يخيّم الهدوء على الجدول الاقتصادي خلال ساعات التداول الأوروبية مع تشكيل قراءة مؤشر مدراء المشتريات البريطاني الخاص بقطاع البناء لشهر يونيو الحدث الوحيد البارز. من المتوقع تراجع المقياس للشهر الخامس على التوالي، وصولاً الى قاع ثمانية أشهر عند 59.8. إنّ أي مفاجأة صعودية شبيهة بنتيجة مؤشر مدراء المشتريات التصنيعي التي صدرت يوم أمس ستعزز على الأرجح الرهانات المحيطة بلجوء بنك انجلترا الى رفع معدّلات الفائدة وتدفع الجنيه الاسترليني الى الإرتفاع عقب تقدّم الأسعار الى اقوى مستوى لها في حوالى الستّة اعوام يوم أمس. غنيّ عن القول إنّه ستبرز التأثيرات المعاكسة في حال جاءت القراءة عكس ذلك.
في وقت لاحق من اليوم، تستحوذ الأنباء الاقتصادية الأميركية من جديد على الأنظار وسط ترقب صدور بيانات ADP لتغيير الوظائف المضافة الى القطاع الخاصّ. ثمّة علاقة حبّ وكره بين السوق وهذا التقرير. فمن جهة، إنّه مماثل لتقرير الوظائف غير الزراعية ولا يعتبره التجار سوى مؤشر رائد. من جهة اخرى، إنّ قواه التقديرية ليست متّسقة من شهر الى آخر. بناء عليه، إنّ أي قراءة تفوق 205 ألف المتوقعة ستعزّز الدولار الأميركي والعكس صحيح.
كما من المقرّر ان تدلي رئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين بخطاب لها في مقرّ صندوق النقد الدولي. ستتعقّب تعليقاتها المحادثة التي ستجريها مع رئيسة الصندوق كريستين لاغارد. في هذا الصدد، سيرصد التجار عن كثب نبرة الرئيسة من أجل قياس فرق الوقت المحتمل بين إنهاء التيسير الكمّي وبدء زيادة معدّلات الفائدة. ستصبّ أي نبرة متفائلة لصالح الأخضر، في حين ستؤجج النبرة الحذرة استمرار عمليات البيع.
هوى الدولار الأسترالي خلال الدورة المسائية وخسر ما يناهز 0.4% مقابل نظرائه الرئيسيين. حذا هذا التحرّك حذو الأرقام المخيبة للآمال للميزان التجاري التي اظهرت عجزًا تجاريًا بقيمة 1911 مليون دولار أسترالي في مايو. يفوق هذا العجز توقعات الخبراء الذين رجّحوا بلوغه 200 مليون دولار أسترالي قبيل الإصدار.