الدولار الأميركي، الأمل كبير في صفوف المستثمرين حيال انتهاء مناخ تدنّي التذبذبات الذي دفع العديد الى اعتماد استراتيجيات قريبة الأجل والبقاء على الحياد. تعتبر التذبذبات مكوّن رئيسي في أداء الدولار الأميركي بالتطلّع قدمًا. لا يشكّل الأخضر ملاذ آمن مفضّل فحسب، ولكنّ الشعور بالرضا قوّض أكثر التخمينات المحيطة بخطط سياسة بنك الاحتياطي الفدرالي. من أجل بدء الأسواق بإختبار التأرجحات أو بروز تخمينات حيال إطار زمني محدّد أكثر لزيادة المعدّلات من قبل الاحتياطي الفدرالي، نحتاج الى التذبذبات. مع ذلك، ونظرًا الى تزامن شحّ السيولة نتيجة العطلة المرتقبة مع المستويات المتدنية تاريخيًا من الأنشطة، سيكون من الصعب للغاية تطوّر اتّجاهات ملحوظة حتّى وسط مساعدة تقرير الوظائف غير الزراعية.
عند تقويم السوق: ثمّة ثلاثة أنواع مختلفة من القوى العامّة التي تحدّد المناخ. التحليلات الفنّية وفرت بعض المناهج لأسابيع. مع ذلك، وفي معظم الأوقات، تبدّدت هذه الفرص بعد وقت قصير من ظهورها. بإمكان الأساسيات توفير المحفز الذي يغذي الإتّجاه والزخم وسط إدراك معظم المستثمرين التغيير الذي طرأ على التوقعات. مع ذلك، سيكون أي اختراق لخط الترند أو حتّى الإرتفاع او الإنخفاض لأي مسألة منهجية دون جدوى إن لم تدعم السوق تحرّكه. فالتذبذبات هي عبارة عن انعكاس للمشاركة والتحفيزات- والأمران متدنّيان للغاية.
في الآونة الأخيرة، هوت مستويات النشاط في اسواق رؤوس الأموال الى قاع سبعة اعوام ووصلت تلك المتواجدة في سوق الفوركس الى مستوى تاريخي. يعزى ذلك بجزء كبير الى انهيار معدّلات الفائدة، تزايد التمويل الزهيد وانخفاض المشاركة (الحجم). في الأسبوع القادم، من المحتمل أن يتفاقم هذا الوضع. فنحن ندخل موسم الصيف وسط شحّ السيولة التي تتزامن مع عطلة عيد الإستقلال الأميركي.
ستولّد مسألة الأنشطة هذه تناقضًا مع الحدث المحفوف بالمخاطر المندرج على الجدول. في قلب الجدول الأميركي الذي يتضمّن مسوحات الثقة والمقاييس التصنيعية وخطابات بنك الاحتياطي الفدرالي، ثمّة تقرير الوظائف غير الزراعية. وبشكل استثنائي، سيتمّ نشر التقرير المذكور يوم الخميس عوضًا عن الجمعة بسبب يوم العطلة. في ظلّ الظروف الطبيعية، من المحتمل أن تولّد هذه البيانات موجات ملحوظة من اتّجاهات المخاطر. ولكن من المستبعد حدوث ذلك هذه المرّة- في غياب أي مفاجأة كبيرة- بما انّ التّجار يغادرون مبكرًا دورة نيويورك استعدادًا للعطلة المطوّلة.
على الرغم من تدنّي توقعات المعدّلات بسبب هذا الحدث، ثمّة وجه آخر لبيانات الوظائف من شأنه التأثير على الدولار لاحقًا: تخمينات معدّلات الفائدة. وفي اجتماع السابع عشر من يونيو لمجلس الاحتياطي الفدرالي، وسّع المصرف المركزي دائرة التقليص ونشر توقعاته. على وجه الخصوص، تشير تقديرات معدّلات الفائدة الى أنّ الجسم السياسي بات أكثر تشدّدًا ممّا تقدّر السوق. فمثلاً يصل متوسط المجلس لتوقعات معدّلات الفائدة في نهاية العام 2015 الى 1.15%؛ بينما تبلغ تقديرات السوق 0.69%.
وفي حين تبدو العقبات كثيرة أمام الدولار الأميركي خلال الأجل القريب، تبدو الآفاق أكثر إشراقًا وتعد بعودة التحركات الصعودية. وفي ظلّ مناخ مشابه، ينبغي التقيّظ الى إمكانية تجدّد نفور المخاطر. في غضون ذلك، تميل معدّلات الفائدة الى الإرتفاع والسوق لا تقدّر القيمة الحقيقية للعائدات المحتملة. المستقبل يبدو واعدًا للدولار... ولكن ليس المستقبل القريب.