لم تكن البيانات الاقتصادية الأميركية القويّة والتقرير الأفضل من المتوقع للوظائف لشهر نوفمبر كافية لدفع الدولار الأميركي على الإرتفاع وواصل تراجعه مقابل معظم نظرائه الرئيسيين. لماذا سجّل الدولار أداءًا مماثلاً وما الذي قد يقلب الموازين في الأسبوع القادم؟
يتحوّل تركيز السوق على سلّة الخطابات المرتقبة لمسؤولي الاحتياطي الفدرالي في الأيام القادمة، وسيتأثّر الأخضر بأي تحوّل ملحوظ يبرز في النبرة المعتنقة، إذ باتت التوقعات المحيطة بسياسة بنك الاحتياطي الفدرالي تقود الأسواق المالية. علاوة على ذلك، ستقتصر البيانات الاقتصادية الهامّة على تقرير القراءة المعمّقة لمبيعات التجزئة وسنرصد عن كثب أيضًا التعليقات والخطوات المتخذة من قبل الحكومة الأميركية قبيل حلول المهلة النهائية للتوصّل الى اتّفاق حول الميزانية في الثالث عشر من ديسمبر.
إنّ فشل الدولار في التسارع صعودًا مقابل اليورو وغيره من نظرائه الرئيسيين على خلفية التقرير الأفضل من المتوقّع للوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي يشير الى أنّ التّجار ينتظرون بروز دلائل أوضح حول الخطوات التالية لبنك الاحتياطي الفدرالي قبل دفع الدولار على الإرتفاع اعتبارًا من القيع الرئيسية.
في هذا الصدد، سنرصد عن كثب خطابات كلّ من لاكر وبولارد وفيشير يوم الإثنين والثلاثاء- بما أنّها ستتناول على وجه الخصوص أرقام نمو الوظائف الأخيرة. كما سنركّز على كلمة الرئيس باراك أوباما وغيره من المسؤولين الحكوميين قبيل حلول المهلة النهائية للميزانية.
من المحتمل أن يتقدّم الدولار الأميركي في حال أشار مسؤولو الاحتياطي الفدرالي الى أنّ البيانات الاقتصادية الأخيرة رسّخت سيناريو تقليص برنامج التيسير الكمّي في القريب العاجل، بيد أنّ نتيجة مماثلة ستعتمد على المفاوضات المتعلّقة بمسألة الميزانية الأميركية. في حال لم يتبلور أي من هذا، سيكون مصير الدولار الهبوط الى قيع أدنى. كما ينبغي على التّجار توخّي الحذر من تحرّكات الأسعار الغامضة قبيل الخطابات المذكورة.
تدلّ الدراسات الفنّية على أنّ الدولار الأميركي قد يتسارع على الرغم من ذلك صعودًا مقابل الين الياباني، وهو من العملات القليلة التي تشهد تراجعًا مقابل الأخضر. مع ذلك، لا يزال مؤشر الدولار داو جونز- أف أكس سي أم يتداول ضمن نطاق توطيد ضيّق، وتشير تحرّكات الأسعار التي سجّلت يوم الجمعة الى إمكانية اختباره قيع النطاق الرئيسية.