في نهاية يونيو من عام 2008 بدأ الهبوط العظيم للأزمة المالية العالمية ولم يعي المستثمرين وقتها ان العالم يشهد ازمة ، بدأ التفاعل بسبب الضغط البيعي الشديد والهبوط المدوي الذي لحق بكل الاسواق سواء اسواق الاسهم او السلع او السندات او العملات ، طال الهبوط كل شئ واي شئ عدا شيئاً واحداً "الدولار الاميركي" الذي اتضح انه في ظل الازمات الطاحنة هو الاختيار الاول والاخير كملاذ امن ، نجح في ان يعصف بالذهب وبكل نظرائه من عملات الكيانات الاقتصادية الكبرى الاخرى ، حدثت الازمة ثم بدأ الناس في البحث عن مبررات لها ، اشتهرت بأزمة الرهن العقاري حيث لحقت تلك الازمة ببعض البنوك وتسببت في هذا الكم الهائل من زخم الصدمة.
الان نحن نشاهد علناً وعلى الهواء مباشرة الازمة ، التي لم تبدأ بعد ، وخاب من ظن ان الماء سيعود للركود سريعا وان التذبذب الرهيب الذي شهدناه منذ اسبوعين هو مجرد صدفة و وليد حدث طارئ وسرعان ما سيعود كل شئ على طبيعته
كلا ايها السادة انتم مخطئون .. وجانبكم الصواب .. لم يعد الماء راكداً بعد ، بل ستشهدون وقريباً اعاصير تعصف بالاسواق .
مصادر الازمة الحالية
الازمة الحالية ليست ازمة بعض البنوك او ازمة دولة واحدة او دولتين ، ان الازمة الحالية تطال النظام الرأسمالي ككل ، ويضربه من حيث يعتصره الالم حيث الفوائد التي بدأت دول العالم كلها في التخلص منها بعدما تسببت في عجز اقتصادي وشلل انتاجي رهيب ، الازمة تطال اكبر اول اقتصاد في العالم والذي فشل على مدار تسعة اشهر في اخذ قرار رفع سعر الفائدة والذي اظن انه حتى وان اخذوه سيكون مخيبا للامال ، وللذين لم يستوعبوا الازمة الامريكية فاحب ان اقول لهم ان اميركا نعم نجحت في رفع شأن اقتصادها وتقليص البطالة وتحسين الوظائف ، ولكنها دفعت الثمن باهظاً حيث اقترب الدين من السقف
تريليون دولار اميركي ، كل ما شاهدتموه من من الكزيد من طباعة النقود وهو ما انتهجته اوروبا
اوروبا التي لجأت اخيرا الى برنامج التيسير الكمي لعلها تنجح في تعويض الفارق بينها وبين الدول الصناعية الاخرى في اميركا واسيا ، ولكن القارة العجوز نخر السوس في العظم واللحم حيث تعاني نصف دولها من ديون طاحنة تبدأ باليونان ثم ايرلندا واسبانيا والبرتغال ، والنصف الاخر انتاجه في الاضمحلال ولم يعد يقف شامخاً في القارة العجوز غير المانيا ، لقد فطنت انجلترا لهذا الامر فقررت التصويت على الانسحاب من هذا الاتحاد الذي اصبح كاللغم قد ينفجر في اي لحظة في وجه النظام الاقتصادي العالمي
اسيا " الصين واليابان "
بدأت اليابان حرب تخفيض عملتها لكي تستطيع بيع منتجاتها التي تعطلت بسبب العملاق الصيني المجاور فخفضت عملتها بما يزيد على ثلث قيمتها فانتعش الانتاج ولكنه اصاب التنين الصيني بالاعطاب فدفعت الصين ثمن التصرف الياباني فخذلت الشركات البورصة الصينية لمدة 6 ارباع متتالية بنتائج اعمال مخيبة ، التصدير الصيني هبط وبقوة مما اضطر الصين الى ان تخفيض قيمة عملتها ، بل وتتخذ قرار اخر خطير وهو شراء النفط بعملتها "اليوان" نعم الصين تريد ان تفرض عملتها كعملة احتياط
بقت دولتا جنوب الشرق الاقصى استراليا ونيوزيلندا واللتان تشهدان اعطابا في عجلة الاقتصاد اضف اليهم عملاق اميركا اللاتينية والذي يخشى شبح الافلاس كاليونان فقام بفرض ضرائب جديدة
مما سبق نعلم ان هناك ازمات ، وان خريطة الاحتياط الامن ستتغير ، لقد شاهدنا ارتفاعا في قيمة الين واليورو مقابل انهيار الدولار الاميركي والاسترالي والنيوزيلاندي و وقوف الاسترليني على الحياد ، رأينا ارتفاع الذهب ، ورأينها انهيار البورصات النائية كل ذلك في يومين فقط .. فلتسجلوا كل ما رأيتهم فإن حدثت الازمة فإن من صعد من هؤلاء سينطلق ومن هبط منهم سينهار
النظرة الفنية
الداو جونز المسيطر على اسواق العالم من بورصات وعملات وسلع خرج رسمياً من اتجاهه الصاعد طويل الاجل بفعل الصدمة "الصينية" وفشل في اي محاولة لاعادة الثيران فوق طريق الصعود من جديد فلم يبقى امام هذا المؤشر سوى سيناريو من اثنين
السيناريو الاول هو ان يستمر الهبوط ليكسر حاجز دعم 15900 ليذهب سريعا للتجربة على 15200 والتي بكسرها يبدأ التسارع الشديد في الهبوط كما حدث في عام 2008 او ربما اعنف
السيناريو الثاني هو ان يحاول الصعود ليرتطم بمناطق ال 17000 مجدداً وعندها سنرى هل سيقوى الثيران على الاستكمال ام سيعاود الدببة صدماتهم المتلاحقة ، فإذا فشل في التماسك نرى انه من المتوقع ان يتكرر السيناريو الموجود على الخريطة السعرية ، انهيار عمودي من تلك المناطق
حافظ على اموالك وكن حذر في استخدام الهامش
تمنياتي بتداول سعيد وربح وفير