يدفع الهدوء الذي يخيّم على الجدول الاقتصادي خلال ساعات التداول الأوروبية التّجار للتركيز على المفكّرة الأميركية، حيث الأضواء تتسلّط على التعليقات التي سيدلي بها رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في ولاية شيكاغو شارلز إيفانز. إنّ رجل السياسة هذا الذي ينتمي بكلّ وضوح الى الأعضاء الذي يميلون الى اتّباع السياسة الحذرة والمتريّثة هو أيضًا هذا العام عضوًا مصوّتًا في مجلس الإحتياطي الفدرالي. تجدر الإشارة الى أنّ إيفانز لم يحضّر كلمة يلقيها، بل إنّه سيجيب على أسئلة الصحفيين، الذين سيجرّونه بدون أدنى شكّ للحديث عن تقليص الحجم الشهري لعمليات شراء الأصول الذي قد يحدث في اجتماع سبتمبر. في حال بدا أكثر اقتناعًا بالتقليص، فسيصبّ هذا الأمر لصالح الدولار الأميركي والعكس صحيح.
سجّل الين الياباني أداءًا مخيّبًا للآمال خلال الدورة المسائية وخسر ما يناهز 0.4% مقابل نظرائه الرئيسيين. جاء هذا التحرّك في أعقاب تقدّم مؤشر النيكي 225 المعياري، ما يشير الى أنّ الخروج من مواقع التجاراتالمبنيّة على فروقات الفوائد والمموّلة بواسطة العملة ذات العائدات المتدنّية كان المحفز الكامن وراء هذا التحرّك. هذا وقد عزت وسائل الإعلام التسارع الصعودي لمؤشر النيكي الى تقرير نشرته رويترز ويحتوي ما مفاده أنّ صندوق المعاشات التقاعدية للموظّفين الحكوميين اليابانيين في صدد درس استثمار المزيد من رؤوس أمواله في الأسهم عوضًا عن السندات المحلّية.
تسارع الدولار الأسترالي صعودًا تمامًا كما كان متوقًعًا بعد أن طبّق بنك الاحتياطي الأسترالي تخفيض بمقدار 25 نقطة أساسية لمعدّلات الفائدة من دون توفير أي دلائل على إمكانية الإستمرار بنهج التيسير في الإجتماعات القادمة. كان بيان السياسة أقلّ حذرًا هذه المرّة مع التركيز على فكرة مواصلة الساسة "تقييم الآفاق وتعديل السياسة كما تقتضي الحاجة"، ما يتعارض مع التأكيد الذي برز في الشهر السابق حول "إمكانية إتاحة آفاق التضخّم... المجال أمام إضفاء المزيد من التيسير". بالتطلّع قدمًا، من المحتمل أن يكون ذلك قد مهّد الطريق أمام ظهور مناخ حسّاس أزاء البيانات، لتتحوّل الأنظار نحو بيانات الوظائف لشهر يوليو. كما ستكون أرقام الصادرات الصينية ومؤشر أسعار المستهلك هامّة للغاية نظرًا الى حساسية الدولار الأسترالي أزاء اتّجاهات النمو في الصين.
EUR/USD GBP/USD " title="EUR/USD GBP/USD " width="804" height="879">