EUR/USD: على الرغم من التهديد المستمرّ والمهيمن لإعتماد البنك المركزي الأوروبي سياسة حذرة للغاية، لا يزال اليورو يتقدّم مقابل نظرائه الرئيسيين للأسبوع الثاني على التوالي، وسط اختبار فئات الأصول الرئيسية في العالم ما عدا الفوركس موجة من التذبذبات. علاوة على ذلك، فشلت التوترات القائمة في أوروبا الشرقية بين روسيا وأوكرانيا في دفع التّجار بعيدًا عن دخول مواقع شراء اليورو، على الرغم من أنّ البيانات الاقتصادية المخيّبة للآمال التي صدرت مؤخرًا عن منطقة اليورو بالكاد دفعت الى تسجيل تسارع صعودي ملحوظ.
هذا الأسبوع، سيتمّ اختبار جدوى السياسة النقدية الحذرة التي قد يعتمدها البنك المركزي الأوروبي وسط ضآلة عدد البيانات الاقتصادية المرتقب. إنّ مقاربة البنك المركزي الأوروبي بتحضير الأسواق لجولة جديدة من التيسير الكمّي بدت أقلّ وحدة في الأيام القليلة الماضية.
بوضوح، يهدّد البنك المركزي الأوروبي بإتّخاذ خطوات جديدة ولكنّه لا يرغب فعليًا بالضغط على الزناد وبدء العملية؛ يتوقّع أن يمتثل المشاركون في السوق لطلباته بإضعاف العملة تمامًا كما فعلت السوق وعزّزت قوّة العملة عندما دفعت اليورو الى الإرتفاع اعتبارًا من أعماق الأزمة المالية في منطقة اليورو على خلفية تعهّد الرئيس ماريو دراغي "بالقيام بكلّ ما يلزم" لإنقاذ العملة في يوليو 2012.
في الوقت الراهن، ما من أسباب كثيرة تدفع التّجار للإمتثال لطلبات البنك المركزي الأوروبي. كما أشرنا في وقت سابق، يتواجد تجار اليورو الذين يعوّلون على انخفاض الأسعار عند الطرف الخاسر من التجارات حتّى عقب لجوء البنك المركزي الأوروبي الى تخفيض معدّل الودائع الرئيسي الى 0.25% في نوفمبر 2013. منذ 7 نوفمبر، تقدّم اليورو/استرالي بنسبة +4.11% واليورو/ين بنسبة +6.97% واليورو /دولار بنسبة +2.85%. هذا وقد اكتسب صاحب الأداء الأفضل مقابل اليورو خلال الفترة عينها – الجنيه الاسترليني- +1.35% فقط. بتعبير آخر، حتّى أكثر أدوات السياسة تقليديًا للبنك المركزي الأوروبي فشلت في تبديد ارتفاع اليورو.
ومن حظّ البنك المركزي الأوروبي، جاءت البيانات الاقتصادية مخيّبة للآمال بما فيه الكفاية لكي تمنع اليورو/دولار من تجاوز سعر 1.4000$، الذي يشكّل على الأرجح عتبة مؤلمة بالنسبة الى المصرف المركزي نظرًا الى تزايد التعليقات الحذرة المحيطة بذلك المستوى. وكمقياس لزخم البيانات الاقتصادية (أفضل او أسوأ من التوقعات)، هوى مؤشر سيتي غروب للمفاجآت الى -10.6 في نهاية الأسبوع، وهو قاع سنوي للعام 2014.
في حين من المرجّح أن تظهر سلّة البيانات الاقتصادية القادمة تدهور طفيف في آفاق النمو في منطقة اليورو في الاقتصادات الرئيسية- ألمانيا وفرنسا- من المحتمل أن يتمّ سماع دعوة البنك المركزي الأوروبي الى إضعاف معدّلات الفوركس بشكل أكبر. علاوة على ذلك، من المتوقع أن تظهر مسوحات مؤشر مدراء المشتريات ماركيت تراجع معدّل النمو (معدّل إيجابي ولكن وفق وتيرة أبطأ)، وهو أمر سيبقي اليورو في وضع غامض.