تقدّم النفط الخام والنحاس بالتزامن مع المكاسب التي حققها مؤشر أس أند بي500 خلال التداولات الأخيرة، وسط عودة شهية المخاطر من جديد الى السوق. إنّ يومين من الإنخفاض الحادّ في صفوف معايير الأسهم الأميركية دفعا على الأرجح التحرّكات الهبوطية الى التبدّد، الأمر الذي مهّد الطريق أمام نشوء تسارع صعودي تصحيحي. كما وفر ترسّخ ثقة المستثمرين الدعم للسلع الحساسة أزاء النمو بما فيها المعادن الأساسية وعقود خام غرب تكساس الوسيط.
ومن أجل تسهيل عملية تجسيد العلاقة القائمة بين النفط الخام والنّحاس وأس أند بي 50، استخدمنا مؤشر المقارنات المتعدّدة من أجل إظهار نسب التغيير لكلّ من الأدوات اعتبارًا من بدء التداولات الأميركية يوم الثلاثاء.
في حين لا تزال اتّجاهات المخاطر تساعد السلع على تحديد مسارها، يجب على التّجار التنبّه الى إمكانية عودة التحرّكات الصعودية وسط فشل تبلور المخاوف المحيطة بإنهيار مؤشرات الأسهم. من الممكن أن يساعد هذا الأمر النفط الخام والنّحاس على مواصلة التحصّن بالقوّة.
تقرير المخزونات سيدعم على الأرجح أسعار خام غرب تكساس الوسيط
بالتطلّع قدمًا، سيستحوذ تقرير مخزونات النفط الأسبوعي الذي يصدر عن وزارة الطاقة على انتباه تجّار النفط الخام. لقد هوت المخزونات في كوشينغ أوكلاهوما، نقطة تسليم عقود خام غرب تكساس الوسيط، للأسبوع التاسع على التوالي. في هذا الصدد، إنّ أي قراءة سلبية ستعكس على الأرجح السيناريو الذي تواصل فيه الطلبات تجاوز العروض، الأمر الذي سيدعم الأسعار. علاوة على ذلك، عزت وسائل الإعلام تراجع مستويات المخزونات الى تحوّل الإمدادات الى ساحل الخليج بفضل افتتاح الجزء الجنوبي من خط أنابيب كيستون XL.
استعداد النفط الخام والنّحاس لإختبار موجة من التذبذبات على خلفية تقرير المخزونات والبيانات الصينية
النّحاس حساس أزاء أي أرقام مخيّية للآمال للميزان التجاري الصيني
في غضون ذلك، سيطلّع تجار النحاس الى الشرق وسط ترقّب صدور أرقام الميزان التجاري الصيني لشهر مارس في التداولات الآسيوية القادمة. لقد هوى النّحاس عقب التراجع الحادّ الذي اختبرته الصادرات في الشهر السابق والذي يعتبر الأكبر منذ العام 2011. في هذا الإطار، ستساعد قراءة الغد على تحديد ما إذا كان التقرير الضعيف هو مجرّد إصدار عابر تعزى نتائجه الى فترة الأعياد في الصين أو ما إذا كان يلقي الضوء أكثر على التباطؤ الملحوظ الذي يختبره ثاني أكبر اقتصاد في العالم. في كلا السيناريوهين، من المحتمل أن يستعدّ النّحاس لإختبار دورة تكثف فيها التذبذبات وسط تشكيل سعر 3.00$ مستوى دعم رئيسي.
مكاسب المعدن الثمين تعتمد على محضر الإجتماع الحذر لمجلس الاحتياطي الفدرالي
في النهاية، يعتبر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي لشهر مارس هامّ بالنسبة الى المعادن الثمينة، نظرًا الى قدرة أي ميل متفائل يبرز في موقف المصرف المركزي على التخفيف من حدّة موجة الضعف التي تضرب الدولار الأميركي في التداولات الأخيرة. كما يعتبر هذا المحضر ذات أهمّية ملحوظة بعد إشارة الرئيسة جانيت يلين الى إمكانية زيادة معدّلات الفائدة في مدّة أقصاها ستّة أشهر من اختتام التيسير الكمّي. علاوة على ذلك، يحتاج الأخضر الى محفز أساسي قوّي من أجل قلب الطاولة لصالحه بعد صدور تقرير الوظائف المخيّب للآمال في الأسبوع السابق والذي دفع العملة الأميركية الى الهاوية. وفي غياب أي انعكاس في مسار عملة الإحتياطي، من المرجّح أن يواصل الذهب والفضّة تقدّمهما.