يواصل مؤشر الدولار داو جونز أف اكس سي ام التداول على مقربة من المستوى الذي شكّل سقفًا بالنسبة الى العملة في الأشهر الستّة عشر السابقة. سواء أكان التقييم فنّي ام اساسي، تشير الدلائل الى تسجيل الأخضر اختراق ملحوظ في المستقبل القريب. مع ذلك، إنّ المسار الذي تختاره السوق والإلتزام بإستمرارية اتّجاه جديد يعتمدان على كيفية تطوّر أوضاع السوق الكامنة وعلى ما إذا كانت توقعات المعدّلات ستبدأ بالترسّخ.
لربّما الحمل الأكبر الذي يثقل كاهل الدولار يتمثّل بالحفاظ على شعور الرضا في الأسواق المالية الأوسع نطاقًا. الوضع الراهن يدعم شهية السوق لمعدّلات العائدات الأكبر. يساهم ذلك كلّه في تقويض دور العملة كملاذ آمن. علاوة على ذلك، الرضا يؤخر تبلور توقعات معدّلات بنك الاحتياطي الفدرالي في صفوف حشود المضاربة.
المحفز الأساسي الأكثر تأثيرًا على الدولار بالمضي قدمًا هو التطوّر الذي يطال اتّجاهات المخاطر. مع ذلك، هنالك احتمال منهجي. إنّ تنامي شهية المضاربة بشكل ملحوظ حيث يتمّ البحث عن العائدات الأعلى يؤدّي الى ابتعاد رؤوس الأموال عن الولايات المتّحدة. بناء عليه، استنادًا الى المعطيات الراهنة، من الصعب التنبؤ بمصير شهية المخاطر اعتبارًا من المستويات الراهنة.
على الرغم من بزوغ الفجر مرّات مزيّفة عدّة في الماضي، ثمّة أمل بإختبار التذبذبات تحوّلاً هذا الأسبوع. ارتفعت مقاييس التذبذبات منذ قيعها. على مرّ التاريخ، يشهد يوليو التزايد الأكبر من الأنشطة، الأمر الذي قد يؤدّي الى تقدّم ملحوظ من المستويات المتدنّية الأخيرة. في حال انتعشت تذبذبات السوق، ستتغيّر مواقع السوق.
من الصعب أن تشكّل الأحداث او البيانات محفز أكيد للمضاربة. إنّ المخاوف المصرفية الأوروبية الأخيرة والتغييرات التي تطرأ على برامج السياسات النقدية والناتج المحلي الإجمالي الصيني للفصل الثاني هي ذات أهمّية بالغة، ولكنّ ليس لها تأثيرات أكيدة. عندما تتعثّر الثقة، سيكون هذا الأمر بمثابة دعمًا ذاتيًا.
بعيدًا عن تأثيرات اتّجاهات المخاطر، تعد توقعات معدّلات الفائدة بأن تكون واضحة نسبيًا. في الأسبوع السابق، عزّز محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي وخطابات أعضاء الاحتياطي الفدرالي والبيانات على الأرجح فكرة لجوء المصرف المركزي الى زيادة المعدّلات منتصف العام 2015. من الممكن أن تكون عائدات سندات الخزانة في صدد الهبوط كردّة فعل عكسية على طلبات الملاذ الآمن.
وسط البيانات التي تبدأ بقياس العافية الاقتصادية (ثقة المستهلك الصادرة عن جامعة ميشيغان ومبيعات التجزئة) الى الأنشطة الاقتصادية والتضخّم، تشكّل تعليقات الاحتياطي الفدرالي المحفز الأكبر لتخمينات المعدّلات. سنسمع خطابات كلّ من فيشير وبولارد والشهادة النصف سنوية للرئيسة جانيت يلين أمام الكونغرس يومي الثلاثاء والخميس. الأسئلة المباشرة حول النمو والحوافز وأسواق رؤوس الأموال وغيرها من المواضيع الرئيسية ستستحوذ على انتباه السوق.