قدرتها على تعويض الخسائر ستقود تحرّكات أسعار الدولار\ين.