تتسلّط الأضواء على أوّل خطاب رسمي يلقيه حاكم بنك انجلترا مارك كارني أزاء السياسة خلال ساعات التداول الأوروبية. من المتوقع أن يناقش عنصر التوجيه المستقبلي الجديد الذي تمّ الإعلان عنه في اجتماع المصرف الأخير. ينصّ النهج المذكورعلى التعهّد بإبقاء معدّل الإقراض المعياري عند مستوى 0.5%- وهو قاع تاريخي- لطالما يبقى التضخّم دون 2.5% خلال الأشهر الثمانية عشرة والأربعة والعشرين التالية ويواصل معدّل البطالة تجاوز نسبة 7%.
تقدّم الجنيه الاسترليني عقب الإعلان عن نهج التوجيه، ما يعكس على الأرجح تقديرات المستثمرين بأنّ شروط بنك انجلترا لإعادة تقييم السياسة قد تتبلور حتّى قبل الفترة الزمنّية التي حدّدها المصرف في وقت سابق. بناء عليه، إنّ أي نبرة حذرة تقلّل من فرص الإبتعاد المبكر عن السياسة الفضفاضة ستلقي بثقلها على العملة البريطانية.
سجّل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي أداءًا مخيّبًا للآمال مقابل نظرائهما الرئيسيين بعد أن حذت الأسهم الآسيوية حذو وال ستريت بالإنخفاض. كما خسر مؤشر الأسهم الإقليمي MSCI لبلدان آسيا والباسيفي 0.7%. في هذا الصدد، يبدو أنّ نفور المخاطر يعكس تنامي المخاطر الجيوسياسية وسط الدلائل على استعداد الولايات الأميركية المتّحدة وحلفائها لضرب سوريا عقب التقارير التي أوردت استخدام الحكومة للأسلحة الكيميائية ضدّ الثوّار المعادين للنظام.
إنّ آفاق التدخّل الغربي المباشر في الحرب الأهلية الدامية الحاصلة في سوريا تساهم في تأجيج المخاوف المحيطة بتحوّل ذلك النزاع الى توترات إقليمية أوسع انتشارًا. في هذا الإطار، يتخوّف المستثمرون من التداعيات السلبية المترتّبة على النمو الاقتصادي جرّاء سيناريو مماثل- ولا سيّما في ظلّ احتمال حصول انقطاع رئيسي في تسليم النفط. في الواقع، شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعًا ووصلت الى أعلى مستوى لها في اكثر من عامين. كما تقدّم الدولار الأميركي واكتسب ما يناهز 0.3% مقابل نظرائه الرئيسيين. EUR/USD GBP/USD" title="EUR/USD GBP/USD" width="1024" height="443">