تفوّق الدولار الأسترالي والنيوزيلندي في أدائهما خلال الدورة المسائية واكتسبا ما يناهز 0.4% و0.5% تباعًا مقابل نظرائهما الرئيسيين. يبدو أنّ هذا التحرّك يعكس تحسّن شهية المخاطر في صفوف بورصات الأسهم الآسيوية. كما تقدّممؤشر الأسهم الإقليمي MSCI لبلدان آسيا والباسيفي بنسبة 0.5%.
في هذا الصدد، يبدو تحسّن الثقة بمثابة خطوة تصحيحية على الأرجح عقب ثلاثة أيام من عمليات البيع الكثيفة التي طالت طيف الأصول المحفوفة بالمخاطر على خلفية التوترات المرتبطة بالوضع السوري. من المنطقي بروز بعض الهدوء في أعتاب ردود الفعل الأوّلية وسط استيعاب التّجار المعلومات المتوافرة وترقّبهم لأي جديد من أجل استهلال توقعاتهم.
تتصدّر الأرقام الأوّلية لمؤشر أسعار المستهلك الألماني لشهر أغسطس الجدول الاقتصادي خلال الساعات الأوروبية. تشير التوقعات الى تراجع معدّل التضخّم السنوي الى 1.7%، وهو المستوى الأدنى في ثلاثة أشهر. إنّ أي قراءة ضعيفة سترسّخ سيناريو اعتماد البنك المركزي الأوروبي المزيد من التيسير الكمّي وتلقي بثقلها على اليورو.
في إطار مختلف، من المرجّح أن يظهر تقرير العمل لشهر أغسطس تراجع عدد العاطلين عن العمل بمقدار 5000 شخص مقارنة بالشهر السابق. من المستبعد أن تولّد أي قراءة تتطابق مع التقديرات أو على مقربة منها ردود فعل قويّة في الأسواق المالية. مع ذلك، إنّ أي ارقام بعيدة عن التخمينات والتي يعتقد أنّها تتمتّع بتداعيات سلبية على النمو الإقليمي وبالتالي على السياسة النقدية ستؤدّي الى بروز موجة من التذبذبات القريبة الأجل.
في وقت لاحق من اليوم، تتحوّل الأنظار نحو الجدول الاقتصادي الأميركي. من المتوقع أن تظهر القراءة المراجعة لأرقام الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للفصل الثاني نمو الاقتصاد وفق وتيرة سنوية تصل الى 2.2% في الأشهر الثلاثة حتّى يونيو، لتتقدّم بذلك على التقديرات الأوّلية التي بلغت 1.7%. من المرجّح أن يتمّ تقييم هذه النتائج لناحية تأثيراتها على قرار بنك الاحتياطي الفدرالي المتعلّق بتقليص التيسير الكمّي.
في هذا الصدد، باتت الأسواق مستعدّة لتخفيض عمليات شراء الأصول في اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي لشهر سبتمبر، مع التركيز في الوقت الراهن على ماذا سيحصل بعد هذه الخطوة. في الواقع، إنّ عدم اتّخاذ أي تدبير سيشكّك في مصداقية بنك الاحتياطي الفدرالي عقب التعليقات الكثيفة التي صدرت بهذا الشأن عن مسؤولي المصرف المركزي والتي أدّت الى ظهور هذا الكمّ من التوقعات. بناء عليه، إنّ أي قراءة إيجابية للناتج المحلي الإجمالي ستعزّز الدولار الأميركي والعكس صحيح. EUR/USD GBP/USD" title="EUR/USD GBP/USD" width="1024" height="443">