الأسواق تترقّب بتلهّف اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي

• تداول معظم العملات الرئيسية على استقرار وسط ترقّب الأسواق نتائج إعلان مجلس الاحتياطي الفدرالي
• من المحتمل أن يتقدّم الدولار الأميركي في حال دعمت توقعات الاحتياطي الفدرالي وتعليقات يلين تقليص التيسير الكمّي
• الجنيه الاسترليني عرضة للتراجع في حال أشار محضر اجتماع بنك انجلترا الى تأخير أكبر في موعد زيادة معدّلات الفائدة

تتداول العملات الرئيسية على استقرار أواخر الدورة الآسيوية وسط تريّث التّجار قبل الإمتثال الى أي اتّجاه معيّن قبيل إعلان السياسة النقدية المرتقب لمجلس الاحتياطي الفدرالي. هذه المرّة، سيترافق البيان الذي يلي الإجتماع مع السلّة المحدّثة للتوقعات الاقتصادية الرسمية التي تصدر عن مسؤولي الاحتياطي الفدرالي والمؤتمر الصحفي الأوّل للرئيسة جانيت يلين.

واجهت السوق معضلة صعبة منذ منتصف يناير: من جهة ، جاءت البيانات الاقتصادية الأميركية دون التوقعات؛ ومن جهة أخرى، لا يزال بنك الاحتياطي الفدرالي ملتزم بإستمرار "تقليص" مساعي حوافز التيسير الكمّي. في هذا الصدد، صرّح مسؤولو الاحتياطي الفدرالي أنّ ضعف الأداء الأميركي هو مؤقّت فقط ولا يدعو لإدخال أي تغييرات على نهج السياسة المتّبع. وعقب مراقبة الوضع لبعض الوقت الآن، ستتسنّى أمام بنك الاحتياطي الفدرالي فرصة التعبير عن وجهات نظره وتفسير طريقة تفكيره.

إنّ أي سلّة متفائلة من التوقعات الاقتصادية التي من شأنها ترسيخ الإلتزام بمواصلة تقليص مساعي الحوافز وتعليقات رئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي التي تحمل في طيّاتها التصميم نفسه، ستؤدّي الى الحدّ من التفاوت بين مسار السياسة النقدية الأميركية ومعظم المصارف المركزية في مجموعة الدول العشرين. في الواقع، تظهر توقعات المستثمرين أنّ بنك الاحتياطي النيوزيلندي هو الوحيد الذي يرجّح أن يعتمد سياسة متشدّدة أكثر من بنك الاحتياطي الفدرالي خلال الأشهر الإثني عشر القادمة. من المحتمل أن تبدّد نتائج مماثلة الشكوك المحيطة بإستمرار التقليص وتوفر الدعم للدولار الأميركي. غنيّ عن القول إنّه ستترتّب عن أي نبرة قلقلة يعتمدها البنك المركزي الأميركي التأثيرات المعاكسة.

من المحتمل أن يولّد محضر اجتماع بنك انجلترا لهذا الشهر ضغوطات هبوطية على الجنيه الاسترليني في حال تجاهل الساسة السلّة الأخيرة من البيانات الاقتصادية البريطانية الضعيفة. في الواقع، تظهر البيانات الصادرة عن سيتي غروب أنّ الإصدارات الاقتصادية أخذت تتدهور مقارنة بالتقديرات بشكل ملحوظ أواخر الشهر السابق. لقد شدّدت النسخة الأخيرة من إطار عمل النهج المتّبع من قبل بنك انجلترا على "استيعاب القدرة الإحتياطية"، ما يقوّض الأهمّية المتفائلة لتجاوز معدّل البطالة عتبة ال 7% المرجو الوصول إليها في أغسطس. إنّ ضعف الأداء وإقرار المصرف المركزي بهذا الواقع سيدفعان التّجار الى ترجيح تأخير موعد رفع معدّلات الفائدة لفترة أطول من المتوقّع، ما يزيد من حدّة الضغوطات على الاسترليني.