الوسيلة الأكثر فعالية لدفع الدولار الأميركي على تسجيل تسارع صعودي تتمثّل ببروز صدمة في النظام المالي العالمي. بتعبير آخر، في حال أدّى حدث ما الى تراجع الرغبة في مطاردة العائدات المتزايدة منذ الأعوام الأخيرة، ستؤدّي عودة الأموال الى تعزيز الأخضر. مع ذك، تعليق الآمال على التذبذبات هو مجرّد أمل. نحتاج الى ما هو ملموس أكثر من سيناريو مثالي للعمل به. لا تزال توقعات معدّلات الفائدة مسألة ناشطة ومهيمنة ومن المحتمل أن يشكّل الدولار الأميركي واحدًا من محرّكات اليورو خلال الأجل القريب.
تمثّل توقعات معدّلات الفائدة ما بين الدول الرئيسية (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومنطقة اليورو واليابان) مسألة رئيسية أساسية. بإلقاء نظرة على هذا المنحى، نجد أنّ بنك انجترا في طريقه الى إقرار أوّل زيادة للمعدّلات في صفوف نظرائه الرئيسيين؛ يبدو بنك اليابان في صدد دراسة موضوع اختتام برنامج التيسير الكمّي غير المحدود؛ بنك الشعب الصيني يعمد الى توسيع وتقليص مساعيه وفق فترات غير منتظمة، البنك المركزي الأوروبي اتّخذ خطوات مؤخرًا من أجل مضافرة جهوده، بنك الاحتياطي الفدرالي على شفير إنهاء برنامج التيسير ويقدّر زيادة المعدّلات متصف العام 2015.
تتطلع أسواق الفوركس بكلّ توق الى حلول موعد تطبيق خطوات مماثلة. نظرًا الى سلّة الإحتمالات المفتوحة ازاء موعد تطبيق اوّل زيادة، المجال لا يزال متاح امام الدولار للإرتفاع أو الإنخفاض وسط التخمينات المحيطة بالبيانات وسياسة بنك الاحتياطي الفدرالي. على هذا الصعيد، يشمل الجدول عدد قليل من الأحداث التي يجب رصدها عن كثب. ثمّة اربعة خطابات مقرّرة: سيتحدّث لاكر عن الآفاق الاقتصادية وبولارد عن السياسة النقدية وبلوسر سيشمل الإثنين معًا. من ناحية البيانات، ثمّة تحديثات للقطاع التصنيعي وسوق المنازل وثقة المستهلك.
عوضًا عن النظر الى العملة بحدّ ذاتها، يجب اخذ بعين الإعتبار وضع الدولار مقابل نظرائه الرئيسيين. لا تزال ثاني أكثر عملة سائلة في العالم- اليورو- في المراحل الأولى للنزف الناجم عن انكماش الميزانية العمومية. أدّى إدراج تادبير تيسير جديدة وتخمينات اعتماد برنامج تيسير غير محدود الى اختبار مسار اليورو/دولار تصحيحًا- الأمر الذي صبّ لصالح الاخضر.
في حال تحرّكت التذبذبات وعادت الشهية الى العائدات المتدنّية، سيسعى الدولار بسرعة الى استيعاب الاموال المذعورة. مع ذلك، من الضروري التمييز بين الإنذار الخاطىء والتحوّل المنهجي في ثقة المستثمرين. ستكون متطلّبات التأكيد اعلى من مجرّد اختراق فنّي أو ارتفاع في مؤشر VIX.