تفوّق الدولار الأسترالي في أدائه خلال الدورة المسائية عقب إظهار تقرير الوظائف اكتساب الاقتصاد 47300 فرصة عمل في فبراير، وهو الإزدياد الأكبر في حوالى العامين. هذا وكان ارتفاع الوظائف بدوام كامل بمقدار 80500- التقدّم الشهري الأكبر منذ أغسطس 1991- أمرًا ملحوظًا ومثيرًا للإهتمام.
أشرنا في توقعاتنا الأسبوعية أنّ البيانات قد تأتي قويّة بعد أن بيّنت المؤشرات الرائدة انتعاش نمو الوظائف في قطاع الخدمات. هذا وتعقّب ارتفاع الأسترالي تقدّم عائدات السندات الأسترالية المعيارية المستحقّة في عشرة أعوام، ما يدلّ على أنّ الأسواق ألبست النتائج دور المحفز الكامن وراء لجوء بنك الاحتياطي الأسترالي الى رفع معدّلات الفائدة عقب فترة "الإستقرار الراهنة".
كما تقدّم الدولار النيوزيلندي بعد أن عمد بنك الاحتياطي النيوزيلندي اليوم الى زيادة معدّلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساسية، ما يرسم على الأرجح خط بداية نهج التشديد. في هذا الصدد، أفاد حاكم المصرف المركزي غرايمي ويلير أنّه يتوقّع تطبيق تشديد يصل الى 125 نقطة أساسية هذا العام، على الرغم من تحذيره بأنّ وتيرة سحب الحوافز ستعتمد على البيانات.
هوى الدولار الأميركي والين الياباني وسط انتعاش شهية المخاطر، الأمر الذي أدّى الى تآكل الطلبات على عملات الملاذ الآمن. أمّامؤشر الأسهم الإقليمي MSCI لبلدان آسيا والباسيفي، فقد اكتسب 0.6% بعد هبوطه الى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع يوم أمس.
بالتطلّع قدمًا، سيدفع الجدول الاقتصادي المفتقر نسبيًا الى البيانات خلال ساعات التداول الأوروبية المستثمرين للتطلّع الى تدفقات الأنباء الأميركية. فمن المتوقع أن يظهر تقرير مبيعات التجزئة لشهر فبراير نمو المبيعات بنسبة 0.2%، وهي القراءة الأفضل في ثلاثة أشهر.
على صعيد جدول خطابات مسؤولي الاحتياطي الفدرالي، تتسلّط الأضواء على شهادات ستانلي فيشير ولايل براينارد وجيرومي باويل أمام مجلس الشيوخ. الأوّل هو نائب رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي، في حين الإثنين الآخرين هما من الحكّام.
سيتمّ التركيز على التعليقات التي سيدلي بها السيّد فيشير. وفي حين يندرج خطابه المحضّر الذي تمّ نشره يوم أمس ضمن إطار السياسة الراهنة التي يعتنقها بنك الاحتياطي الفدرالي، أيّد بشكل علني عملية تطبيع السياسة في المقابلات السابقة التي أجراها خلال الأشهر الأخيرة.
بشكل عام، إنّ أي أرقام قويّة لمبيعات التجزئة وأي تعليقات داعمة للنمو يتلفّظ بها السيّد فيشير في الجلسة التي سيجاوب فيها على الأسئلة التي سيتمّ طرحها عليه ستتمتّع بالقدرة على تقويض التخمينات المحيطة بإحتمال إبطاء وتيرة تقليص التيسير الكمّي. غنيّ عن القول إنّ هذا السيناريو يصبّ لصالح الأخضر.
EUR/USD GBP/USD" title="EUR/USD GBP/USD" width="474" height="242">